ماذا نحتاج إليه في الوطن العربي!؟
بقلم:الأستاذ الدكتور مخلد الفاعوري*
نعم نحتاج إلى الديمقراطية ونحتاج إلى إصلاح سياسي وإصلاح اقتصادي نحتاج إلى إصلاحات في شتى مرافق حياته المهلهلة والتي بدأت رياحها تهب هنا وهناك وتضرب هنا وهناك وتترك خلفها من المتغيرات السلبية السريعة حيث ركب القراصنة واللصوص الجدد موجة التغير لا بل ركبها الاستعمار بوجوهه الكثيرة وبدء يتسابق مع رغبة الجماهير ويظهر لها الود ويمد لها اليد بكل أشكال الدعم المعنوي والمادي والسياسي والإعلامي.
نعم بدء يتقدم على رغبات الشعوب العربية ولكني أتساءل أين كان هذا الاستعمار ممثلا بالقوى السياسية الكبرى ومنذ زمن طويل وهذا الذي حمى وربى وسلح وجهز الكثير من هذه الأنظمة ومنحها من أسباب البقاء الكثير؟! لأنها كانت وما زالت تخدم أهدافه وتتلاقى مع أطماعه.
نعم يحتاج الوطن العربي من المحيط إلى الحليج إلى عملية تصحيح وإنضاج للديمقراطية ولكن بعيدا عن الفوضى الني لم تكن يوما خلاقة كما يتمنى أعداء الأمة.
نعم يحتاج العالم العربي للإصلاح السياسي الذي يؤمن الديمقراطية ويحارب الفساد والتخلف الاقتصادي والسياسي والعلمي لأننا وما زلنا متخلفين عن الركب وفي كثير من المجالات وهذا دليل قاطع على إننا نحتاج إلى التغير الايجابي تغير بدوت دماء وبدون حروب تثير النعرات الطائفية والدينية والمذهبية وبدون دسائس نعم نحتاج إلى التغير ولكن دون أن نهدم المعبد مثلما يحصل الآن في الدول العربية الشقيقة ليبيا واليمن حيث تسيل الدماء غزيرة وتدمر المقدرات وتنهب الثروات والمؤسف هو غياب الدور العربي الرسمي والشعبي وانقسام الأمة إلى موالين أو معارضين وقي معظم الأحيان صامتين صمت أهل القبور فلا احد يجرئ على الحديث في هذه القضايا ... الجميع بدا خائفا وجلا.
نعم إنها حالة مزرية أن الشعوب تنفصم عن حكامها وتتناحر فيما بينها ولدينا ومع الأسف الشديد وسائل إعلام تسكب الزيت على النار وتطبل وتزمر لحالة الهرج والمرج السائدة وتشجع على الفتنة والاقتتال الداخلي والانقلابات هنا وهناك.
نعم نحتاج إلى إصلاح وإعادة هيكلة ولكن بلا دماء وبلا هدم إصلاح ينبع من إرادتنا السياسية والفكرية إصلاح حقيقي ودون أن يفرض من الخارج لنبني على ما أنجزته الأجيال وإلا فقد نندم ولكت بعد فوات الأوان.......
أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا * alfaourim1@hotmail.com