زاد الاردن الاخباري -
خاص ــ إيهاب سليم / السويد:
- اللوبي الاسرائيلي السويدي يدعم مُشاركة السويد في الحرب.
- اسرائيل قتلت أفضع مما قتلَ مُعمر القذافي.
- الساسة البرجوازيين مُهتاجين للحرب.
- الهيجان للحرب من الليبراليين شائع ويصعب تفسيره.
- المجتمع الدولي فشلَ في حماية المدنيين من القتل الجماعي والابادة في يوغسلافيا ورواندا عام 1990.
لايزال القرار الاخير لرئيس الوزراء السويدي "فريدريك راينفيلد", بارسال ثمان طائرات سويدية مُقاتلة من طراز جريبين و طائرة من طراز هيركيوليز وطائرة بحث و 125 جندياً للمشاركة ضمن "قوات التحالف" في فرض الحظر الجوي على ليبيا أذا ما طلبَ حلف شمال الاطلسي "الناتو" ذلك, محل جدل وخلافات ما بين اليمين البرجوازي الحاكم والمعارضة اليسارية, في وقت من المقرر أن يزور العاصمة السويدية ستوكهولم يوم الخميس الامين العام لحلف الناتو "أندرس فوج راسموسن".
وتحت عنوان "ممنوع لاجل القذافي لكن ليس لاسرائيل", هاجمت "أفتون بلادت" كُبرى صُحف المعارضة اليسارية الواسعة الانتشار, الحكومة السويدية والاحزاب البرجوازية واتهمتهم بشن الحرب وادخال السويد ضمن كراهية "أمريكا واسرائيل" في أعين الديمقراطية الحقيقية في العالم العربي, وفقاً للصحيفة.
واضافت الصحيفة: "هاجمت الطائرات الفرنسية قوات ألنظام القمعي الليبي, وكان هناك كُل ما يدعو الى أثارة جنون الدكتاتور مُعمر القذافي لهذه التهديدات, وكان مُستعد ان يقوم بمجزرة ضخمة من تلقاء نفسه, فكان تشريع الهجوم بقرار من مجلس الامن في الامم المتحدة لاقامة منطقة حظر جوي على ليبيا لمنع القذافي من أستخدام الطائرات في قصف السُكان المدنيين, بعدما فشلَ ما يُسمى المُجتمع الدولي في حماية المدنيين من القتل الجماعي والابادة في يوغسلافيا ورواندا عام 1990 !", وفقاً للصحيفة.
وأكملت الصحيفة: " المسألة ليست بهذه البساطة, لا احد يستطيع القول أن أئتلاف الحرب الغربي يُخطط الى ما يتجاوز أضفاء الشرعية على قرار الامم المتحدة, نحن هناك لتكريس مُعمر القذافي", وفقاً للصحيفة.
ووجهت الصحيفة تساؤلات في أشارة الى تقسيم ليبيا الى دولتين, قائلة: "لاجل القذافي كُل هذا؟ لاجل الحرية التي تهب على العالم العربي؟ أم لتقسيم ليبيا الى دولتين؟ هل ينتصر مُعمر القذافي على الحرب الاهلية أذا كان أكثر لُطف في قتل المدنيين؟ والجواب في مهب الريح", وفقاً للصحيفة.
وأضافت الصحيفة: " الساسة البرجوازيين مُهتاجين للحرب, انهم يريدون أرسال طائرات الى ليبيا, ليس من الضروري ان نتعارض معهم من ناحية المبدأ أذا كانت هنالك أسباب مشروعة, لكن لا احد يسأل ما هو الهدف من هذه الخطة السويدية؟ ولاسيما ان مُعظم القوة الجوية الليبية والدفاعات الجوية لا تعمل ! ضد من نقاتل ونحن نعلم ان النية حماية المدنيين؟ ", وفقاً للصحيفة.
واكملت الصحيفة: " يبدو الهيجان للحرب من الليبراليين شائع ويصعب تفسيره, كعاداتهم في التضامن المتأخر مع الشعوب العربية وحقها في الحُرية والديمقراطية, فمثلاً كونار هوكمارك Gunnar Hökmark من حزب المدارات البرجوازي السويدي في البرلمان الاوربي هو احد الناشطين في اللوبي الاسرائيلي السويدي الداعمين لمشاركة السويد في الحرب ! ", وفقاً للصحيفة.
واضافت الصحيفة: " بير كارتون Per Gahrton و ماتياس كارديل Mattias Gardell يعتبرون ان ما يدور في العالم العربي هو صراع بين الديمقراطيات المزعومة والديمقراطيين الحقيقيين الكارهين لاسرائيل وامريكا وقد أثاروا نقاشاً ساخناً مع كونار هوكمارك", وفقاً للصحيفة.
واكملت الصحيفة: "ماتياس كارديل هو أحد منظمي السفينة الى غزة وبير كارتون هو رئيس جمعية التضامن مع فلسطين في السويد, قالوا انهم من انصار الديكتاتورية لسبب بسيط جداً ان القذافي تصرف بقدر جيد مع فلسطين على الرغم ان هدفه من ذلك هو كراهيته لاسرائيل" , وفقاً للصحيفة.
واختتمت الصحيفة: "بين 27 ديسمبر كانون الاول 2008 و 18 يناير كانون الثاني 2009, شنت اسرائيل سلسلة طويلة من جرائم الحرب ضد السكان المدنيين في قطاع غزة, دمرت اكثر من 14 الف منزل و 68 مبنى حكومي, وكان من بين اهداف القصف المستشفيات والمساجد ومباني الامم المتحدة, والخسائر بالارواح الفلسطينية كانت أكبر بين المدنيين, واستخدمت اسرائيل الفسفور الابيض ضدهم, وقتلت أفضع مما قتلَ مُعمر القذافي, لم يظهر سياسي برجوازي واحد وخاصة -كونار هوكمارك- الذي لا يدعم الحملة الدولية ضد مجرمي الحرب الاسرائيليين , بالتالي ممنوع على القذافي لكن مسموح لاسرائيل قتل المدنيين العرب, فالشيء الوحيد المؤكد في المقام الاول أن الفلسطينيين بحاجة الى الحُرية والديمقراطية, يجب النظر في الاحتلال الاسرائيلي والاضطهاد بكل عزم وعلى قدر المساواة حتى يكون العالم أفضل !", وفقاً للصحيفة.