المحامي د. مهند صالح الطراونة - في ظروف إستثنائية يمر فيها الوطن والعالم كانت عمان ومازالت أيقونة للفكر والثقافة وأنموذجا حقيقا لنشر الفكر الديمقراطي والأنساني إنعقد المؤتمر الدولي بعنوان "المواطنة الحاضنة للتنوّع في المجال العربي : الإشكالية والحل عبر تقنية الاتصال المرئي (Zoom) بدعوة من منتدى الفكر العربي في عمان وبرعاية ومشاركة مؤسّسه وراعيه سيدي صاحب السموّ الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم يحفظه الله ويرعاه ومشاركة واسعة من باحثين وخبراء وشخصيات فكرية وسياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية عربية.
ولعل من أهم التوصيات القانونية التي تمخض عنها المؤتمر والتي تبناها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال يحفظه الله ويرعاه فيرفمره تتجلى في وضع حلول قانونية لمسألة العيش المشترك والمواطنة المتساوية، واحترام حقوق الإنسان، والهوية الجامعة مع احترام الهويات الفرعية والخصوصية الثقافية، في صدارة المهمات التي يجب أن يلتقي عندها الجميع ؛ ولعل من يتمعن بهذه التوصيات يجدها تحمل فكر وسياسة قيادتنا الهاشمية دعوا إليها في فكرهم ومارسوها فعليا في نهجهم وحكمهم.
ومن جانب آخر دعى سيدي صاحب السمو الملكيإلى معالجة ما يعتري الكثير من النصوص القانونية الخاصة بالأكثرية والأقلية، ووضع ضوابط التفريق على أساس الهوية الدينية، والعمل على وضع نهج للمناهج المدرسية وخاصة تلك التي الجوانب التي يلاحظ فيها الإقصائية والنظرة الدونية .
كذلك دعى سموه إلى تأكيد على أهمية الاعتراف بالمواطنية والديمقراطية بوصفها حقوقاً وواجبات، والدعوة إلى مراجعة لائحة هذه الحقوق والواجبات في كل مرحلة مع ما يقتضي ذلك من تعديلات دستورية ملحّة، مع الاعتراف بالخصوصيات الوطنية والقومية والثقافية والدينية والحضارية من منطلق المشترك في فكرة العدالة والحرية بين المواطنة وحقوق الإنسان.
واخيرا نداء عمان ليس بأي نداء بل هو نهج حقيقي للفكر الديقراطي والمواطنة وقبول الطرف الآخر والحوار والعدالة التي دعى إليها ديننا الحنيف واستنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
Tarawneh.mohannad@yahoo.com