زاد الاردن الاخباري -
تعد بداية عام 2020واحدة من البدايات التي ستسطر فيكتب التاريخ، حيث تغلغل فيروس كوفيد19بسرعة في كل بلد تقريبًا وأصاب الملايين من الأشخاص وقتل الآلاف، لينعكس آثاره سريعًا على الاقتصاد العالمي الذي توقف حيث أغلقت العديد من البلدان جميع الأنشطة غير الحيوية لمنع انتشار المرض، وبالتالي فإن آثار الفيروس امتدت إلى ما هو أبعد من المشكلات الصحية.
كان النظام المالي العالمي في حالة اضطراب تام مع استمرار تفشي فيروس كورونا، وقد أدى هذا بدوره إلى تأثير كبير على صناعة الخدمات المالية خاصة صناعة التداول عبر الإنترنت، ومن المرجح أن يستمر تأثيره لسنوات قادمة.
مع قيام الدول بفرض الحجر الصحي الإلزامي على مستوى العالم ارتفعت أنشطة التداول عبر الإنترنت بشكل كبير، وشهدت أحجام التداول في سوق تداول الأسهم والعملات وغيرها من الأسواق المالية ارتفاع كبير في الربع الأول من عام2020.
الأسواق التي تعاني من تقلبات لم نشهدها منذ عقد
من العوامل الرئيسية التي ساهمت في انتشار التداول عبر الإنترنت مؤخرًا الارتفاع المفاجئ في التقلبات.
فشهدت أسواق العملات الأجنبية والسلع والعملات المشفرة والأسهم أحجامًا وتقلبات لم نشهدها منذ الركود العظيم، مما أدى إلى خلق بيئة تداول ديناميكية للغاية، فلم تتوقف أوقات عدم اليقين والتقلب عن جذب المستثمرين، كان تفشي فيروس كورونا هو بالضبط هذا المحفز حيث ساعد في دفع أسواق العملات والأسهم إلى العمل.
وبالتالي، اجتذبت تداعيات الأسواق جميع أنواع المستثمرين التجار وسياسيين لأول مرة ومستثمرين مبتدئين صغار وحيتان الأسواق.
بدءًا من شباط/ فبراير 2020 وحتى آذار/ مارس شهدنا انهيار الأسواق بما في ذلك العديد من الأسواق الرئيسية مثل النفط وسوق الأسهم الأمريكية، وعلى وجه الخصوص، شهدت المؤشرات الرائدة مثل ستاندرد آند بورز 500في الولايات المتحدة انخفاضًا بنسبة 35% تقريبًا خلال فترة شهر واحد.
على العكس من ذلك، ارتفع الذهب خلال نفس الفترة مما أدى إلى كسر السوق على ما يبدو وسط تدافع المستثمرين للحصول على المعدن الأصفر، هذا إلى جانب الفرص المتاحة أيضًا لمشتري العملات المشفرة فمع انخفاض سعر البيتكوين وفر فرصة سعر دخول طال انتظارها.
الأفراد الذين يتطلعون إلى الاستفادة من التداولات اليومية وتقلبات السوق يقومون بالفعل بتحديد فرص التداول المربحة الناشئة.
لماذا ستكون صناعة التداول عبر الإنترنت ملكًا بعد عام 2020؟
في ضوء هذا التحول الزلزالي أصبحت صناعة التداول عبر الإنترنت في وضع فريد لتلبية هذا الطلب المتزايد على الأدوات المالية.
فقد سجلت البورصات العالمية عبر كل فئة من فئات الأصول نموًا كبيرًا في الأحجام،ومن ناحية البيع بالتجزئة لم يكن ذلك التوقيت أفضل من أي وقت مضى للدخول فيالتداول عبر الإنترنت، فخلال الربع الأول من هذا العام شهد البيع بالتجزئة مستويات لا مثيل له من الاهتمام مع التدافع الشديدللمستثمرين.
كما خلق فرصًا للمستثمرين العاديين والشركات التي تتطلع إلى إطلاق شركة وساطة أوعلامة تجارية جديدة مستقلة، علاوة على ذلك، هناك العديد من الشركات المالية التي قامت بتوسيع أنشطتها من أجل الاستفادة من الطلب المتزايد على الدعم المالي عبر الإنترنت.
في الواقع إن إجراءات الغلق والحظر جعلت الناس محاصرين في بيوتهم ممارفع الطلب على منصات التداول والاهتمام المكتشف حديثًا من قبل المستثمرين لأول مرة في التداول عبر الإنترنت، وقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على الوساطة والخدمات ذات الصلة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية.
من غير المحتمل أن تتراجع اتجاهات هذا النمو في صناعة التداول في أي وقت قريب، بالإضافة إلى ذلك، أصبح وسطاء التداول أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لمواجهة التهديدات الإلكترونية،فالتركيز على الأمن السيبراني هو أيضًا عامل جذب للمستثمرين في عالم أصبح غير آمن بشكل متزايد.