أكتبُ اليوم ولا أعلم ما هي ردود الفعل على هذه المقالة، ولكن الذي اعلمه والمتوقع ان هناك إجماعاً بانني يجبُ ان ألعب لعبة الدوائر لكي لا أخرج عن النطاق الذي أرغموننا به..
ولكن الغير المتوقع انني أكتبُ اليوم لأقول لكم ان ما هرِمَ عليه أجدادنا من خوفٍ لا يمكنني أن أصبو عليه!!!
ما بالكَ يا وطني؟ وما سرُ تعبكَ اليوم أَهرمتَ انت الآخر؟!
يال َعشقي لك أيها الأردن..يالَ حبي لنكهةِ ترابكَ التي تلامسُ روحي، روحي التي خرجت من جسدي لأن خروجها كان فداءً للحكومات والمناصب،نعم يا وطني ما بالُ دموعِكَ تنزفُ عليَّ ألماً؟ لا زلتُ أقصُ عليك بدايةً من أوجاع حكايتي!!
أنا ابنتك يا وطني، أنا طفلةً في العقد السابع من عمري، انا دانة، "دانة وليد خليفات" ، أنا كبشُ الفداء الذي قدِّمتُ على أطباقٍ لغيري لان غيري لم يشبع بعد!!
ورغم موتي لا زلتُ أشعرُ بالجوع،أجوعكَ أنت يا وطني،أجوعُ إلى رائحتكَ وحضنك الدافىء الذي يحميني من غربتي..
غربتي التي وُصِفتُ بها أنني كأي كائنٍ يموت ولكن كيف ألومُهُم على وصفهم لي، وتخلي أصحاب المناصب عني وعن والدي يبرهنُ ذلك!!
كم كانت معادلتهم يا وطني ظالمة لا تحتوي إشارة المساواة!! كم احتجتكَ يا وطني لِتُفهِمَني المعادلة وأحلُّها انا وأجدَ الإجابة التي وضعتنا في متاهاتٍ بعيداً عنك..
كفاك بكاءً يا وطني..لم تكتمل الحكاية بعد..أشرقت الشمس وأغربت ولعب الأطفال كلهم وأنا ما زلتُ أبحثُ عن لعبتي وآهٍ كم تألمتُ حين اكتشفتُ أنني ذاتُ اللعب، هكذا فعلوا بي يا وطني أقسِّمُ لكَ أنهم أرهقوا طفولتي..
أكملتُ الطريق بصمتٍ لاعودَ وحيدة حين فهمتُ المعادلة بطريقتهم ولكني لم أفهم كيف كانت حساباتهم مع أبي؟!
ذهبتُ أنا فداءً لك يا وطني وفداءً للحكومات وفداءً للمناصب وفداءً لقذاراتهم!!
نعم هكذا كنتُ بالنسبةِ لهم،رغم اننا من ذاتِ الأرض وذاتِ الأصل وذاتُكَ أنت يا وطني!
الآن فلتبكي يا وطني وسجِّل ماذا فعلوا بأبي،سجِّل وقل لهم أن التاريخ لا ينسى إن نسيَ فذاكرةُ المظلوم تسجِّل يا وطني.
وإذا زادَ الشيءُ عن الحد يؤلم كثيراً ولا تُحمد نتائجه، لم نتكلم، لا تتعجب يا وطني هكذا تعلمنا من أجدادن، أن لا نتكلم ولكن هذه المرة أوجعنا الصمت كثيراً، أتسمعني يا وطني؟ أم أنني أكتبُ وسأكتشفُ أنا الأخرى أنني أتحدث بجنون؟! أخاف يا وطني ان أكون لاحقاً كما قرأتُ في حكايا الماضي، عن فتاةٍ كانت تلهى ببراءة الأطفال.. ولكنها لم تدرك أن اللعبة كانت للكبار فقط..وكانت في كل مرةٍ تلاعبهم، ولكنك تعلم يا وطني أن الكبارَ يعقلون اللعبةَ كما يريدون لتكونَ النتيجة إجبارية..
أحتاجكَ كثيراً يا وطني فأستحلفكَ بالله لا تتركني!!!!