"بشرى سارة, الباسم قادم" ...
وشر البلية ما يضحك, شعوب تنقلب على الفساد, وملايين تفترش الشوارع والزنقات تطلب الحرية وتضحي من أجلها وتنالها, دماء زكية تغسل مر عار الإستكانة للظلم والقهر والطغيان لعقود طويلة من الزمن وتكسر القيود وتعتق الرق والعبيد, أما نحن في هذا الوطن الأعز والأغلى والأحلى, لا هم لنا إلا أن نفتح دفاترنا العتيقة, ونعيد منها رأس الفساد وقمة الخراب وبيع المجد والوطن وطرزان اللعب على الحبال والقانون واستملاك الأراضي بغير حق, وبهلوان السلب والنهب وتفكيك الأوطان إلى مسرح الدمى الموكل بتضحيك الناس منا وعلينا, مسرح السياسة الأردنية. نعم, وفي الليلة الظلماء يفتقد باسم عوض الله البهلوان. نعم, يبتسم لنا القدر من جديد بعودة الباسم. هذه القدرة الفذة وهذا العقل النادر والموهبة الفريدة بالاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية وإنقاذ الأوطان, والذي لا غنى للأردن عنه, ولا عيش للأردن وبقاء إلا به ومعه. طبعا ومعه طاقمه العتيد قاهر الظلمات والصعاب, قاتل الحشرات والناموس, بف باف الأزمات, عوض الله تيم. دولة رئيس مجلس النواب ينفي اجتماعه مع عوض الله قبل أيام في دابوق لوضع آلية محكمة للعودة الميمونة للباسم, وهذه المرة, بإخراج مبدع وعن طريق تحويل شباب كلنا الأردن تحت إمرته وصولجانه لدبيكة وسحيجة ومطبلين للفساد والمفسدين, وترجمة الإنكشارية الحديثة إلى عمل ما على الساحة الوطنية لقلب موازين القوى وغز البيارق والإعلام على قمم الإصلاح وشواهق التغيير الإيجابي, وقيادة الوطن إلى بر الأمان. وربما يوصلنا الباسم وجيشه إلى الوطن المثالي الذي نستغني به عن الجيش العربي وكل أجهزتنا الأمنية , ويكفينا بجيشه العجيب من أصحاب العقول والحنكة والحكمة والتدبير والوطنية الحقة أمثاله, شر القتال والتعب. وآمل أن لا يكون نفي أبا غيث إثباتا, والله أعلم. ويا وطني, أيها المأزوم المأكول المذموم المفؤود المكدود المقرود المحسود "أبشر بالسعد" وافرح بالفرج, وتفاءل بالغد ومستقبل الأيام والأجيال, فالباسم قادم, وغني معنا نشيد الحرية الجديد "الفرج القادم باسم, نشمي فوق الهامات, يا حد السيف الحاسم, يفني كل الأزمات" نشمي نشمي نشمي. ويا أبناء وطني أبشروا, فلا ظلم بعد اليوم, لا قهر بعد اليوم, لا فقر ولا جوع ولا بطالة ولا مرض ولا برد ولا وحر ولا شر ولا منغص بعد اليوم, ولا وطنا بديلا ولا بيعا لما تبقى ولا استنزافا للطاقات والشبابيك ولا هدرا لمقدرات الوطن بعد اليوم, لا جدب ولا قحط, بل أبشروا بالنفط, أخيطوا الدشاديش ودوامر الجوخ والدمقس, فالباسم قادم. وماء الديسة قادم نهرا يروي الظمآن, من بعد الماء العادم صافي يسقي عمان, وقد ارتوى صبيح وخضراواته وفواكهه حتى الثمالة منها, وأراضي الحراج والميري والخزينة ودبين وبرقش والبحر الميت والعقبة سوف تتحرر وتعود قبل اللواء المسلوب, وربما حتى قبل القدس, والفوسفات والبوتاس والاتصالات وأمنية والكهرباء سترجع أردنية خالصة, وسوف تنظف الوزارات وكل المؤسسات العامة من المستشارين فوق الحمل, ووظائف التنفيع والمحسوبية, وسوف نقتصد بالحكومات التي بلغت أربعة وتسعين بتسعين عاما فقط من عمر الوطن الحديث. فالباسم قادم. وأعيدوا السيوف إلى أغمادها يا أبناء وطني, وأريحوا خيلكم من سروجها, فالباسم قادم, والوطن تحميه الشراذم. أخفضوا الصوت وانهوا الاحتجاج, وأفرغوا الساحات والميادين, فالباسم قادم. افرحوا وارقصوا وادبكوا "هيصوا وزغردوا" فالباسم قادم, وما أعرف بالفساد ولا أقدر على اجتثاثه إلا فاسد, وما أكثر إبداعا بنشر الحب ورص الصف إلا حاقد, وما أبر بالوطن وأكثر وفاء له وشكرا إلا جاحد, والباسم قادم. أما بعد, فما أريد قوله فعلا بعد هذا الهراء والتهقيص الذي سلف, فوالله سبعا, أنه لو لم يبقى في الأردن غير شمطاء عجفاء عوراء, لما قبلت واستكانت بعودته ولو مختارا عاما على أربعة وخامسهم باسم.
جمال الدويري