ألا يكفي الحكام ما كسبوه وألا يكفي المحتجّون ما حقّقوه غريب تلك الثورات في العالم العربي وكأن هناك من ينظمها لتصل إلى أهداف بعينها فعندما تبدأ ألإحتجاجات تبدأ غالبا بعيدا عن العاصمة وثم تمتدُ إليها وتبدأ بطلب الإصلاح والتغيير وثم تغيير الحكومات ومن ثم تغيير الدستور أو بعضا منه وعندما يقبل الحكام والمسؤولين ذلك يصبح المطلب هو تخلّي الحاكم او المسؤول عن الحكم وثمّ تطور الطلبات إلى رحيل الحاكم إلى خارج الوطن بطريقة مشرّفة وثم خروجه بغير شرف وعندما يقبل تطلب الجماهير محاكمة الرئيس وأقاربه وأعوانه . ذلك سيناريوا يتكرر في الثورات السلميَه لإنها بدون قادة معروفين في البداية فتكون الطلبات كثيرة لأن الخيال خصب والعزّة في أوجها والعزيمة متوثًبة خاصّة عندما يدخل عنصر الدم والشهادة . ولكن ما يثير التساؤل لماذا إصرار الحكام على ألإلتصاق بالكراسي ألا يكفيهم ما كسبوه بطرق مشروعة أو غيرها ألم تهزهم أصوات المحتجًين وتكبيراتهم ودعوات العجائز والصبايا عليهم بالموت والهلاك أولم يهزُّهم منظر الشهداء ورائحة الدماء أكلُّ ذلك أقل رابطة وإلتصاقا من الكرسي والجاه . أو لم تكن الحياة والمحافظة عليها وعلى اهل بيته أهم من سنين حكم باتت في أواخره وإن إمتدت ستكون ملئى بحب الثأر . هذا من جهة ومن جهة أخرى أولم يكن أولى بالمحتجين أن يقبلوا بإصلاحات جذريه ضمن ضمانات وضوابط محدّدة أوليس الإصلاح والتغيير هما الطلبان الرئيسان الذي تندرج تحته عناوين أخرى ليست اقل منها مثل العدالة والمساواة ومكافحة الفساد واجتثاثه وتحسين الأحوال المعيشية والإقتصادية والمحافظه على موارد البلد ومنجزاته المكتسبة. أولم يكن ذلك أجدى للمحافظة على ارواح الشهداء ليشاركوا ببناء الوطن على اساس حضاري وعلمي لمصلحة المواطن والوطن مع ان الارواح امانة يستردها الخالق وقتما يشاء وإن هي إلا اسباب فقط وما حدث في البحرين واليمن وليبيا والأردن وسوريا وعُمان والمغرب والجزائر والعراق أمثلة لأصرار قد يكون غير مبرر من الطرفين وهذا ما يستدعي التدخل الأجنبي في قضايا عالمنا العربي حتى لو لم تكن لهم أيادي مسبقة لتحريك الموضوع بحجة نشر الديموقراطيه والحرية والمحافظة على حقوق الإنسان في الدول العربية وبعد تطور الأمور يكون التدخل للمحافظة على ارواح المدنيين من بطش السلطات الحاكمة في تلك الدول وبغطاء شرعي أممي وبطلب عربي احيانا . فيا أيها الحكام والمسؤولين لقد حكمتم كثيرا ومرارا ولم تستطيعوا إعطاء الشعوب حريتها وحقوقها بل اطعمتموها الذل والهوان وسهلتم للفاسدين مهماتهم المالية والإدارية فكفى ما حصلتم عليه حتّى وإن لم تصحوا ضمائركم إنفدوا بريشكم لم يعد احد يريدكم . وأنتم أيها الشباب الثائر على الظلم والفساد حدًدوا طلباتكم ووحًدوا قياداتكم لتحصلوا على ما تريدون دون خسائر في الأرواح كثيره نعم أن للحريّة الحمراء باب بكل يد مضرجة يدقُّ كما قال الشاعر ولكن عندما تكون أهدافكم محدّدة وخطواتكم مدروسة فإن خصمكم يهابكم ولا يستطيع أن يخلق ثغرات في صفوفكم ويمضي سريعا لأنه يدرك أن أيامه معدودات كما يتأكد من جاهزيتكم لدفع ثمن الحريّة للشعب دما ودموعا وعرقا واجسادا مهما غلا الثمن . لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً صدق الله العظيم المهندس احمد محمود سعيد دبي – 2/4/2011