زاد الاردن الاخباري -
قال سمو الأمير الحسن بن طلال إنه ما لم تتحرك منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا في عملية تشاورية حول القدرة الاحتمالية للمصادر الطبيعية والإنسانية، فإن هذه المنطقة ستتعرض للتشظي.
وأضاف سموه، خلال مخاطبته المشاركين في مؤتمر "الأمن الغذائي والتغير المناخي في المناطق الجافة"، في عمّان اليوم (الاثنين 1 شباط 2010)، أنه من المهم عدم الفصل بين التغيرات المادية والتغيرات الإنسانية؛ مشدداً على أهمية التفكير الحرّ في مواجهة القضايا الإنسانية الملحة.
ودعا سموه، في المؤتمر الذي ينظمه المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا)، إلى إيجاد الحلول الشمولية للمشكلات والقضايا التي تواجه العالم ولا سيما قضايا ومشكلات المناطق الفقيرة، بما فيها مواضيع الغذاء والمياه والطاقة والتمكين القانوني للفقراء.
وركز سموه حول الامن الغذائي والتغير المناخي في المناطق الجافة من خلال علاقتهما بالأمن الإنساني؛ داعياً إلى التعاون الإقليمي في مواجهة مشكلات وقضايا الأمن الإنساني وتأسيس مشروعات شاملة من أجل مكافحة الفقر والجوع اللذين يهددان الكثير من شعوب العالم.
وقال الأمير الحسن إن التغييرات المناخية تحتاج الى تضافر الجهود لمواجهتها على مستوى المنطقة والمستويين العالمي والإقليمي، فهي تشكل تهديداً كبيراً للعالم؛ مشدداً على أن انعدام المساواة الاقتصادية والانحباس الفكري قد دفعا بالمجتمعات إلى الحافة وأن العالم بحاجة إلى انبعاث للطاقة الخلاقة.
وأضاف سموه أننا في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا بحاجة الى مجلسين اقتصادي واجتماعي لمعالجة مختلف القضايا الملحة والدفع باتجاه تمثيل هذه المنطقة كإقليم على المستوى الدولي وخصوصاً فيما يتعلق بالقضايا الوجودية وأساسيات الأمن الانساني.
وقدم سموه رؤية للواقع العالمي للأمن الغذائي والتغير المناخي؛ لافتاً إلى جملة من الدراسات والأبحاث التي قدمها في الكثير من المؤتمرات والاجتماعات على مستوى العالم.
ودعا سموه إلى التشبيك بين مختلف المبادرات التي تهدف للنهوض الإنساني في غرب آسيا وشمال إفريقيا في سياق العمل على التلاقي بين القواسم العالمية والقواسم الإقليمية.
وبيّن سموه أن تكلفة الحروب في المنطقة منذ عام 1991 وحتى اليوم قد بلغت اثني عشر تريليون دولار؛ مضيفاً أن التغيّر المناخي في العالم قد أثاره إصرار البشر على الحروب.
ودعا الأمير الحسن إلى مخاطبة القضايا الإنسانية الأساسية في المنطقة بدلاً من الاستمرار في الشكوى؛ مشدداً على ضرورة أن تتلاءم مختلف المشاريع التنموية مع مفاهيم تخدم الناس، بحيث يتم الخروج بمفهوم تشاوري للفضاء الثالث (الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني) من أجل خدمة الصالح العام.
وأكّد سموه على أهمية اعتماد ديبلوماسية المواطنين إلى جانب أنسنة العولمة وعوربتها حتى يصل ما نتحدث عنه إلى جميع الناس، وبالتالي يصبح بإمكانهم المشاركة في بناء مستقبل مزدهر يرتكز على تعزيز الكرامة الإنسانية.