الإخوان المسلمين ليسوا فتية أهل الكهف يا أبوهلاله... استحوذ تحقيق مطالب الشعب الأردني في الإصلاح الدستوري والتحول الديمقراطي ومحاكمة الفاسدين وتحقيق العدالة الاجتماعية،على العقول وبدأ الجميع بفرد بضاعة التغيير ومن بين ما لفت أنظار الجميع الالتفاف الغريب من أصحاب الفكر اليميني (الإخوان) على الآخرين على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وكأن الجماعة تلهث وراء "دفشة مشان الله" لأجل التدمير وانتهى بهم الحراك بعدم المشاركة في لجنة الحوار الوطني كمؤشر للإفلاس السياسي والفكري والنقابي: أما السياسي يا أخ ياسر فقد استفاقوا من سباتهم "كفتية أهل الكهف" بعد تونس ومصر وبعد سنين طوال من الصمت! وبعد حراكهم أدركوا أنهم يتعاملون مع مجتمع متماسك ومؤمن بالله ولم يستطيعوا لا شراء ولا بيع أي شيء لان الإمبراطور والشعب والسياسة ومفردات المجتمع لم تكن الإمبراطورية الوثنية الرومانية القامعة للديانة اليهودية والمسيحية فقد وجدوا الدولة الأردنية بالقيادة الهاشمية وبالشعب المسلم الطاهر المنتمي وقد بدأ مسيرة الإصلاح والعطاء وبذلك تبددت أطماعهم السياسية الداخلية والخارجية! وبالنسبة للإفلاس الفكري يا أخ ياسر فالفرق بين فكر فتية أهل الكهف والإخوان كبير جدا وهو أن الفتية هربوا من بطش الإمبراطورية الرومانية ولجئوا إلى الأمن بالكهف ولم يلجئوا للتقية طيلة العصر المنصرم كالإخوان المسلمين فبدلا من التخريب اختاروا أن يكونوا مؤمنين يتعبدوا في كهفهم ويدعوا الله الخير لهم وللأمة والى رحمة الله لهم ولغيرهم. فالإخوان مسحوا الجوخ لمعظم لحى رؤساء وزراء هذا الوطن وتعايشوا مع الأجواء السياسية الديمقراطية بفكرهم واعتبروا منا جميعا بالمدللين إلا أنهم وكما يبدوا أبطنوا واثروا التقية فانقضوا ومع أول مناسبة ينهشوا باستقرار هذا الشعب من خلال وحدته الوطنية ألمقدسه والتي تؤجج ملامحها ألان أخ ياسر متخطيا السؤال أين كان الدين مختبئا . أما الإفلاس النقابي المؤسسي فإن استمرار رهانك كصحفي على أن الإخوان المسلمين هم الفتية الذين اصطفاهم الله لم ينسجم حتى مع الأدبيات لنقابة الصحفيين في نقل المعلومة ولكن ربما لكونك منتميا للحزب قبل الوطن ولركائز المصلحة الشخصية بدلا من الوطنية تناسيت الجوهر في مشاكلهم في مركز الجمعية الإسلامي وسرقاتهم؟ وفي نقابة المهندسين ونظامها الوراثي الاخونجي والشكاوى المقامة ضدها لدى مكافحة الفساد وغيرها من مؤسساتهم! ليسوا بالمواطنين الشرفاء يا أخ ياسر وأنت من مدينة العز والشرف الذي يقومون بتجييش الجميع في رفع سقف المطالب إما بالراتب, الضمان أو التقاعد (كما في نقابة المهندسين التي لا تفي موظفيها حقوقهم بينما حددت سقف ادناه2000 دينار راتبا للمهندس بخبرة 12 سنه لتعجيز الحكومة ولضرب مؤسساتها ماليا ومهنيا ) دونما وضع أدنى اهتمام لوضع برنامج زمني أو اقتصادي قابل للتطبيق ينصف هذا وذاك فوقفوا ينظروا لأنياب الطامعين في التربية والأشغال والصحة وغيرها . وأما تجييش المواطن ضد حكومته ومليكه في استغلال الدم في حادثة وفاة المرحوم في الداخلية وخداع الناس أمام النقابات بشعار الوحدة الوطنية (الذي لا يُطبَق حتى بين موظفي المجمع نفسه فبنقابة المهندسين المثل) ما هو إلا ديكورا لمسرحية الإصلاح على النهج المخالف تماما لفتية أهل الكهف كما تود لهم ان يكونوا .
المهندس محمد ابورمان mhromman@hotmail.com