زاد الاردن الاخباري -
فرضت ملبورن ثاني مدينة في أستراليا حظر تجول ليليا الأحد لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، فيما تجاوزت جنوب إفريقيا البلد الأكثر تضررا بالوباء في القارة الإفريقية، عتبة نصف مليون إصابة.
وبعد ستة أشهر من إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ لمكافحة وباء كوفيد-19، قضى بسبب الفيروس أكثر من 685 ألف شخص وأصيب به أكثر من 17,8 مليونا منذ ظهوره في الصين أواخر العام الماضي.
وقد تم الإبلاغ عن بؤر جديدة في دول مثل أستراليا التي كانت قد نجحت في السيطرة على تفشي الوباء، ما أجبر حكومات على إعادة فرض إجراءات العزل للحد من الانتشار رغم المخاوف من حصول مزيد من التداعيات الاقتصادية.
وفرضت ولاية فيكتوريا الأسترالية قيودا جديدة وشاملة الأحد بما فيها حظر التجول في ملبورن على مدى الأسابيع الستة المقبلة ومنع إقامة حفلات الزفاف واستئناف التعليم من بعد بعد أيام قليلة.
وقال دانيال أندروز رئيس وزراء الولاية "القيام بأقل من ذلك لن يحمينا وسيجعل المشكلة تستمر لأشهر".
ورغم الإغلاق، واصلت ملبورن تسجيل مئات الإصابات الجديدة يوميا علما بأن ولايات أخرى في أستراليا لم تسجل أي إصابة أو عددا قليلا منها.
وتكافح مناطق أخرى من العالم مع تفش للفيروس أكبر بكثير.
فقد أفادت السلطات الصحية في جنوب إفريقيا التي كانت تتوقع زيادة في عدد الإصابات بعد التخفيف التدريجي لإجراءات الحجر الصحي المشددة، أن الإصابات تجاوزت عتبة نصف مليون.
وجنوب إفريقيا هي البلد الأكثر تضررا في القارة السمراء وتمثل أكثر من نصف الإصابات رغم أن الرئيس سيريل رامافوسا قال إن معدل الوفيات في بلاده أقل من المتوسط العالمي.
ووصل عدد الوفيات في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الأحد إلى أكثر من 200 ألف بحيث سجلت البرازيل والمكسيك نحو ثلاثة أرباع تلك الوفيات، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.
كما أعلنت إيران البلد الأكثر تضررا بالوباء في الشرق الأوسط الأحد تسجيلها أكبر عدد من الإصابات في يوم واحد في نحو شهر، محذرة من أن معظم محافظاتها شهدت ظهور المرض مرة أخرى.
ومع تصاعد عدد الإصابات والوفيات، قالت منظمة الصحة العالمية السبت إنه من المحتمل أن تستمر جائحة كوفيد-19 لفترة طويلة.
وأوضحت "تواصل منظمة الصحة العالمية تقييم مستوى الخطر العالمي للوباء على أنه مرتفع للغاية" مضيفة أن آثار الوباء "ستستمر لعقود".
-سباق على اللقاح-
تخطت المكسيك بريطانيا لتصبح ثالث أكثر البلدان تضررا من حيث عدد الوفيات بالفيروس، بعد البرازيل والولايات المتحدة، مع أكثر من 46600 وفاة.
وسجلت الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا في العالم بالوباء، حتى الآن أكثر من 4,6 ملايين إصابة و154319 وفاة.
ومع استمرار تفشي الوباء، بدأ سباق محموم على إنتاج لقاح مع عدد من الشركات الصينية في الطليعة، فيما حددت روسيا موعدا في أيلول/سبتمبر لبدء إنتاج علاج وقائي.
لكن مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي قال إنه من غير المرجح أن تستخدم بلاده أي لقاح مطور في أي من البلدين.
وستدفع الحكومة الأميركية لشركتي الأدوية "سانوفي" الفرنسية و"غلاكسو سميث كلاين" ما يصل إلى 2,1 مليار دولار لتطوير لقاح للفيروس، وفق ما أعلنت الشركتان.
وحتى مع احتدام السباق على إنتاج لقاح، فإن الوباء وإجراءات الإغلاق لمنع انتشاره قد أثرا على الاقتصاد العالمي.
وأبلغت فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا عن انكماشات ضخمة في اقتصاداتها خلال الربع الثاني من العام من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو، فيما شهدت أوروبا عموما انخفاضا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12,1 في المئة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، عادت الإصابات في سويسرا إلى الارتفاع بينما سجلت النروج أول وفاة بالفيروس في أسبوعين.
ورغم ارتفاع عدد الإصابات مجددا، شهدت أوروبا تظاهرات ضد الإجراءات المتخذة لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وخلال نهاية الأسبوع في برلين نظمت موجة احتجاجات تحت شعار "يوم الحرية"، ضد القيود المفروضة لاحتواء الفيروس وأثارت الاحتجاجات التي لم يضع كثير من المشاركين فيها كمامات ولم يحافظوا على قواعد التباعد، موجة إدانات شملت دعوات لفرض عقوبات أكثر صرامة على مخالفي القيود، وأصيب خلالها نحو 45 شرطيا بجروح فيما أوقف أكثر من 130 شخصا.
وهتف الحشد الذي ضم خليطا من اليمينيين واليساريين والمؤمنين بنظريات المؤامرة "نحن الموجة الثانية"، بينما تجمّعوا عند بوابة براندنبورغ داعين إلى "المقاومة" وواصفين الوباء بأنه "أكبر نظرية مؤامرة".
كما استمر الوباء في إحداث فوضى في قطاعات السفر والرياضة والثقافة والسياحة إذ أعلن مزيد من شركات الطيران تسريح عدد كبير من العمال في موازاة إقامة مهرجانات رئيسية وأحداث ثقافية بفعاليات مختصرة.
وقالت أكبر شركة طيران في أميركا اللاتينية "مجموعة لاتام البرازيلية التشيلية" إنها ستسرح 2700 من الموظفين على الأقل، وصوت طيارو "بريتيش إيروايز" بأغلبية ساحقة لقبول خفض الأجور بنسبة 20 في المئة مع فقدان 270 وظيفة.
وسيحتفل مهرجان سالزبورغ النمسوي الذي يستمر شهرا بالذكرى المئوية لتأسيسه لكن مع برنامج مختصر وإجراءات صارمة بينها إلزام الحضور وضع كمامات وخفض عدد التذاكر من 230 ألفا إلى 80 ألفا.