الأردنيون من أصل فلسطيني
انصارا وليسوا مهاجرين
لقد كان الفلسطينيون مهاجرين عندما قدموا قصرا من بلادهم بعد إحتلالها عام 1948 وحتى انعقاد مؤتمر اريحا عام 1950بعد إجتماعات في عمان ونابلس والذي تم فيه إقرار إندماج الضفة الغربية لنهر الأردن تحت الراية الهاشمية ونودي بالمغفور له الملك عبد الله الأول ملكا على المملكة الأردنية الهاشمية بضفتيها الشرقية والغربية وعندها اصبح الفلسطينيون في الضفتين اردنيوا الجنسية هاشميوا ألإنتماء لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات حسب دستور المملكة الاردنية الهاشمية ومنذ ذلك التاريخ تصاهرت العائلات وإختلطت ألأنساب فأصبح الدم في العروق واحد واختلطت اسماء العائلات ليس فقط لأن الأصل واحد من شبه جزيرة العرب وإنما بسبب حكم الإختلاط والنسب والمصاهرة وحرية العيش في جناحي الوطن الواحد شرقيّه وغربيّه اي ان الحياة والبيئة هي نفسها .
وبقيت مخيمات اللاجئين شرقي النهر وغربيه ليست دليلا على إنقسام الشعب وإنما دليلا على وجود قضية فلسطين من جهة وبقاء الدعم الدولي والمساعدات الإنسانية عبر الوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والذين كانو مشتتين في دول عدّة كلها فقيرة إقتصاديا .
ولا يمكن باي حال من الاحوال تشبيه وضع الاردنيون من اصل فلسطيني كما هو الحال مع الفلسطينيين في كل من لبنان ومصر وسوريا او اي بلد عربي وإنما قد يقارنون نسبيا مع المواطنون الامريكان أو الأوروبيون أو مواطنون اخرون في دول اخرى على وجه الكرة الارضية من اصول فلسطينية (ما عدا الكيان المصطنع حيث ما زال اصحاب الارض يعيشون عليها) والتي لا تذكر تلك الاصول عند الحديث عن اي حقوق وواجبات دستورية وإنما لبعض نشاطات لإبراز قضية إحتلال لأرض عربية من واجب كل العرب ان يجعلوها قضيتهم المركزية الاولى كما هو الاردن يتعامل مع تلك القضية .
والمواطن الذي ولد في الاردن منذ عام 1950 وانجب اولادا انجبوا ايضا اطفالا تلك الأجيال الممتدّة منذ اكثر من ستون عاما ولا تعرف قيادة غير الهاشميين ولا تذكر دستورا غير الدستور الاردني وكثير منهم عملوا بالجيش العربي والأجهزة الامنية وخدموا خدمة العلم وعملوا في القطاع العام والخاص لإعمار الوطن الذي يعشقون وعمّروا بيوتا لهم وساهموا في إيجاد وإنشاء مرافق وعقولا ميزت الاردن عن كثير من الدول المجاورة في تحويل الاردن من بلد تغلب عليه سمات البداوة الى دولة قوانين ومؤسسات بفضل تماسك الشعب بكل مكوناته وانتمائه لتراب الوطن وإخلاصه لقيادته الهاشمية الواعية والمدركة للظروف الدوليّة المختلفة فلذلك إعتبر المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال ان الوحدة الوطنيّة خط أحمر ومن يمسّها فهو عدوّه ليوم القيامة وكان موقف خلفه الملك عبدالله الثاني اطال الله في عمره شبيها بموقف الراحل العظيم بخصوص تلك الوحدة وهذا إدراكا من القيادة الهاشمية بأن المجنمع الاردني يقوم على هذا النسيج ألإجتماعي المترابط والذي وحدّته رابطة الدمّ والهمّ وجمعته رابطة النسب وقومية العرب فكان الاردنيون ذووا الأصول من الجزيرة العربية وسورية وفلسطينية وعراقية وشركسية وارمنية وكردية ودرزية وغيرها حيث صنع التوحد نسيجا كنسيج العنكبوت يحمي من بداخله من اخطار خارجية تؤثر على كل المجتمع.
فالاردنيون من اصول فلسطينية لا يستجدون وطنا ولا يتسولون راية فوطنهم هو المملكة الاردنية الهاشمية ورايتهم هي الراية الاردنية الخفاقة وقائدهم عميد آل البيت الهاشمي وهذا هو ديدنهم وانتماؤهم ونشيدهم مدى العمر لم ولن يعرفوا غير ذلك منذ مؤتمر اريحا وإن إحتلال الضفة الغربية للمملكة هو عدوان على الاردن ويجب ان تعود الضفة الجريح إلى حضن أمها الرؤوم الرحيم وعندها كما كان هناك إندماج في مؤتمر اريحا إذا كان هناك غير ذلك من سكان الضفة الغربية للوطن ليتم بإجماع كما تم سابقا ولكن لن يكون هناك من يود ان يرى إنفصالا بين الجناحين لوطن الضفتين التوأم ولكن في كل الظروف والاحوال فإن الاردنيون من اصل فلسطيني خارج تلك الحركات والمخططات السياسية التي ترسم معظمها في الخارج وتأتي الوصفات جاهزة للتطبيق .
وإذا كان هناك حقوق لهؤلاء الاردنيون فإن الحكومة الاردنية هي خير من يمثلهم وهي الاقدر على تحصيل حقوقهم حسب القرارات الدولية وها هي الحكومة وبتوجيهات من جلالة الملك تعمل على تصويب اي إجراءات إتخذت بحق اي مواطن واوقعت ظلما عليه تعمل لرفع الظلم وتصويب الوضع .
وإن زيارة جلالة الملك لمخيم الوحدات هي زيارة تفقديّة لشعبه واهله كزياراته الإعتيادية لباقي المحافظات والألوية والبوادي والقرى والتجمعات السكنية .
وإن القرارات التي اتخذت وتسببت بفك الارتباط القانوني والاداري بين ضفتي المملكة قبل حوالي ثلاثة وعشرون عاما لم تكن قرارات اردنية خالصة وانما بسبب ضغوط عربية واجنبية وإلحاح من القيادة الفلسطينية التي كانت تعشق الرسميات والبروتوكولات والتشريفات والتي لم تستطع حتى الان وبعد ثمانية عشر سنة من التنازلات من تحقيق الحلم العربي والفلسطيني بإقامة دولته وإنما ساعدت في إقتراب تحقيق الحلم اليهودي في تهويد القدس وهدم المسجد الاقصى والاعتراف العالمي والعربي بيهودية الدولة العبرية .
والاردنيون من اصل فلسطيني تحولوا من مهاجرين الى انصار منذ مؤتمر اريحا كبقية مواطنيهم في الاردن وتجلى ذلك يوم نصرة اخوانهم الفلسطينيون النازحين بعد معركة حزيران 1967 وكذلك ابان الحرب اللبنانية في آخر السبعينات والثمانينات وخاصة 1982 وكذلك بعد الحرب على العراق عام 1991 عندما لجأ للأردن اكثر من ثلاثمائة وخمسون الفا ممن كانوا يقيمون في الكويت من جنسيات مختلفة واقيم لبعضهم مخيمات في كل ذلك وغيرها من ظروف كان الاردنيون من اصل فلسطيني كباقي الاردنيين انصارا لنصرة اخوانهم العرب.
وهؤلاء الاردنيون من اصل فلسطيني عاطون بلا حدود آخذون بلا جحود وهم مواطنون بلا قيود ولهم من الحقوق كباقي الاردنيين من الحكومة وباقي اجهزة الدولة وعليهم نفس الواجبات فهذا الوطن عُمًر بسواعد جميع الاردنيين بلا إستثناء ولا فضل لأردنيً على آخر إلاّ بمقدار وحسن مواطنته وإنتمائه .
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)صدق الله العظيم
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قالت الأنصار للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: لا، فقالوا: تكفوننا المؤونة ونشرككم في الثمرة، فقالوا سمعنا وأطعنا)
المهندس احمد محمود سعيد ......... دبي – 8/4/2011