زاد الاردن الاخباري -
اشتد "الاستهداف المغرض" للإعلام الرسمي الأردني في الأسبوعين الأخيرين ب"رسالة مبطنة" لها غرض واحد ووحيد: إما أن "تُسحّجوا لنا أو نشيطنكم" تزامنا مع أزمة نقابة المعلمين التي قال فيها القضاء الأردني كلمته، بل أن "تغريدات وبوستات" لشخصيات من التيار الإسلام السياسي قد ركبت هي الأخرى موجة "الاستهداف المغرض" الذي يريد من إعلام وطني أن يكون "إعلاما حزبيا" يصفق لمنجز الحزب، ويُكفّر الجميع إن لم يقفوا مع الحزب.
تفضفض أوساط أردنية بالقول: ما المشكلة أن يكون في الأردن إعلام وطني يضع لنفسه "مسطرة أمن قومي" بدلا من إعلام "يقامر ويغامر" بالأوطان لمصلحة الأحزاب التي ظهرت فيها تيارات أطلقت شعار "المراجعة والانتقاد الذاتي" لمسيرة أحزابهم، وهو ما يشبه الاعتراف بأن مسيرة أحزابهم تضمنت تجاوزات وأخطاء ليس معصوما منها لا الأحزاب ولا الإعلام ولا حتى الحكومات.
ما هي المؤسسات الإعلامية المحترفة التي أطلقتها الأحزاب الإسلامية الأردنية ووقفت إلى جوار الأردن قبل الانحياز للحزب وللدول التي ترعاه وتموله وتوجهه، فيما ينبغي طرح سؤال مهم بمناسبة نعي أحدهم للإعلام الوطني: "كم أنفقتم تدريبا ودعما لكوادر إعلامية أردنية؟.. وهل دعمتكم الصحف الورقية الأردنية؟.. ومن الممكن سؤال آخر ألم يكن من الأجدى الإنفاق على "إعلام محترف" بدلا من الإنفاق على نشاطات حزبية وخطابية عاطفية لا تعود بالنفع على الآلاف من حضور هذه المهرجانات.
وتسأل أوساط مطلعة على خبايا الأمور: ما هي التضحيات التي قدمها صحافيون مقربون من خطوطكم الحزبية لصناعة إعلام وطني محترف، هل دفعتم ثمن "احتراف إعلامي" سجونا وتضحيات، أوليس من الأجدى تقديم "ورشة عمل" ليعرف الأردنيين ما هي معاييركم الحزبية ل"الإعلام الوطني" حتى لا تنعوه وتسعون لدفنه.
يقول كثيرون: إن الاستهداف المغرض للإعلام الوطني له غاية وحيدة وهي إخراج مجلس نقابة المعلمين من ورطة حشر نفسه فيها، واتضح مما تلاه من أحداث إن نقابة المعلمين بإدارتها قبل القرار القضائي كانت تعمل من أجل أي شيء سوى "صالح المعلمين"