زاد الاردن الاخباري -
تبدو حالة وزارية وبيروقراطية “غير مسبوقة” في الاردن بعد سلسلة تداعيات داخل الجسد الحكومي اربكت البوصلة في محاولة لتعقب خلفيات اتهام شعبوي للحكومة بالمسئولية عن “إدخال شحنة” دجاج ملوثة من اوكرانيا أدت فيما يبدو إلى اصابة نحو “1000” أردني بتسمم غذائي.
تتحول أزمة الشاورما والدجاج في الاردن إلى “فضيحة بيروقراطية” عمليا حسب المجريات الاخيرة.
في المحطة الاخيرة إستبق وزير الزراعة بالوكالة صالح خرابشه نتائج تحقيق أمر به رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ظهر الاثنين وارسل كتابا نشرته الكترونية عمون المحلية إلى هيئة مكافحة الفساد.
الوزير خرابشه يطالب من هيئة الفساد التحقيق بمضمون كتاب رسمي تداوله الاعلام عن سماح وزارة الزراعة بدخول كميات دجاج فاسدة وغير صالحة للإستهلاك البشري.
الغريب في الكتاب المشار اليه انه يستبق تحقيقا معمقا وموسعا أمر به الرزاز نفسه بعد تداعيات شعبية عارمة لقصة الدجاج والشاورما .
وكان الرزاز قد قرر تشكيل لجنة وزارية خاصة تتولى التحقيق المتعمق في الملف.
الاغرب ان الفوضى البيروقراطية انتشرت كما لم يحصل من قبل في حكومة الرزاز وبدا انها تتصرف بدون خطة واضحة او موحدة.
واثار الرزاز الاستغراب عندما أصدر توجيها بتشكيل لجنة تحقيق وزارية برئاسة وزير التعليم الحالي الدكتور محي الدين توق وعضوية وزيرا المياه والعدل رائد ابو السعود وبسام تلهوني.
وبدا السبب غامضا في تكليف وزير المؤسسات الاكاديمية باجراء تحقيق في قضية مستجدة يحقق فيها اصلا القضاء الان فيما يدخل وزير الزراعة على الخط بعيدا عن تحقيقات النيابة ولجنة الرزاز الوزارية ويطالب بتحقيق منفصل وجزئي عبر هيئة مكافحة الفساد.
وبدا لافتا للنظر ان لجنة التحقيق التي أمر بها الرزاز خالية تماما من الوزير المختص بصورة مباشرة عن الرقابة الغذائية وهو وزير الصحة الدكتور سعد جابر ،الامر الذي يظهر خللا كبيرا داخل مجلس الوزراء وعلى الارجح خلافات على اساس “تلاوم” عدة مؤسسات داخل الجسم الحكومي.
وفيما يتواصل الجدل بصورة غير مسبوقة عن تداعيات شحنة الدجاج الاوكراني حسب بيان لجمعية اتحاد مزارعي الدواجن كشف رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق في تغريدة جريئة النقاب عن ان الشحنة التي اتلفت في مخزن على اساس أنها مخالفة للمواصفات تعود لمصنع دجاج وطني ومحلي ولا علاقة لها بالدجاج الأوكراني وهو تصريح ضمنه الحاج توفيق الدعوة لعدم الاستعجال وترك الملف للقضاء النزيه العادل.
ويبدو ان الخلافات والتجاذبات حتى بين المسئولين ومؤسسات الرقابة الرسمية توسس لحالة غير مسبوقة من التناقض داخل الحكومة لها علاقة بصراع خلفي بين حيتان مادة الدجاج سواء اكان المستورد أم المحلي حيث تواصل إثارة الدجاج إنتاج الجدل في الاردن.راي اليوم