زاد الاردن الاخباري -
خاص ــ إيهاب سليم / السويد –
مفاعل ديمونة عبارة عن مفاعل نووي في النقب, بدء بنائه بمساعدة فرنسا عام 1958,بدء بالعمل عام 1963 وكان الهدف المُعلن من إنشائه هو توفير الطاقة للمنشآت التي تعمل على استصلاح الأراضي الصحراوية في النقب. في عام 1986,نشر التقني السابق في مفاعل ديمونة (موردخاي فعنونو) للإعلام بعض من أسرار البرنامج النووي والذي يعتقد أن له علاقة بصنع رؤوس نووية ووضعها في صواريخ بالستية أو طائرات حربية أو حتى في غواصات نووية موجودة في ميناء حيفا، كنتيجة لهذا العمل، إختطف فعنونو من قبل عملاء إسرائيلين من إيطاليا وحوكم بتهمة الخيانة,وتعرض لعدة اعتقالات منذ اطلاق سراحه عام 2004,واخر عملية اعتقال له كانت في اواخر العام الماضي عندما اصدرت المحكمة الاسرائيلية عليه حُكما بالاقامة الجبرية. رابطة العلماء الأميركيين تقول أن تقديرات المخابرات لقدرات (إسرائيل النووية) في عام 1990 كانت تشير إلى امتلاكها ما يتراوح بين 75 ـ 130 سلاحاً نووياً ويبلغ المعدل السنوي لإنتاج البلوتونيوم في المفاعل 20 كيلوغراماً حيث أن تل ابيب في الوقت الراهن هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية لكنها ترفض الاعتراف بملكية هذه الأسلحة ورفضت باستمرار السماح لإجراء تفتيش دولي على مفاعل ديمونة كما أنها ترفض التوقيع على معاهدات حظر الانتشار النووي. المفاعل مكون من تسعة مبان بما فيها مبنى المفاعل وتخصص كل مبنى من تلك المباني التسع في إنتاج نوع معين من المواد التي تستعمل في إنتاج الأسلحة النووية كمواد البلوتونيوم والليثيوم والبريليوم التي تستخدم في صناعة القنبلة النووية هذا بالإضافة لإنتاج اليورانيوم المشع والترينيوم. ويعد المفاعل أحد أكبر أسرار الحياة النووية في العالم حيث ظلت تل ابيب منذ بداية نشأتها كدولة وتشييدها المفاعل رافضة تماماً عمليات التفتيش الدورية التي تخضع لها الدول الأخرى. كما ترفض الزيارات التي تقوم بها وكالة الطاقة الذرية الدولية لمثل هذه المواقع في العالم وهي حتى يومنا هذا ترفض التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية والتي وقعتها الدول العربية وحاولت الولايات المتحدة نفسها إرسال بعض المسئولين فيها عن البرنامج النووي للتفتيش على مفاعل ديمونة بعيداً عن العاملين بوكالة الطاقة النووية الدولية لكن تل ابيب رفضتهم كما رفضت ممثلي الوكالة الدولية وهكذا فإن مفاعل ديمونة لم يدخله أحد من خارج (اسرائيل) منذ إنشائه. وتعتبر دولة تل ابيب القوة النووية الخامسة في العالم فبالإضافة إلى القنابل النووية التي يمكن إلقاؤها من الجو. تتضمن الترسانة النووية أيضا رؤوساً نووية يمكن إطلاقها إلى مسافات تصل حتى «1500» كيلومتر باستخدام صواريخ «أريحا» الإسرائيلية الصنع. كما تشير بعض التقارير إلى أن المفاعل أصبح قديماً بحيث تآكلت جدرانه العازلة مما قد يؤدي إلى تسرب بعض الإشعاعات من المفاعل وهو ما قد يحدث أضراراً بيئية وصحية جمة لسكان المنطقة بشكل عام. وحسب التقارير الداخلية التي صيغت في ديمونة فإن المفاعل النووي يعاني من ضرر خطير ينبع من إشعاع نيتروني ويحدث هذا الإشعاع أضراراً بالمبنى فالنيترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى وهو ما يجعله هشاً وقابلاً للتصدع ويشكل إنتاج البلوتونيوم إحدى أخطر العمليات حيث أن إنتاج كل كيلوغرام واحد منه يصنع «11» لتراً من سائل سام ومشع لم يتمكن أحد حتى الآن من شل فاعليته ومن مخاطر مفاعل ديمونة هو التخلص من النفايات النووية. وكشف تقرير للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أن العاملين في المفاعل لم يسلموا من المواد الخطرة، وقال إن العشرات من عمال المفاعل النووي ماتوا جراء إصابتهم بالسرطان في وقت ترفض فيه إدارة! المفاعل الاعتراف بالإصابات وعدد الوفيات جراء تعرضهم لإشعاعات المفاعل. وذكر التقرير للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أن العشرات من أصل «100» عامل في المفاعل أصيبوا بالسرطان قد ماتوا وبحسب التقرير فقد وقعت في الم! فاعل حوادث عمل كثيرة من ضمنها احتراق مواد خطيرة وسامة دون أن يتم تزويدهم بمعدات وقائية مناسبة وأصيب عشرات العمال وتوفى قسم منهم لكن إدارة المفاعل ودولة تل ابيب ترفض الاعتراف بهم كمتضررين من إشعاعات نووية ويطالب قسم منهم الجهة المختصة بالتأمين الاعتراف بهم كمصابي عمل. يشكل مفاعل ديمونة خطر اضافيا للاردن حيث أن الغبار الذري المنبعث منه والذي يتجه نحوها يمثل خطراً بيئيا وبيولوجيا، كما من المتوقع في حال انفجاره بابسط تقدير بواسطة قطف سجارة قد يصل الضرر الناتج عنه لدائرة نصف قطرها قد يصل إلى قبرص وبنفس هذه المسافة في دائرة حوله بما فيها الاردن ومصر,ولا يفوتنا ان نذكر كارثة مفاعل تشرنوبل في شمال اوكرانيا بمقاطعة كييف عندما شهدت المدينة كارثة انفجار تشرنوبل عام 1986 عندما وقع الانفجار اثر خلل باحد المولدات التوربينية بالمحطة النووية ادى الى حدوث اضطراب في امدادات الطاقة في جمهورية اوكرانيا فكانت الخسائر كارثة بشرية وبيئية حقيقة يبكي لها ضمير الانسانية.