أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تراجع مخيف .. هل تعرض مبابي للسحر من بوغبا حقاً؟ الشوبكي يسأل عن ضريبة الكاز تباين‭ ‬في أسعار النفط عالميا الذهب يرتفع عالميا وسط تراجع الدولار الصحة العالمية تحذّر من “نقص حادّ” في المواد الأساسية شمال غزة وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم بريطانيا تتعهد بتقديم 2.5 مليار دولار لصندوق بالبنك الدولي لمساعدة الدول الفقيرة جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الأردن: هل يُمكن أن تتساقط الثلوج بالأيام الأخيرة من الخريف؟ الفاو: الأردن حافظ على معدلات تضخم غذائي منخفضة الأردن .. 49 مليون دينار موازنة وزارة النقل في 2025 قلق إسرائيلي من خطط نتنياهو في غزة بني مصطفى: نعمل لتحسين جودة الحياة للمواطن المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي الجمعة .. ارتفاع طفيف على درجات الحرارة الصحة العالمية : إجلاء 17 مريضا من غزة الى الأردن أين تقف روسيا وتركيا من التطورات العسكرية بين المعارضة والنظام السوري؟ سابقة قضائية في الاردن .. الجنايات الصغرى تصدر حكما بإعدام شخصين حصاد معركة “أولي البأس” .. 1666 عملية وأكثر من 130 قتيلا في صفوف الاحتلال موقع أمريكي يكشف ما قاله بايدن لنتنياهو عن وقف إطلاق النار في غزة .. ما علاقة ترامب؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ليس دفاعا عن جيلينا ولكنها رسالة الى وائل...

ليس دفاعا عن جيلينا ولكنها رسالة الى وائل والجليلة

03-04-2011 11:58 PM

زاد الاردن الاخباري -

يطيب للبعض من جيل الشباب أن يلقي باللوم على الجيل الذي سبقه لتفسير سبب ما آلت اليه حال الأمة العربية والمحلية من تراجع وتخلف وجهل.  و هذا الاتهام ليس جديدا طبعا فلو نظر كل جيل إلى نفسه لوجد انه في مرحلة ما اتهم من سبقه بالتقصير وهذا ربما يكون أحد أشكال صراع الأجيال.  واذكر أننا ونحن ندرس بالجامعة الأردنية بالسبعينيات أن أحد الزملاء مر بزملاء لنا  يؤدوون الصلاة على المسطح الأخضر, مقابل الكافيتريا, فقال متهكما ( فلسطين راحت وهم بتوضوا وبصلوا) وكان يقصد طبعا الجيل القديم (الصلوي). وكأن فلسطين راحت باللحظة التي دخل بها الجيل السابق للحمام للوضوء أو عندما نووا مكبرين بالدخول للصلاة.  

جاءني ايميل من(وائل) أظنه من جيل الشباب لأنه خاطبني بعد ان هدأ روعه بإميله الثاني ان حال البلد وصل ما وصل اليه من تراجع وخصخصة البلاد وارتفعت المديونية لأننا (جيلي) كنا متفرجين,  و نسي  أن ينسب الينا انخفاض مستوى مياه البحر الميت كذلك. طبعا لا أدري ما الفارق العمري بيني وبينه ولكن اعتمد على انه من جيل آخر عندم أخبرته بعمري حتى يرأف بحالي ويرحمني من جميل الفاظه لأنه لم يعجبه أحد المقالات.  كذلك قرأت لشابة (الجليلة) على الفيس بوك"...للأسف الآباء يوالون،يؤيدون ويركعون والأبناء يُسحقون باسم بيعةٍ منقوصة ووطنيّة مزيفة". 

وبمناقشة موضوعية للموضوع أطرح السؤال التالي عليهما وهو هل نحن حقا مسؤولون عما حدث أو أننا لم نحسن تربية أبنائنا فيتهموننا بالركوع؟  لا أدري, ولكني أريد أن اسرد علىهما تاريخنا منذ أن تفتحت عقولنا على السياسة وما شابهها. فأنا من مواليد 1955, وأذكر انني أول مرة عرفت ان هناك نضال واستعمار كان بعد أن صرت امشي بالحارة مستقلاً دون أن أعود الى البيت مهشما من كثر (الوقعات بالطريق) واعرف أسولف مع الناس, وكان ذلك ببداية بالستينيات يوم رأيت أحد الشباب من بلدنا يحمل صورة  بن بيلا ونحن في بلدة بعيدة  كان أهلها يمشون نصف الطريق على الأقدام للحاق  بالباص الوحيد الذي كان يجمع الركاب أول النهار ويعيدهم آخره, وعندما سأله ابن اخيه زميلي عن صاحب الصورة نظر الينا بكبرياء وقال (هاظا بن بيلا) واكتفى ولم يحدثنا عن بن بيلا, ولكننا شعرنا من طريقته بالجواب بأنه يتحدث عن شخصية كبيرة.  ثم سمعنا عن عبد الناصر وكنت أسمع الناس (لم يكن ذلك في بيتي طبعا لأن الوالد كان في الشرطة ويحضر كل ثلاث أشهر اجازة يومين, وكانت الوالدة تنام من العِشا من كثر الهناء طبعا) عن عبد الناصر وصرت اسمع بالدكاكين انه سيدمر اسرائيل, الى سمعنا يا طويلين العمر عن حرب حزيران, واذكر انني فتحت الراديو لأعرف أين صرنا, ولم أعرف أن اضع المؤشر على محطة اسرائيل بشكل دقيق فلم اسمع شيئا, فصرخت منتشياً انادي على جدتي ( جدة.... جدة ) دمرنا اسرائيل, فقالت رحمها الله (أي مليح يا جدة) وعادت لأعمالها.  طبعا أظنكم عرفتم النتيجة.  ولكني اذكر ان بعض أفراد الجيش في بلدتي عاد ومعه سلاحة  وعاشت البلدة ليلة نارية كثيفة : أثاترينا يا شباب كنا منتصرين و إحنا مش عارفين. 

وما أن أفقنا من صحوتنا حتى رأينا كتائب الفدائيين التي تستعد لتحرير فلسطين, ثم حدثت معركة الكرامة  وكانت برأيي النقطة الوحيدة المضيئة في تاريخ امتنا النضالي امتزج بها الدم الأردني بالفلسطيني بالعربي بملحمة رائعة, و لكن يا فرحة ما تمت, فقد ارتأتى قادة كتائب النضال أن الطريق الى القدس عن طريق عمان أكثر سهولة وأقرب مسافة من الأغوار والخنادق, وكان معلِمونا أيضاً من جماعة المليشيات ومنهم من كان يحضر برشاشه الى  المدرسة (طبعا) تحسبا لأي انزال اسرائيلي على مدرستي الوادعه بقريتي النائية, فعشنا أياما عصيبة عانيت منها شخصيا عندما ذهبنا سيرا على الأقدام  لأداء امتحان المترك الإعدادي مسافة 20 كم.  وهذه اثمرت عن حوادث أيلول البغيضة المؤلمة, فتركت شرخا عميقا, وللأسف يحاول البعض أن يذكرنا به كلما قرب على الالتئام. 

وفي حرب أكتوبر المجيدة تم اغتصاب فرحتنا بها بالتشكيك بها أولا أنها كانت حرب تحريك وليست تحرير ثم أُجهضت بكامب ديفيد الذي مزق الأمة العربية ومنها الأردن وفلسطين طبعا. 

أما بالثمانيات فكانت حرب العراق وايران فصفقّنا لها ودخلنا الدائرة ( ولا أدري بصراحة هنا لماذا كل عرس يجب أن يكون لنا كأردنيين فيه قرص, ربما بضغط الثوريين وهدير الجماهير أو جماعة البزنس) ودخلنا بها مع العراق من منطلق قومي وتجاري طبعا وهذه الحرب أكلت الأخضر واليابس . وأظن انها كانت بدايات تكدس الملايين  بتلك الفترة عند بعض الأشخاص كأغنياء حرب.  وبعد ان استجاب الله دعاء الحكّام قبل الشعوب بأن تنتهي هذه الحرب, حتى فاجأنا المرحوم صدام حسين بدخول الكويت وكانت الشرخ الثاني للأمة وكان لنا برضه قرص اكبر من القرص الأول. وقد تُوجت بحرب التحرير  ونحن في حالة من التيه أين منها تيه بني اسرائيل بصحراء سينا, فتيههم انتهى بأربعين عاما.  وكان الجهد الأردني  يتأرجح بين نواياه بمساعدة العراق وإرضاء العرب.   الى أن جاءت الحرب العراقية الثانية وإعدام القائد صدام حسين الذي كان بداية فرط المسبحة كما قال القذافي بأحد المؤتمرات واصبح الشاطر الذي يسعى لتثبيت نفسه كما فعل القذافي الذي سارع هو بفتح كل ما لدية وتطوع فسلمها كلها للغرب, وظن أنه ناج.  

كما رأيتم لم يكن المواطن بشتى بقاع الوطن العربي في مرحلة جيلي متفرغاً للبحث عن هذا سرق أو ذاك مليّن (من المليون) إذ كلما انتبه الى قضية معينة  شُغل عنها بقضية قومية. فلم يكن متفرغا كما هو الحال الآن. فالقضايا القومية هذه الأيام توقفت أو انتهت أو تراوح مكانها متأرجحة بين هذا وذاك.  

لكن جيلكم يا سادة يجد هذه الأيام من الوقت ما يمكنه من متابعة كل ما يجري واذا غفل يجد من ينبهه من القنوات الفضائية, ويجد من وسائل الاتصال كالفيس بوك ما يمكنه من الألتقاء بمن يشبهه بأفكاره فيتحاور معهم . جيلكم يجد أمامه من يقلده كميدان التحرير مثلاً فالأمور لا تأتي من فراغ. جيلكم لا يجد نفس القبضة الأمنية كما كانت بتلك الأيام, بل يجد من كان رئيسا قويا لتلك القوى بالثمانينات ينادي بالإصلاح وحقوق الإنسان وسوء الإدارة ببعض الدوائر الأمنية.  

باختصار وجدتم من التسهيلات ما لم نجد نحن.  

 ولهذا ومن كثرة الطبول التي دقت فوق رؤوسنا يا أخ وائل فإنني (أحط إيدي ) على قلبي أن لا ينتهي الأمر نتيجة حراككم هذه الأيام  الى مصيبة جديدة أو تقسيم جديدة  للمنطقة ننشغل به في الخمسين سنة القادمة  كما حدث بزماننا, فمنطقتنا تحدث بها مصيبة  كل خمسين سنة أو ما يقاربها, ويسبق هذه المصيبة حراك شعبي قوي ينتهي بظهور قيادات جديدة ......الى ان نخسر ولا أدري ماذا بقي لنا غير اللي تحت رجلينا لنخسره.    

لقد كان إلاعلام الرسمي يوجهنا بتلك الأيام, والان أنظروا من يوجهكم ان كنتم تعلمون من يوجهكم أصلاً, ولك أن تقرأ بيان حركة جايين عن جماعة 24 آذار, ولا أريد أن أتهم أن هذا وطني وذاك خائن أو متواطىء أو قصير نظر, فجيلنا شبع من اتهامات الخيانة والزئبقية والانبطاحية كما قال دريد لحام بمسرحية ضيعة تشرين.  لا أدري لماذا اتذكرها كثيراً هذه الأيام. 

أخي الكريم: لا أحد ضد الإصلاح ولا أحد ضد التطور ورغد العيش ولا يوجد أبدا على ظهر البسيطة من لا يريد المفسد بالسجن. إلا أننا نخشى أن نكون كمن خطف عقله الضبع إذا كنت تعرفها وأن لم تكن فهذه هي القصة. 

 تقول السولافة أن من يريد أن بفترسه الضبع يخطف عقله ويأخذه الى وكره(الموكرة) وطريقة خطفه كما تقول السولافة بأن يبول (أكرمكم الله) الضبع على ذيله ويرش به وجه ضحيته, فيصبح الضحية كالمُخَدر فيركض وراء الضبع ظناً منه انه هو الذي يطارد الضبع وفي الحقيقة يكون يُسحب الى حيث يريد الضبع ليفترسه حيث ستكون نهايته.   وتقول السولافة ايضا بأن العرب ببيوت الشعر أو أهل القرى المحيطة كانوا عندما يسمعوا شخصا يصيح بالليل يلحقوه وهم يقولون (الحقوا الزلمة) ترى الضبع خاطف عقله , ويفيقوه بصوت الرصاص أو اذا امسكوه بضربه كمن يفيق من البنج.  لهذا لا بد من الصدمة مرات حتى تفيق الأمم من خطف الضبع لها.  كلي أمل أن لا تكون الصدمة قوية هذه المرة فلم يبقى من نخسره ماديا طبعا.  

لقد طلبت مني أن أراجع ما كتبت بعد عشر سنوات لأرى إذا كنت غلطاناً أم لا ,  نعم لننتظر  جميعا ولا نكرر نفس الأخطاء, واذا جاء جيل اخر واتهمكم كما اتهمتنا ترحم علينا وابتسم فقط ولا تنرفز عليه يا سيد وائل, فهذا صراع الأجيال. 

وكذلك أذكّر ابنتنا الجليلة بالحديث النبوي "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث......وولد صالح يدعو له) فما كان لك أن تكوني كما أنتا الآن لو كان الأهل كما ذكرت.  

لكن لكل جيل خصوصيته وظروفه, و هذا جيلنا من الماضي يهديكم الحاضر, فهو بين أيديكم ولكن لا تقسوا علينا بالحكم وتتهموننا بأننا علمناكم الخنوع والذل والمهانة.

 

تحية لكل أب وأم من جيلنا و ليسامحوني إن لم أحسن عرض حالهم.  

ملاحظة: الأسماء رمزية ولكن الوقائع حقيقية 

Alkhatatbeh@hotmail.com 

Alkhatatbah.maktoobblog.com

  





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع