هي حكاية بسيطة رواها لي أحد المدرسين التابعين لوزارة التربية والتعليم ، تقول الحكاية أنهم في صباح اليوم احضروا لنا ورقة مروسة بشعار الوزراة ،كتب عليها أنها عريضة عهد أو ولاء ، وكون المدرس لم يتنبه للعنوان الرئيسي للورقة فقد قام بالتوقيع عليها في المكان المخصص له ، حيث وضع اسمه ومكان عمله ومنصبه الاداري ، الى هنا وانتهت حكاية المدرس الحكومي ، لكن الحكاية لاتنتهي هنا فقط فما يزال هذا المدرس يطرح علىنفسه سؤال يحيره وهه ماذا يحدث لو أنني لم اوقع على هذه العريضة أمام المدير وزملائه المدرسين ؟ ، هنا الحديث لي أنا كاتب هذه الكلمات وفي البداية اوجه الكلام لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، سيدي جلالة الملك أنهم يمارسون الولاء لك على حساب مشاعر الاخرين ، وهم يستغلون حبنا لك كي يسجلوا لأنفسهم مواقف ترفع من قدرهم عندك وانت الذي قلت أن الشعب عندك كلهم سواسية ، سيدي ماذا كان سيحدث لهذا المعلم اذا ما رفض التوقيع على هذه العريضة هل ستغضب منه ؟ ، هل ستشيح بوجهك عنه وعن مطالبه ؟ ، هل ستعتبره غير موالي لك ؟ ، سيدي جلالة الملك هل ستوقف عنه الراتب الشهري ؟ ، هل ستعتبره ليس بمواطن ؟ ، سيدي جلالة الملك كلنا يعرف انك أكبر من كل هؤلاء المرتزقة والمتزلفين ومساحين الجوخ ، انك يا سيدي تعلم كم يحبك شعبك ، ونحن لسنا بحاجة لورقة لنوقع عليها كي نؤكد لك أننا موالين لك ، ولكنهم هم الذي يشككون بولائنا لك ويصيدون في الماء العكر ، وهم الذين جعلوا الولاء لك يا سيدي مجرد ورقة نوقع عليها ، سيدي دعهم يبعدون اياديهم عن مساحة الحب والولاء التي بيننا وبينك لأنها ستضيق من اياديهم وتتسخ ولن تعود تتسع لنا ، نحن الذين لانملك الطرق والوسائل التي يمتلكها هؤلاء الناس من الشعب ، فهم سيحضرون لك هذه الورقة ممهورة بتوقيع وزير التربية والتعليم الموقر ليؤكد لجلالتك أنه قادر على ابقاء هؤلاء القوم تحت قدمه ساعة يشاء ومتى يشاء ، سيدي جلالة الملك أنك تملك من قلبي مساحة بعد الله والوطن وأمي وأولادي ، فلا تدع هؤلاء يسرقونها ؟