أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن الجيش يعلن استقبال طلبات الحج لذوي الشهداء الاحتلال يعلن إصابة 11 عسكريا بغزة ولبنان صور - ماذا تقول لرجال الأمن في الميدان بهذه الأجواء؟؟ هيئة النقل : إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات يشمل العمومي نتنياهو يهدد سكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت مقتل ثلاثينة بالرصاص على يد عمها في البلقاء الهيئة الخيرية الهاشمية: وصول دفعة جديدة من المواد الإغاثية لغزة الأردن يحقق تقدما في مؤشر المعرفة العالمي مصابو حادثة الرابية يتحدثون عن إصاباتهم - فيديو الاحتلال ارتكب 4 مجازر خلال 24 ساعة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 44211 شهيدا بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا رابط إلكتروني لأرقام جلوس توجيهي التكميلية “حزب الله” يستهدف قاعدة بحرية إسرائيلية على بعد 150 كم عن الحدود / شاهد دعوات للضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول المساس بالوطن ولي العهد : اللهم صيبا نافها تفاصيل لقاء الصفدي وحسان في مجلس النواب
واقع الفضائيات العربية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة واقع الفضائيات العربية

واقع الفضائيات العربية

06-09-2020 11:14 PM

الدكتور عديل الشرمان - يجسّد واقع معظم الفضائيات العربية حالة الانقسام العربي، حيث تباين مواقفها الإعلامية تجاه الكثير من القضايا العربية الداخلية والخارجية والمصيرية، وهي انعكاس للتوجهات السياسية للدولة التي تنطلق أو تتبع لها هذه الفضائيات، مدفوعة بعملية ومصادر التمويل التي تؤثر تأثيرا مباشرا وكبيرا في مضامينها ومحتوياتها بحيث تعتبر أقرب إلى لسان حال السلطة الحاكمة في البلد الذي يحتضن هذه الفضائية أو تلك.
قلما تجد فضائية عربية تنطق بلغة عربية قومية، لذلك فهي في معظمها فضائيات مهزومة وبلا هوية، مترددة وحائرة، ومريضة متناقضة، ومضطربة وخائفة، تجدها تمجّد دولة معينة ثم ما تلبث أن تنقلب عليها بين عشية وضحاها، ولهذا وجدناها في قضايا الحراك أو الصراع اليمني الداخلي، والليبي، واللبناني، والسوري، والفلسطيني وغيرها مما يجري على الساحة العربية تقف متمترسة على أطراف الثنائيات بين صفين متقابلين بعضها مؤيد، وبعضها الآخر معارض، فتدعم جهة على حساب أخرى، وتناصر طرفا ضد آخر، لا بل وتقدم أرقاما صادمة في مختلف الاتجاهات لتدعيم توجهاتها، فتعطيك انطباعا بالكذب والتلفيق والتضليل، وهي بذلك توسّع من دوائر الخلافات، وتعمّق الانقسامات والاحساس بالكراهية بين الأطراف المتنازعة في الدولة الواحدة، وتثير الفتن الطائفية والدينية بين المواطنين.
بات المواطن العربي مدجّنا أمام هذه المحتويات الإعلامية، والإعلامي العربي مسكين مروّض ودائما ما يبحث عن فذلكات هزلية وجدلية وضعيفة ليبرر للآخرين والمشاهدين عجزه وتقصيره عن أداء الرسالة بمهنية وأمانة، وليبرر لنفسه عدم صحة قناعاته التي لا يملك الافصاح عنها، ويقول ما ليس في قلبه حفاظا على لقمة عيشه، فيكذب الكذبة وبعد فترة من الزمن تراه يصدّقها.
ومن هنا تجد أساتذة جامعيين أو علماء أو اشخاصا يدّعون بأنهم إعلاميون أو سياسيون بارزون على بعض الفضائيات وهم يتحولون إلى مدافعين ومنافحين عن الباطل، ويدافعون عن أنظمة عربية فاسدة مبررين لها أعمالها وسياساتها بعد كل هذا الفشل والعار الذي لحق بالأمة العربية، فيتحولون إلى منافقين ومضللين، ويستخدمون الأساليب التحريضية والتعبوية، ويمارسون الدجل والشعوذة في تحليلاتهم وآرائهم للوصول إلى أهداف شخصية ضيقة، وتجدهم ينسفون حتى التاريخ ويزورونه بهدف الإثارة، وشعارهم إما أن تكون أو لا تكون، منطلقين من أن الغاية تبرر الوسيلة، ولا يهمهم إن كان شرف الغاية مرتبط بشرف الوسيلة.
الفضائيات العربية مع استثناءات بسيطة لم ترق بعد إلى مستوى آمال وطموحات الأمة، وتفتقد لهويتها العربية، وهذا مرتبط بغياب مشروع إعلامي عربي واضح المعالم ومحدد الأهداف قادر على تحديد طبيعة المصالح العربية التي تشكل جوهر وأساس ومقومات بقائها واستقرارها ووجودها، فهي فضائيات تفتقد إلى الجديّة والحيادية، وتميل إلى السطحية، سلطوية التوجه والرسالة، تفتقد إلى التخطيط والمنهجية، وذات آفاق ضيقة لا تتسع للقضايا القومية والمصيرية، ولا ترق إلى مستوى آمال الأمة وطموحاتها، وغير قادرة على تجاوز القضايا القطرية لكل دولة عربية، وبالتالي فهي فضائيات فاضية بلا هوية أو رسالة.

تمارس بعض الفضائيات العربية اللعب على مشاعر المشاهد العربي من خلال اعلام شعبوي مغرقا في الحقد والغيرة، ويستخدم التضليل الإعلامي لصنع جماهيرية زائفة مؤقتة، ويتضح من محتوياتها أنه تم تجنيدها وتعبئتها للمناكفات وإرضاء الأهواء والنزوات، وتم توظيفها لتقوية الاختلاف، وإشاعة مشاعر الهزيمة والاستسلام، ولتعزيز الاحساس بالعجز والذل في النفوس، وخلق الوعي المشوّه، تنعق كالغراب وتبحث عن الخراب، تصنع الأزمات وتبحث عن المشاكل، تقتل الهمم وتهدم المعنويات، وبدلا من أن تكون حلقات في منظومة أمن الأوطان العربية أصبحت عاملا من عوامل الهدم والتخريب والتدمير.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع