وقفة على دوار الداخلية *محمود احمد الشمايله على الرغم من نقل وزارة الداخلية من موقع الدوار ، وإزالة الدوار نفسه ، وعمل جسر ومفترق طرق ، وحتى نقل محافظة العاصمة من الموقع ، وتغير اسم الدوار بقرار حكومي ممثلا بأمانة عمان بميدان جمال عبد الناصر وما يحمله هذا الاسم من معاني كبيرة ألا أن الأردنيين ما زالوا يسمونه بدوار الداخلية . وليس غريبا أن يبقى هذا الاسم مرتبط بوجدان الأردنيين كثابت وطني لا يمكن المساومة علية ،حتى لو تم تسميته باسم شخصية أردنية وطنية مثل وصفي التل وشارع الجاردنز سابقا . في الاوانة الأخيرة تعرض دوار الداخلية إلى اعتداءات سافرة من قبل بعض الأردنيين للأسف ثمثلت في : *محاولة أحزاب اليسار التي ما زالت تعيش على هوس الثورات وتفكر بطريقة ثورية إلى استثمار (دوار الداخلية )اسم ميدان جمال عبد الناصر وهو رمز حقيقي للثورة لإثارة الحماس وله وقعه الثوري في النفس (مكان غير صالح للاعتصام ) وربطه بميدان التحرير في مصر ومحاولتهم خلق أمجاد ثورية كسقوط الشهداء ، على الدوار في ذلك اليوم المؤسف . وظهر ذلك في مجمع النقابات المهنية في الكرك وأثناء استقبال وفد شباب ميدان التحرير المصري حيث كان عدد الشهداء يتزايد كل خمسة دقائق أو ربما عشره حتى وصل إلى خمسة شهداء ، مما جعل احد المتحدثين المصريين يطلب من الحضور قراءة الفاتحة على شهداء لم يستشهدوا بعد. *الاعتداء الثاني : وتمثل في عدم قبول الإخوان المسلمين لاسم ميدان جمال عبد الناصر وذلك لوجود ثأر قديم وحقد دفين للزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي أقدم على إعدام سيد قطب وكذلك تنكيل المخابرات المصرية بالإسلاميين في مرحلة ما بعد الثورة ، وذهبوا إلى تسميته بميدان التغير ، وهذا لم يقبله الطرف الأول وكل ظل يغني على ليلاه . أما عن الثابت الأردني وهو انه ما زلنا نطلق اسم دوار الداخلية حتى أصبح ثابتا وطنيا غير قابل للقسمة حتى من قبل أمانه عمان ، وذلك لأنه جزء من أردنيتنا التي تؤمن بأن ارتباطنا بالوطن وبالأسرة الهاشمية هو ارتباط عاطفي وجداني متجذر في أعماقنا وبيعة تامة كبيعة العقبة الأولى والثانية وليست عقد اجتماعيا بين الحاكم والمحكوم .