عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) الأربعاء 6/4/2011 م ... بل قل أن كل رجال ونساء الشعوب العربية قد ( هرمت ) يا أخانا التونسيّ الجميل ... بمفردتك الجميلة هذه دخلت وإياها التاريخ من أوسع أبوابه ... حتى أطفالنا أصبحوا يقلدونك في نطقها وما يرافقها من حركات يديك الطاهرتين ... نعم يا سيدي ... والله قد ( هرمنا ) ... وأول العرب الذين قد هرمت ( أجيال ) منهم ، هم الفلسطينيون ... لدرجة أن أطفالهم أصبحوا يولدون (هرمين ) يا سيدي ... هرمت أجيال منهم وما زالت ترى قيادات ( بلفتهم وضحكت عليهم ) وقالت أنها قيادات تاريخية أسّست للنضال الفلسطينيّ المعاصر ... ومع استثناءات أقل من عدد أصابع اليد الواحدة ، ما زلنا نرى أن الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية هم أنفسهم ... القادة هم أنفسهم قادة السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم ... وهاهم ، من أحمد جبريل الى نايف حواتمه الى ( ضراب الطبل ) ، مرورا بابي الليل وأبي الغضب وأبي الجماجم ... وكل الأبوات الآخرين ... ها هم ( بعض ) القادة ( !!! ) ممن كانوا في الصف الثاني ، قد قفزوا الى الصف الأول ... ولكنهم كانوا أيضا داخل إطار الصورة ... حتى وهم في الصف الثاني ... نعم أيها التونسيّ الجميل ... قد هرمنا ، وما زال ياسر عبد ربه ( غصبا عن دين أبونا ) عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ... كان أولا يحتل هذا الموفع ممثلا للجبهة الديمقراطية ( أمينها العام الرفيق ابو النوف أمضى 42 عاما في هذا المنصب ) ... ثم بعد انشقاقه مع حزب ( فدا ) ، بقي في منصبه ... قلنا ( معليش ) ... ممكن أنه يمثل حزب فدا ... ولكن المفاجأة كانت عندما ( تخلص ) منه حزب فدا ... فقد بقي في منصبه ( أمين سر اللجنة التنفيذية ) ... هرمنا وهو لم يهرم !! ... بل هرم أطفالنا ، وهو لم يهرم !! ... لقد تجاوزت الستين أيها الأخ التونسيّ ، ومذ كنت في العشرين من عمري وأتا أسمع بمحمود عباس وابي اللطف وأبي ماهر وسليم الزعنون وصالح رأفت ونايف حواتمه وياسر عبد ربه ... ناهيك عن عشرات المتنفذين والمسؤولين في أغلب الفصائل الفلسطينية ، من ( الأبوات ) وغيرهم ... ولا أدري ما هي الحكمة الربانية التي جعلت من هؤلاء خالدين مخلدين على كراسي المسؤولية في قيادة الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ... وليسألوا أنفسهم : كم من رئيس أمريكي عاصروا ؟ كم من رئيس سوفياتي ( وروسيّ بعد ذلك ) عاصروا ؟ وكم من رئيس هنديّ وتركيّ وغيرهم من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات في الديمقراطيات الغربية والشرقية ؟ حاشا لله أن أسمح لنفسي بالإنتقاص من قيمتهم وقيمة نضالهم وتضحياتهم الجسام في سبيل قضية العرب الأولى ... ولكني ، أسأل ببراء الأطفال : ألا يكفي ؟ ألا يكفيهم ما أمضوه من زمن ممضّ في قيادة شعب ( قد ) ... أقول ( قد ) فقط ، يكون سئم منهم ومن قيادتهم ؟ لماذا لا يستريحون ؟ لماذا ينظّرون علينا بضرورة التغيير وتداول السلطة في كل أنحاء العالم ، إلاّ عندهم ؟ وأين الديمقراطية ( الداخلية ) التي انتهجوها ، لنثق أنهم سيكونون ديمقراطيين عندما يحكموننا كشعب ؟ هرمنا أيها الإخوة والرفاق القادة ... هرمنا وسئمناكم ... هرمنا وفقدنا الثقة بكم وبقيادتكم ... هرمنا ومن حقنا أن نطالب بالتغيير ... هرمنا ومن حق الشعب الفلسطيني أن يجدد دماء قياداته المحنطة ... نحن لا نتهمكم بشيء لا سمح الله ... ولكن ... هرمنا بانتظار انزياح ظلالكم عن حاضرنا ومستقبل أطفالنا .... هرمنا بانتظار اللحظة التاريخية !ا