زاد الاردن الاخباري -
يتوغل الاتراك اقتصاديا وتجاريا الى جانب السيطرة العسكرية مستغلين غياب السلطة الشرعية والرسمية عن الشمال السوري، وباتت السيطرة مطلقة لانقرة في جميع المجالات فيما تستأثر ايران عبر مليشياتها على الجنوب السوري بوسائلها الخاصة، في ظل غياب عربي ملفت عن المنطقتين المذكورتين.
في الشمال السوري وبعد ان اقدمت تركيا على السيطرة العسكرية على عدة مناطق ، حيث افتتحت معابر غير شرعية في اغلب الاحيان، بدأت بفرض البضائع التركية واحلالها بدل البضائع المحلية، وتنتشر الان المصانع التركية المتخصصة بانتاج المواد الغذائية في ادلب خاصة فيما اصبحت الليرة التركية هي المتداولة فقط والمعترف بها بين التجار والمواطنين بضغط وتهديد رسمي تركي.
بعد انهيار الليرة السورية.. سكان المناطق المحررة يعتمدون الليرة التركية عملة محلية
ولم يفت على الدولة التركية السيطرة على عصب الحياة في تلك المناطق المحاصرة وهو قطاع الاتصالات، وقد بدأت تتغلغل الشركات التركية في المناطق الشمالية السورية وتقيم الابراج ونقاط الاتصالات الخلوية وتجني الملايين على حساب الشركات المحلية السورية ، والاهم ان هناك معلومات تؤكد ان وزارة الداخلية التركية بدات في توزيع جوازات السفر للاجئين السوريين في تركيا، بالاضافة الى المواطنين المقيمين في الشمال السوري والواضح ان ثمة مؤامرة وهدف خبيث يحاك لسلخ مدن سورية بحجة وجود رعايا اتراك اكثر من السكان وهو ما مارسه اجداد رجب طيب اردوغان عندما سلخو لواءا اسكندرونة عن وطنه الام سورية.
لا يختلف الامر كثيرا في الجنوب السوري، وان اختلفت الادوات، فايران وعبر فصائلها والموالين لها تسيطر على مفاصل الحياة وتفاصيل دقيقة تخص المواطن السوري الذي تستغل ظروفه المالية والاقتصادية، وتبتزه من خلال الجمعيات الخيرية والمساعدات المالية لتدفعة للتعامل معها واجبارهم على التشييع و التجنيد في صفوف مليشيات القتل التي تديرها مقابل مبالغ مالية زهيدة، رغم ان طهران تعهدت لروسيا بعدم الاقتراب من الجنوب السوري اثناء تسليم المقاتلين المعارضين اسلحتهم في الجنوب.
التمادي الايراني لم يصل الى حد التعامل مع السوريين والسيطرة عليهم من باب الجمعيات الخيرية بل ضغطت على نظام الرئيس بشار الاسد، من اجل الحصول على الرموز السرية والمفاتيح الامنية والموجات المستخدمة الخاصة بشركات الاتصالات السورية من اجل التنصت والتجسس على اتصالات السوريين، وهو ما شكل ازمة وشقاق بين الرئيس السوري بشار الاسد وابناء خالة مثل رامي مخلوف واشقائه.
القضية الاخرى التي تعمل ايران عليها تكمن في السيطرة على سوق الكهرباء، والتحكم فيه بحجة وجود ازمة في هذا القطاع يعاني منها المواطن السوري.
وحسب المعلومات الواردة فان طهران تسعى لعقد اتفاقية مع نظام الاسد للربط الكهربائي من ايران عبر العراق الى سورية، وهذه طريقة اخرى للضغط على المواطن السوري واجباره على القبول بالتواجد الايراني والسيطرة المليشياوية التي تنتهجها طهران في فرض سيطرتها على منطقة ما، حيث انها تصدر الكهرباء الى البصرة وما ان انتفضت المدينة العراقية ضد السيطرة العسكرية المليشياوية الايرانية عليها حتى اقدمت ايران على قطع الكهرباء على المدينة، واضطرت لاعادتها خوفا من التدخل السعودية وبعد ان ابدت الرياض استعدادها لتزويد العراقيين بالكهرباء.
وفي هذه الاثناء تتمدد السيطرة الايرانية لاستغلال مخازن الاغذية في مدينة طرطوس الساحلية لتتحكم في السوق السوري وقوت المواطن بالاضافة الى محاولتها العبث والتحكم في النشاط الزراعي سيما في الجنوب السوري الذي يعاني بعد اغلاق اسوق الخليج ووقف توريد البضائع اليه حيث يمكن للاردن ان يكون ممر للانفتاح الاقتصادي للسوريين على الخليج وهي البوابة وصلة الوصل بين الطرفين، علما ان سورية تستورد كميات من الكهرباء من الاردن، ودخول ايران الى هذا السوق سيضر بالمصالح الاردنية.
قد تتطور العلاقات الرسمية مع دول الخليج، بشكل متسارع خاصة في هذه المرحلة حيث اصبح رئيس النظام السوري شبه مقبول لدى دول الخليج ولا تمانع في الانفتاح عليه والتعامل معه، وهذا الامر سيساهم في انقاذ الجنوب السوري من الفقر والجوع وسيوفر انفجار امني كبير في المنطقة سيعود بالسلب والدمار على الدول المحيطة
تغلغل إيران جنوب سوريا.. سخاء مادي وتجنيد
هذا النشاط التركي الايراني في الشمال والجنوب ما هو الا احتلال حقيقي وصريح، ويجب مواجهته في اسرع وقت، خاصة من دول الجوار والدول الخليجية ، التي عليها ان تشرع بسرعة في تطوير التبادل التجاري والاقتصادي مع المؤسسات السورية حتى لا تقع فريسة للمسؤولين الايرانيين والاتراك، ولقطع الطريق وتفويت الفرصة على الدولتين المذكورتين للسيطرة على الاقتصاد السوري.