زاد الاردن الاخباري -
يقول زعماء المستوطنين في إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خدعهم وسلبهم الحلم الذي راودهم طويلا بضم الضفة الغربية المحتلة، في إطار اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات.
وقد يمثل غضبهم مشكلة لنتنياهو اليميني الذي يتهمونه بطرح فكرة الضم مرارا ثم الإذعان للضغوط الدولية عندما تطلبت بنود الاتفاق مع الإمارات منه التراجع عن وعوده.
وقال دافيد الحياني رئيس مجلس يشع، وهو المنظمة الرئيسية الجامعة للمستوطنين، ”لقد خدعنا، غشنا، احتال علينا“.
وأضاف ”إنها خيبة أمل كبيرة. كانت فرصة لا تأتي إلا مرة في العمر، فرصة ذهبية أضاعها رئيس الوزراء لأنه لم يتحل بالشجاعة“.
وأضاف ”لقد أضاعها. عليه أن يرحل“.
وبنت حكومات إسرائيلية متعاقبة مستوطنات الضفة الغربية، التي يتراوح حجمها بين بيوت متنقلة قليلة على قمم تلال إلى بلدات مترامية الأطراف، على أراضي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
ويعيش الآن نحو 450 ألف مستوطن يهودي وسط ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، إضافة إلى 200 ألف مستوطن آخرين في القدس الشرقية. وتعتبر معظم الدول المستوطنات غير قانونية وهو ما ترفضه إسرائيل والولايات المتحدة.
وعندما وعد نتنياهو خلال الانتخابات التي أجريت في الآونة الأخيرة ببسط السيادة الإسرائيلية على مناطق بالضفة الغربية، تشمل مستوطنات يهودية، قال إنه يحتاج أولا إلى ضوء أخضر من واشنطن.
وبدا أن خطة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط التي كشف عنها في يناير كانون الثاني قد منحته هذا الضوء الأخضر.
وتسعى هذه الخطة إلى فرض إسرائيل سيادتها، بالضم الفعلي، على مستوطناتها البالغ عددها 120 والمقامة على ثلث أراضي الضفة الغربية تقريبا.
لكن عندما أعلن ترامب عن اتفاق الإمارات هذا الشهر، قال إن الضم ”لم يعد على الطاولة“ الآن.
* سيادة
أظهرت استطلاعات الرأي دعما واسعا في إسرائيل لاتفاق التطبيع مع الإمارات. لكن القيادة الأيديولوجية للمستوطنين تحظى بنفوذ سياسي كبير وكانت لوقت طويل مصدر دعم لنتنياهو.
ولإدراكه أنه قد يخسر دعمها الذي سيذهب إلى أحزاب أكثر تشددا حتى من حزبه، فقد سعى نتنياهو لإبقاء الأمل حيا في قلوب المستوطنين.
وقال لراديو الجيش الإسرائيلي ”السيادة لم تُرفع من جدول الأعمال، كنت أنا من أدخلها إلى خطة ترامب بتأييد أمريكي. سنبسط السيادة“. وأضاف أن البيت الأبيض طلب فقط تعليق الأمر.
لكن كثيرا من زعماء المستوطنين غير مقتنعين.
وقال بيزاليل سموتريش، وهو مستوطن من حزب يمينا القومي المتطرف المعارض، إن نتنياهو ”كان يخدع ناخبي اليمين لسنوات كثيرة بنجاح ساحق“.
ويعارض الفلسطينيون، الذين يسعون لإقامة دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، بشدة سياسيات ترامب وأكبر مستشاريه جاريد كوشنر بما في ذلك خطتهما للشرق الأوسط واتفاق الإمارات.
ويتهمون ترامب وكوشنر ونتنياهو بوضع خطط لن تترك لهم سوى دولة فلسطينية لا تملك مقومات البقاء ومؤلفة من جيوب منفصلة متناثرة بالضفة الغربية.
لكن رؤية ترامب الخاصة بإقامة دولة فلسطينية محدودة جمعت بين الفرقاء.
ويقول الفلسطينيون إن هذه الرؤية تمنحهم القليل جدا. لكنها في نظر معظم المستوطنين الإسرائيليين المتشددين تمنح الفلسطينيين الكثير جدا. وبالنسبة لهؤلاء المستوطنين فإن إقامة أي دولة فلسطينية تعد شيئا بغيضا.
وفي مستوطنة كدوميم المقامة أعلى تل، قالت زعيمة المستوطنين المخضرمة دانييلا فايس ”لا أعتقد أن الأمة اليهودية بحاجة للتخلي عن أي من كنوزها، أي جزء... من وطننا، من أجل معاهدة سلام“.
وأضافت ”أنا ريادية أسست بؤرة استيطان، ثم فعل أطفالي ذلك، والآن يفعل أحفادي ذلك. هذا هو الحلم وهذه هي الخطة وهذا ما تفعله حركتنا“.