أردنيات في حضرة الوطن في كل محاولة نتناول فيها تقييما لوضع المرأة الأردنية ومسيرتها المتشعبة نجد بأن هناك ثغرات عديدة لا زالت تعترض تلك المسيرة وتجعلها تتراجع نحو الوراء دون تقدم ملموس أو تحرك لافت،،، فالحراك لا يزال متعثرا والتقدم نحو إنجازات حقيقية لا يزال متثاقلا، والشكلية في الأداء لا تزال هي المسيطرة، والتنافس الغير موجًه والقائم على سياسة الصفع الجائر، وتصيد الهفوات والخوف من تسيد بعض القادمات ، وانقسام السياسات النسوية عبر منظمات لا تلتقي ، كل ذلك لا يزال يقف حجر عثرة في طريق إبداع المرأة الأردنية ويطيح بها دون تبوءٍ لموقع ريادي مقنع، أو عمل خلاق متميز، أو دفع لجهود ترفد مسيرتها، فالتخبط من ملامح المرحلة واللاتخطيط هو المتسيد في إداراتها الواهنة وكل ذلك ما هو إلا نتيجة لغياب مبدأ الإيثار لدى قياداتنا النسوية والتي تتمترس خلف مصالح ومواقع لا تسمح لأحد بالإقتراب منها، فالتفرد في القرار وأنانية المسعى وحب الذات المتوغل، كل ذلك من دواعي هُزلٍِِ المسيرة وتردي في حالة الأداء المتميز وتفعيل الأدوار. في كل مرة نلتقيها يكون هناك شيء جديد نتعلمه ونتزود به لمرحلة جديدة من العمل الجاد والمتفاني من أجل المراة والوطن ، فالمراة الأردنية التي تإنُ تحت ضربات من تباطؤ في نقلاتها النوعية، وإبداعاتها المتثاقلة في مجال عطاءها المتراخي ،راغبة في ان تعمل وحالمة بدور يشهد لها به بالفرادة والتميز ، إلا أنها تعاني من ضعف في تحديد معالم مسيرتها وخطواتها التي يجب أن تتبعها حتى لا تتعثر وتسقط ،هي تحاول أن تلحق بالركب لكنها قاصرة لا تعرف من اين تبدأ وكيف تخطو على طريق الصواب ، هي تظن نفسها مبدعة ولا تدري أن العمل المدني يتطلب معرفة الكثير الكثير من اساسيات العمل الجاد المتفاني الدؤوب الناكر للذات وللمصلحة ولتلميع الذات... لا تدرك أن المعرفة السياسية والثقافة السياسية لا تكفي لمواصلة الطريق ...فهي تملك ذلك لكنها لا تتقن كيف تكون مسيسة وراسمة لمستقبل أكثر حضورا وإشراقا وتألقاً . منذ ايام التقيناها كأخت لنا ، تحنو على أخواتها ، توجههن تارة بقسوة مُحبة وتارة بلين تنطق به الكلمات ...هي تغار على مسيرتنا التي تغط في سبات عميق تتحرق لدفع نساءًنا ليتقدمن أكثر في ركب المسيرة دون توانٍ... تدفعهن مؤكدة أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن الوطن يحتاجنا بشدة لنكون إلى جانبه في كل الأزمات وأن لا نبتعد عن مواقع العمل الجاد المثمر ، فنحن من نشكل مسيرته ونحدد المعالم ، ونحن من نبني أجيالا تؤمن بانتماءها الصادق وليس المدوي الفضفاض المزيف المفرغ من محتوى الحرص الحقيقي والمواطنه الحقهً ، فالمرحلة تتميز بحساسية لا تخفُ على أحد وعلينا كلنا أن نكون في خندق الوطن مسلحين بالوعي والعزيمة والإرادة القادرة على الصمود وعدم التهاوي أمام المخططات الجارفة ، هذا ما يحتاجه الوطن وهذا ما يجب علينا فعله وإدراكه كنساء ضاربات في جذور الوطن، تتمدد قاماتنا فوق مساحاته وتعلو جباهنا سامقات ...فلا مجال إلا بوعي لدورٍ فاعل ومواكبة حقيقية للحدث وإطلاق لإبداعات خلاًقة وتفكير ناقد...هذا ما استوحيناه من ملامح اللقاء السنوي بسيدة المسيرة وسفيرة المرأة الأردنية (سمو الأميرة بسمة بنت طلال) في ذاك اليوم العقباوي بتميز ، حيث كانت هناك إنجازات كبار وافتتاحات تتكلم عن مكارم وانتماءات لثرى الأردن ، إلا أن المطلوب منا لكبير جدا ، وهو أن نكون دوما على قدر المسيرة المرجوة وعلى حجم التحديات غير خاذلات نتقدم نحو المستقبل بخطى ً واثقة وعزيمة على تحقيق الذات ، لك كل عرفان وتقدير يا سيدتي الرمز لكل أخواتك الأردنيات.