أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الذهب يرتفع عالميا وسط تراجع الدولار الصحة العالمية تحذّر من “نقص حادّ” في المواد الأساسية شمال غزة وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم بريطانيا تتعهد بتقديم 2.5 مليار دولار لصندوق بالبنك الدولي لمساعدة الدول الفقيرة جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الأردن: هل يُمكن أن تتساقط الثلوج بالأيام الأخيرة من الخريف؟ الفاو: الأردن حافظ على معدلات تضخم غذائي منخفضة الأردن .. 49 مليون دينار موازنة وزارة النقل في 2025 قلق إسرائيلي من خطط نتنياهو في غزة بني مصطفى: نعمل لتحسين جودة الحياة للمواطن المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي الجمعة .. ارتفاع طفيف على درجات الحرارة الصحة العالمية : إجلاء 17 مريضا من غزة الى الأردن أين تقف روسيا وتركيا من التطورات العسكرية بين المعارضة والنظام السوري؟ سابقة قضائية في الاردن .. الجنايات الصغرى تصدر حكما بإعدام شخصين حصاد معركة “أولي البأس” .. 1666 عملية وأكثر من 130 قتيلا في صفوف الاحتلال موقع أمريكي يكشف ما قاله بايدن لنتنياهو عن وقف إطلاق النار في غزة .. ما علاقة ترامب؟ الفايز: لن ننتحر من أجل أي قضية .. والأردن لايستطيع تحمل العبء لوحده - فيديو الجريري الكهرباء ستعود تدريجيا بشارع مكة واستمرار العمل لاعادتها بالكامل سموتريتش: مجلس الأمن لن يعترف بفلسطين بنهاية عهد بايدن
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إلى من يهمه الأمر : معايير انتقاء قياداتنا...

إلى من يهمه الأمر : معايير انتقاء قياداتنا التربوية

09-04-2011 10:10 PM

إلى من يهمه الأمر : معايير انتقاء قياداتنا التربوية
الكاتب : فيصل تايه

إن اختلاف وجهات النظر طبيعة إنسانية ينبغي ألا تفسد للود قضية كما نردد دوماً.. وإذا كان تضادها نقمة.. فإن تنوعها نعمة يجب أن نحسن تناولها.. متمنياً ممن يهمه الأمر أن يستمع الي صوتي الذي اسعي من خلاله الي إحاطة ذوي العلاقة بواقعنا التربوي .. وبذلك فإن وجهة نظري التالية ما هي إلا نظرة شمولية متواضعة أملاً في الأداء الذي يرجاه كل الطموحين إلى نماء الوطن ورفعته .. باعتبار أن مؤسستنا التربوية العتيدة بنية يتفاعل فيها كل التربويين لتتلاقح أفكارهم وآرائهم وخبراتهم تنعكس على أدائهم مجتمعة بما يصب في مصلحة الوطن .. وأعتقد جازماً أن كل منسوبيها تعنيهم وبالتأكيد كل القيم والاتجاهات التربوية التي نصبوا جميعا لتحقيقها .. لأن تلك المؤسسة ليست مجرد كيان مهيكل وفارغ.. بل هي مجموعة من والقيم والمعايير التنظيمية التي توجّه سلوكياتهم وتفكيرهم وتطبعهم بطابعها التربوي المتميز.. لتحقيق المطلب المجتمعي في العمل على تخريج منتج تعليمي جيد.. وهو الإنسان الذي هو أغلى ما نملك ..

وكلما تعمقنا في هذا الاتجاه في الفكر والرؤى .. كلما زاد طموحنا في بلوغ أهدافنا التربوية النبيلة .. ومن ثمّ إلى الإرث الحضاري والقيمي الذي يجب أن نتقاسمه ليتجسد في ثقافة مؤسستنا التربوية وليصبح جزاً لا يتجزأ من كياننا .. وبذلك نصل إلى النجاح ونرقى إلى التمييز ..

فرفعة مؤسستنا التربوية.. والتي نتمنى أن ننهل منها العطاء المتنامي .. يتطلب منا استعداداً أن نقف على واقع يستحق أن نتأمله بعزيمة وإرادة قوية متسلحين بالرؤية الثاقبة المبصرة في عصر العولمة وضخامة البيانات والمعلومات.. ولذلك لا بد من وقفه نراجع فيها ذلك الواقع .. نستذكر ببعض منحنياته .. ولن يتحقق ذلك إلا إذا تصارحنا وتصافينا وتجرأنا بما فيه المنفعة .. لنشخص مواطن نتلمس فيها جوانب الخلل إن كان .. أو التقصير إن وجد .. والذي لا يأتي إلا مع تزاحم العمل والحماس بغيه الارتقاء إلى الأفضل .. فكل النجاحات التي تحققت هي مفخرة لنا جميعا ولكني هنا أسعى بالتلميح إلى جوانب نأمل الارتقاء بها نحو الأفضل لنضع البدائل العصرية السليمة المبنية على منهج علمي تربوي مدروس .. مستلهمين من عنصر المعرفة والخبرة الميدانية ما يحقق رفعتنا وتقدمنا .. ويبشر بمستقبل واعد للأجيال القادمة .. خاصة وأن الوزارة تمضي باستمرار الي تحديث منظومتها التربوية التي يجب أن تهبّ عليها رياح التحديث والتطوير ..
فأملنا كبير بمعالي وزير التربية والتعليم ومن هم من حوله في موقع المسؤولية ..في إعادة هيكلة الوزارة وتحديد مكامن القوة والضعف في بنائها المؤسسي .. وتحديث القدرات للقيادات التربوية وفقاً لاحتياجات الميدان التربوي بجديّة .. مع أهمية أن يلبي البناء الهيكلي للوزارة التوجهات الحالية والمستقبلية وبما يتواءم مع الواقع .. ونحن نعي تماماً أن ذلك يشكل اكبر التحديات .. ولكن أمنياتنا السعي إلى تحجيم قوى الشد العكسي كما وصفهم جلاله الملك المتشبثين بمناصبهم والمتبنين لأفكار تربوية جامدة تراوح مكانها .. دعاة المنطق البيروقراطي ليبقى القديم على قدمه.. وليظلوا في مناصبهم أطول فترة ممكنه.. متناسين أننا بحاجة ماسة الي إعادة تقييم دوري .. فالواقع يفرض نفسه ولا نستطيع نكران أن هناك الكثير من المناصب في المركز والمديريات وحتى إدارات بعض المدارس من الذكور والإناث حكرا على البعض لسنوات طويلة.. وبالمقابل نجد أن هناك الكثير ممن لديهم صفات قيادية خلاقة وطاقات للعمل .. ولم يمنحوا الفرصة لإثبات ذواتهم .. بل وصلوا إلى مرحلة الإفلاس الحقيقي حتى عن التعبير والحوار .. لأنهم لم يجدوا من يحرر إبداعاتهم وقدراتهم بسبب الأسلوب التقليدي الممارس عليهم والذي يقتل الطاقات الإبداعية ويصيب العملية التعليمية بالشلل .. ليجدوا أنفسهم أمام حائط الصدّ الذي يمنعهم من تبوء موقعهم الصحيح.. ذلك بسبب المعايير المعتمدة التي تعزز البيروقراطية والاحتكارية ولعل أهمها الاعتبارات الأكاديمية والشهادات العالية .

إن اختيار القيادات التربوية من أهم وأخطر العمليات الإدارية وأعقدها على الإطلاق.. فالقيادي التربوي هو باني شخصية الغد وهو مخطط للسياسات وموجه للمجتمع.. ومن الضروري وضع المعايير والأسس المناسبة لاختيار القياديين التربويين حتى نضمن بناءً صحيحاً للأجيال القادمة .. لذلك دعوني وإياكم استذكار آلية اختيار القيادات التربوية من خلال الدراسات والنظريات والمسوحات الميدانية والتي اعتقد جازما أنها ترتبط بثلاثة مسلمات:

• الأولى : أهمية القيادة التربوية في تفعيل جوانب العمل التربوي والتعليمي.
• الثانية : ضرورة وجود آليات علمية وعملية في الميدان التربوي يتم على ضوئها اختيار القيادات التربوية المؤهلة
والقادرة على تسيير العمل التربوي والتعليمي بشكل قادر على التفاعل مع كافة أركان المجتمع التربوي
الأردني وبما تقتضيه الضرورات التي تحدث التغيير المنشود .
• الثالثة : حاجة الميدان التربوي التعليمي إلى مكاشفة الواقع الحالي وتشخيص المشكلات واقتراح الحلول الآنية
والمستقبلية.
وللتداخل هذه المسلمات، واستعراضاً لأبرز التفاعلات الميدانية في هذا المجال يجب التأكيد على الصيغة المنهجية لطرح رؤية تربوية حول القيادات التربوية وطرائق اختيارها وتهيئها، والتي تتمحور في البعدين التاليين:

• البعد النظري: والمتمثل في الأدبيات التربوية.
• البعد الميداني: استقصاء وجهات نظر القياديين حول هذا الموضوع فلا بد من وجود أداة مهمة تستخدم للوصول إلى
الأهداف المرجوة عبر التاريخ العلمي والعملي للموظف .. واستيفاءه شروط الوظيفة المطلوبة .. وتمتعه
بالقيادة التربوية القادرة على استيعاب للفعاليات التربوية والتفاعل معها بكل همة ومسؤولية.
فأهمية ذلك يكمن في أن القيادة التربوية ضرورة يفرضها الواقع التربوي، ولكي تعطي ثمارها لابد من إيجاد ضوابط وآليات علمية مقننة لاختيارها وتهيئتها للأعمال التربوية .. وإذا ما طرحنا آلية عملية تقترب من الموضوعية لاختيار القيادات التربوية. فلا بد التنويه إلى مجموعة من التوصيات التي يفرضها الواقع الميداني أهمها ما يلي:

• اقتراح تطوير الضوابط وتحويلها إلى آليات إجرائية وإعلانها في الميدان التربوي حتى تتمكن كل الكفاءات القيادية أن ترشح نفسها ولا يكتفى بالترشيحات الشخصية.. فلعلي رصدت الكثيرين من الزملاء ممن خدموا في الميدان تمتعهم بصفات قيادية وكان باستطاعتهم تبؤ مناصب قيادية عليا على درجة من المسؤولية وخدمة قطاع التربية والتعليم بما ينسجم وتطلعات المستقبل مع التركيز بجدية على سجلات الأداء واعتمادها اعتمادا مدروسا ومتابعتها خاصة من يتميزون بسجل حافل من العمل الجاد والمتميز وبالتحديد في النواحي التربوية والقيادية

• استنبات القيادات التربوية في كل مديريات التربية في جميع مناطق المملكة عن طريق اكتشافهم أولاً بواسطة استحداث سجل يسمى سجل القيادات التربوية وإنجازاتهم الإبداعية، والتدريب القبلي والبعدي لتنمية مهاراتهم وتطويرها، والأخذ بمفهوم التنامي الوظيفي )التدرج في المجالات التربوية ) بدءاً من معلم وانتهاء بمنصب قيادي تربوي وتكون مربوطة مباشرة بمن هم أصحاب قرار في المناطق.

• ضرورة إيجاد آليات عمل مدروسة لاستلام مهام القيادة التربوية .. خاصة إذا كان المكلف حديت العهد بمنصبه القيادي الجديد .. وإيجاد منهجية استلام وتسليم بينه وبين من سبقه في العمل والأخذ بالتوصيات التي أفرزتها خدمة وخبرة من سبقه إلى هذا المنصب والتي تمكنه من مواصلة مهامه على نحو من المعرفة والدراية والاستمرارية .. والتماس حالات الضعف والخلل ورصدها .. مع وضع أجندته التربوية الخاصة وفق رؤاه القيادية في سلم أولوياته
..مما تقدم لا بد لنا من إدراك أهمية اختيار القيادات التربوية لأننا نعي تماماً أهمية التربية والتعليم في تكوين شخصية إنسان المستقبل.. وهذا الإدراك متأصل ومتجذر في ثقافة مجتمعاتنا ووعينا التاريخي والحضاري لذاتنا.. فالتربية هي مسألةٌ مركزية في مواجهة كل التحديات .. كما أن أي فشل في تحقيق أهدافها يعني الفشل في إعداد الموارد البشرية وتنميتها وما يرتبط بها .. حيث يأتي بحالة من العجز الجزئي أو الكلي في النهوض بمجتمعاتنا وتحديثها وتحويلها إلى مجتمعات متطورة ومنتجة.. تساهم وتشارك على قدم المساواة والندية في تطور الإنسانية الفكري والعلمي والاقتصادي.. وفي صياغة وتقرير الخيارات السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية على المستوى الدولي.. والمتصلة بالقضايا الإنسانية الكبرى التي تنعكس على مستقبل مجتمعاتنا وأجيالنا.. كما تنعكس على البشرية بأسرها.. في أمنها وسلامها ورفاهها.

وأخيراً وان أطلت عليكم .. دعوني التأكيد على أن المؤسسة التربوية التي تمتاز بثقافة المشاركة في اتخاذ القرارات لا تتميز فقط بأداء أفضل من تلك التي تفتقر إلى هذه الثقافة.. ولكن أداؤها أيضا يتطور وينمو مع مضي الوقت.. مما يظهر علاقة سببية بين ( الأداء-الثقافة ) هذا من جهة.. ومن جهة أخرى فإن تفهّم الثقافة التنظيمية لهو ضروري جدا إذا كانت المؤسسة التربوية ستسّير إستراتيجيا.. فلا يمكن أن ينجح أي تغيير في المهمة.. الأهداف.. الاستراتيجيات والسياسات إذا كان هذا التغيير معارضا للثقافة السائدة في المؤسسة والمقبولة من طرف أفرادها .. علما أن الثقافة التنظيمية قد تكون عاملا مدعّما أو عائقا للتغيير.. هذا الأخير الذي يهدف في الكثير من الأحيان إلى رفع أو تقويم الأداء المؤسسي .

وفقنا الله وإياكم لما فيه خير ورفعه مؤسستنا التربوية

مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com












تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع