""" زيتونة المهندس""" الزيتونة شجرة مباركة ورد ذكرها في القران الكريم في اكثر من موضع " والتين والزيتون وطور سنين " زيتونة لا شرقية ولا غربية" وهي من الأشجار المعمرة وتتحمل الظروف المناخية القاسية وتعيش في الجبال وتنبت بين الصخور وهي من الأشجار دائمة الخضرة كما أنها رمزا للسلام. هذه بعض الحقائق التي يعرفها أبناء الصفوف الابتدائية. مشكلتنا مع الزيتونة أن أمانة عمان وقبل اشهر بدأت باجتثاثها وقمعها من على شوارع العاصمة بحجة أنها تسبب حساسية للبعض وحتى ألان لم تفصح عن نوع هذه الحساسية , جسدية أم مالية !!! فإذا كانت جسدية فإننا لم نشاهد مزارعا ممن يتعايش مع " ويعتاش " من مئات الأشجار يشكو من حساسية أما إذا كانت مالية حتى لا يستفيد المواطن الفقير من "عدد من كيلوات" الزيتون يقطفها من على قارعة الطريق وهو في عجلة من أمره" فهذه قمة قطع الأرزاق التي مارسها جهابذة خبراءنا في علم النباتات. !! نحن بلد بحاجة إلي زراعة كل شبر بالأشجار المثمرة خصوصا تلك الأنواع التي لا تحتاج عناية زائدة أو وفرة ماء . قبل فترة قامت أمانة عمان بقمع زيتونة من أمام سكن رئيس مجلس إدارتنا حتى ساوتها بالأرض ظنا منها أنها تخلصت منها ومن أمثالها إلى الأبد بما يشبه" السلوك الإجرامي". طبعا المهندس لم يعتصم ولم يتظاهر ولم يبدي أي حراك على شاكلة "مشايخنا" بل استعان بالله وكظم غيظه " والكاظمين الغيظ" وكسب حسنة في الدنيا وحسنات في الآخرة . لكنها عادت اليوم لتصر على أن قرار الأمانة كان خاطئا فقد نمت بغزارة بأغصان وأوراق باسقة . هذه مقدمة لنقول انه كان الأجدى للبعض ممن أهدر ويهدر ساعات وأسابيع وربما شهورا أن يزرع شجرة مثمرة بدلا من زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد. كان بإمكان هؤلاء " المتسكعين " الذين دفعوا بحرائر المسلمين للخروج للشارع " للاحتماء بهن " أن يتذكروا أن الإسلام سمح للنساء أن يصلين فروض الصلاة وحتى صلاة الجمعة واستبدالها بصلاة الظهر في بيوتهن!! الإسلام سمح فقط للنسوة بالخروج عند قتال العدو ولا نعرف ما إذا كان في مفهوم هؤلاء "المنافقين" أن الوطن اصبح عدوا يتوجب محاربته!!! !! التخريب والتخريب المضاد غير مقبول في مجتمع مسلم . !!! فماذا زرعوا وماذا عساهم أن يزرعوا في ذهن المواطن المسلم .!!؟ تعطيل عجلة الإنتاج ووضع الأذى على طريق المسلمين وإغلاق الشوارع بدلا من أماطته هل هو من شرع الله!!؟ من لديه رسالة فليقلها !! نطالب بمحاسبة الفاسدين , حسنا نحن نؤيد ذلك ولكن أشيروا علينا باسم فاسدا واحدا وساعدوا الدولة على كشفه بدلا من استخدام أسلوب "التقية" على شاكلة "الملالي". يعترضون على اتفاقية السلام , حسنا ولكن ألم تمرر هذه الاتفاقية وكل ملحقتها من أمام ناظريكم ؟؟ ماذا عملتم ؟؟ حردتم ثم عدتم خشية فقدان عارض دنيوي ونسيتم عرض الآخرة !!! التقديرات الأولية تشير إلى أن عدد المعتصمين والمتظاهرين "والمسيرين" تجاوز الثلاثين ألفا كل شهر من كل الأنواع !! وزارة التربية والتعليم خسرت اكثر من ستة عشر مليون دينار في خمسة أيام فقط !! ترى كم شجرة مثمرة يمكن أن يزرع المعلمون المعتصمون والتلاميذ المتعطلين !!؟؟؟ نطالب بنقابة معلمين !! نضيفها لعدد لا حصر له من النقابات التي لم تنجز لأعضائها أي مطلب ولم تفلح إلا في جمع الأموال التي انتهت وستنتهي إلى جيوب أمناء الصناديق يستولون عليها ثم تقسط عليهم وعلى أحفاد أحفادهم وأسالوا نقابة الصيادلة ماذا جرى قبل سنوات وفي احسن الظروف تبذر على حفلات الطعام والشراب الطيب والخبيث داخليا وخارجيا وكله على حساب جهلنا وغبائنا!!!. كل ما يثير الاستغراب أن تصمت حكومتنا عن هذا الابتزاز الذي خرج عن كل حد !! نعتقد أن معظم مشاكلنا مصدره الفشل الإداري الذي ينخر في مؤسساتنا.. " قائد الوطن" بنفسه وبوقته الثمين يزور مناطق لم يعلم بها وزراءنا منذ سنين لانهم خلدوا إلى مكاتبهم والتصقوا بكراسي الوجاهة المرفهة !!! أين زياراتهم الميدانية لذوي الحاجات ؟؟؟ السائق والسيارة والمحروقات كلها على حساب الوطن فماذا قدم وزرائنا وحتى الأمناء العامين للوطن ؟؟؟ كنا نتمنى على أي رئيس وزراء أن يطلب من الوزير المرشح أن يقدم برنامج عمل واضح ليحاسب عليه في نهاية خدمته ماذا قدم وماذا أخر!! استغلال المساجد في يوم الجمعة لأغراض دنيوية أمر مفزع لان البعض حولها لبيوت لزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع" السعي هو لذكر الله وليس لقانون انتخاب " لقيط " " مرقع من هنا وهناك " نتمثل به دول الكفر ولا باس من أن نستعين بهم عندما تكون الأمور لمصلحتنا!! كيف يعقل أن ينتخب الفرد اكثر من ممثل واحد . المنطق أن ينوب الشخص عن مجموعة من الأفراد و ليس العكس , هذا مفهوم مقلوب " ولأننا " متقلبين أو متشقلبين " على أنفسنا فإننا نراه مستقيما وإذا كان هذا هو زعم الاغلبية فان الاغلبية على ضلال وقراننا الكريم يؤكد ذلك ! عودوا إلى آياته!!!! هي صرعة من بلاد أعالي البحار لأباس من تقليدهم ونحن نقيم الصلاة ونحج البيت مثنى وثلاث ورباع ؟؟ ونزاحم المعتمرين !!! هل تعقلون !! هل الإصلاح بان نقضي حياتنا في التسكع في الشوارع معتصمين ومتظاهرين ومحتجين على ماذا ؟!! هناك طرق عديدة للإفصاح عن الرأي " إلا لغة الشوارع" علم النفس يقول أن تكرار العمل يعزز إعادته ثم يصبح عادة ثم يصبح صفة لازمة للشخصية . هل نريد أن نحول مجتمعنا إلى متسكعين !!! نحن أمة نفاق أصبحنا أمة "تقية" على شاكلة " الملالي" ولكن " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا .. ولكن قولوا أسلمنا.... ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " هل تعرفون الفرق بين الإسلام والإيمان ؟؟؟ هل ما لدينا مؤمنين ام مسلمين ؟؟؟ طبعا ليس بشكل الثوب أو . اوو ...... !!! نعود لزيتونة المهندس فهي دالة على صمود هذا الوطن وابنائه ضد الأعاصير " يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله بنوره من يشاء" واستغفر الله لي ولكم وتحية وسلام لزيتونة المهندس!!!
دكتور خضر الصيفي Khader.saifi@yahoo.com