وجه الشبة بين الأغاني العربية و مؤسسة الفساد في الأردن. استمع في بعض ألاحين إلى أغان مختارة لعمالقة الطرب العربي،ارتكز في اختاري على جزالة الكلمة،وعلو كعب لحنها، وسيطرة المطرب على أعصابة،بغية إيصال صورة متكاملة للمتلقي،دون الحاجة إلى الاستعانة بتأثيرات خارجية،كما هو حاصل اليوم مع مدعي ودخلاء الغناء.هذه الحالة يتم استخدام سلاح الجسد العاري،للفت الانتباه. حال المطرب هنا،يشبه حال الحكومة الحالية والسابقة،فان كانت واثقة من خطاها فأنها لن ستصل الى القلوب،أما أن لم تكن كذلك،فأنها ستشبه مدعي الغناء وستستعين بمؤثرات خارجية لإخفاء العيوب والتغطية على نشازها،من خلال الكشف المدروس أجزاء من عورتها،التي لم يبق يسترها،الا ورقة توت واحده. طبعا الاستعانة تكون أما أمنية داخلية تضيق على الشعب،بحجة الامن والاستقرار تارة،والإرهاب تارة اخرى. في عين السياق،نكتشف خلال الرحلة – رحلة السماع – لاغاني يمكن تفصيلها على جسد الحكومة العاري،وكأن الأغاني كتبت لها خص نص. وسنضرب على هذا الأمر،عدد من الأمثلة : كتبنا وما كتبنا،ويا خسارة ما كتبنا،أغنية فيروز،تنطبق على رجالات الصحافة والإعلام الذين كتبوا جبالاً ضد مؤسسة الفساد،بهدف فتح عين الحكومة عليه،لتغطية عريها الفاضح،لكن النتيجة لم تكن الا تظنيش مميز،تحسد عليه. حط أصحابك بالغربال،أغنية نجوى كرم،تتوافق مع مجلس النواب،الذي غربل الحكومة،لكنه لم يسقطها،وهز غرباله مره ثانية لحكومة جديدة،فهرب من وجهها مستحياً.ليكتشف الشعب أن الغربال مثقوب،وان الحكومة لم تكن على قائمة مجلس النواب بالأصل. شي غريب،أغنية جورج وسوف،تلخص استغراب الشعب،من الحكومة الصامتة،حيال مؤسسة الفساد،التي سرقت مكونات الأردن،وكأن الأمر لا يعني الحكومة. حلي عني،أغنية ملحم بركات،فصلت على قدر الوزراء وسكرتيراتهم الموقرات،وكل من يغلق أبوابة بوجه الشعب،دون خوف أو اكتراث . تقول انسى،أغنية كاظم الساهر،تسير في مطلب الحكومة والنواب الوحيد،الذي يقول بإعطاء الفرصة،الأغنية تطالب الشعب بنسيان الماضي،وملفات الفساد ومؤسسته،التي قاربت تخطت طول جبال الهملايا،واتساع المحيط الهندي. يا ويلي من حبه يا ويلي،أغنية الرائع فريد الأطرش،تلخص علاقة الشعب بالوطن،الرافض التخلي عنه،لصالح مؤسسة الفساد القائمة على منهجية قطاع الطرق. وين أخذك وين انهزم بيك،أغنية أخرى لكاظم الساهر،تصور حال رجالات مؤسسة الفساد سابقين،خاصة عندما اخذوا الأردن،وانهزموا به جهارا نهارا،وهم موجودين طلقين بين ظهرانينا،هؤلاء سرقة دماء الشعب وجسده الأخضر النحيل،يعرفهم للقاصي والداني. مليت،أغنية عبادي الجوهر،تتحدث عن زهق وملل ويأس الشعب، من ظلم الحكومة باختلاف أقنعتها وصمتها حيال الفساد المستشري الذي وصل الى خرق كل بيت أردني. لسه الدنيا بخير،أغنية أخرى لجورج وسوف،ترسم آمال الشعب الأردني،الذي يؤمن بتغير الأحوال يوما ما،رغما عن الفاسدين وأهلة وحماته. باختصار،شديد،قسما،لقد احترنا،بالحكومة الأردنية،وصبرها على مؤسسات الفساد الأردنية،الراحلة والحالية والقادمة. سؤال للقارئ الكريم : هل الفساد اليوم بات مؤسسيا مسيطرا على الحكومة الأردنية ويكبل يديها ويحد من خطواتها ؟ نترك الإجابة لكم أعزائي.
خالد عياصرة Khaledayasrh2000@yahoo.com