الوهد في صغري كان لدينا " وهد " – البعض يسميه مطوى الفراش - ، اصلا لم يكن وقتها بيت يخلو من الوهد . الوهد في الغالب : عبارة عن لوح من الخشب يتم رفعه عن الارض بواسطة "بلوكات" ويوضع عليه اللحف وفرشات الصوف . ميسورين الحال كانوا يفصلونه تفصيل عند النجار فيصمم له أرجل خشبية وقد يتم عمل جوارير وخزائن له يمكن الاستفادة منها . لم تكن مهمته تقتصر فقط على ترتيب وتصفيط اللحف والحرامات عليه ، بل كان ايضا مخبأ سريا ، فلا وهد خلا من بعض الدنانير المخبأة بين لحفه وفرشاته ، وقد كانت " أم خليل " تخبأ قلادتها المصنوعة من حبل مخمل أسود ذات الخمس ليرات العصملية في وهدها ايضا ، كان ذلك قبل ان يقوم أبو خليل ببيعهن لشراء البكم . حتى الأحزان أيضا كانت مخبأة فيه ، فالوهد قد يضم صورة لابن غائب او متوفي تخرجها الام بين الحين والآخر فتبكي قليلا ثم تعيدها لترقد بين ثنايا الوهد بسلام . كل أسرار البيوت كانت مخبأة أيضا في الوهد ، أذكر بأني مرة اخفيت بين طيات فرشاته رسالة غرامية من " منال " وفي مرة اخرى اخفيت ثلاثة سجائر فرط عن عيون أبي . لا شيء قد يغيب في الوهد أو عنه ، ابتداء من الصور وانتهاء بالدنانير ، حتى كبش القرنفل كان حاضرا فهو العطر الرسمي المعتمد لأي وهد . لا ادري ما هو الشيء الذي دفعني للكتابة عن الوهد ، ربما هو رسالة منال وربما تذكري لمشهد جدتي وهي تخرج حبات الملبس من بين الفرشات لتفرح بها طفلا ، أو ربما رائحة القرنفل التي أشمها الآن . الشيء الوحيد المتأكد منه هو أن الأردن وهدي المعطر بالقرنفل . المحامي خلدون محمد الرواشدة Khaldon00f@yahoo.com