زاد الاردن الاخباري -
عام 1872، كانت الولايات المتحدة على موعد مع حدث فريد من نوعه. فقبل نحو نصف قرن من حصول الأميركيات على حق الانتخاب، ترشحت لأول مرة بتاريخ البلاد امرأة للانتخابات الرئاسية، حيث نافست حينها المرشحة عن حزب مساواة الحقوق فكتوريا وودهل عددا من كبار الشخصيات بالبلاد كالمرشح عن الحزب الجمهوري يولسيس غرانت والمرشح عن الحزب الليبرالي الجمهوري هوراس غريلي.
انقطاع مبكر عن الدراسة
وكانت فكتوريا وودهل، المولودة يوم 23 أيلول/سبتمبر 1838 بإحدى المناطق الريفية بهومر في ولاية أوهايو، الابنة السابعة من عائلة تكونت من 10 أبناء. وبعد دخولها المدرسة في الثامنة من عمرها، انقطعت عن الدراسة بعد ثلاثة أعوام فقط، واتجهت لاحقاً بشقيقتها تينيسي لممارسة نوع من أنواع التنجيم، فتحدثت عن قدرتها على رؤية المستقبل وجنت العديد من الدولارات بفضل ذلك.
كما شاركت هاتان الشابتان في تأسيس شركة وساطة مالية وصحيفة بنيويورك وتحولتا لاحقاً لأولى النساء اللواتي عملن في مجال الوساطة التجارية بوول ستريت.
مكانة مركزية
وعقب حضورها لأحد المؤتمرات النسائية عام 1869، ساندت فكتوريا وودهل فكرة حصول المرأة على حق الانتخاب. واستغلت صداقتها بالنائب في الكونغرس بنجامين باتلر لتلبي دعوة وتشهد أمام اللجنة القضائية بمجلس النواب.
ويوم 11 يناير/كانون الثاني 1871، أكدت وودهل أمام اللجنة على ضرورة حصول المرأة الأميركية على حق الانتخاب حسب ما نص عليه التعديلان 14 و15 بالدستور. وعلى الرغم من رفض تصريحاتها من قبل أعضاء الكونغرس، حصلت بفضل هذا الظهور والتصريح على مكانة مركزية لدى النساء المطالبات بحق الانتخاب.
ول امرأة تترشح للرئاسة
خلال أبريل/نيسان 1870، أعلنت فكتوريا وودهل عن ترشحها للانتخابات الرئاسية لعام 1872 لتدخل بذلك التاريخ كأول امرأة أميركية تترشح رسمياً لهذا المنصب. وأثناء حملتها، روّجت لفكرة منح المرأة حق التصويت ووعدت بمجابهة الاحتكار وتأميم السكك الحديدية وتحديد ساعات العمل اليومية بثمانٍ، وتوفير عيش كريم للفقراء وإلغاء عقوبة الإعدام.
وفي أيار/مايو 1872، قدّم حزب مساواة الحقوق فكتوريا وودهل كمرشحة رسمية له كتكريم لها على جهودها في تنظيمه. ودون علم منه، اختير الناشط المناهض للعبودية فريدريك دوغلاس كنائب لوودهل. وبسبب جهله بهذا الأمر، اتجه دوغلاس حينها للترويج لحملة المرشح الجمهوري يولسيس غرانت.
بالسجن يوم الانتخابات
قبل أيام من الانتخابات الرئاسية عام 1872، نشرت فكتوريا وودهل بصحيفتها مقالاً اتهمت من خلاله رجل الدين والمصلح الاجتماعي المناهض للعبودية هنري وارد بيتشر بإقامة علاقات مشبوهة، ما أدى للقبض عليها بتهمة الإساءة للغير، لتقضي بذلك أكثر من شهر بالسجن وتتواجد خلف القضبان يوم الانتخابات.
وخلال انتخابات 1872، حقق المرشح الجمهوري يولسيس غرانت نصراً سهلاً على منافسيه، وفاز بولاية ثانية. في المقابل، نالت فكتوريا وودهل عدداً ضئيلاً من الأصوات وعرفت شعبيتها انهياراً غير مسبوق بسبب معاداة عدد من كبار الشخصيات من أمثال رسام الكاريكاتير توماس ناست لها حيث نعتها لأكثر من مرة بـ:"السيدة الشيطان".