في مؤتمره الصحفي الذي عقد مساء يوم السبت في المركز الثقافي الملكي ، وكصحفي احاول أن اكتب بخلاف ما هو متفق عليه عرفيا وعمليا في العمل الصحفي ، لم اسجل اية ملاحظة كون حديث دولة الرئيس كما سبق وقلت مكرر مع بعض التعديلات لأحداث تمت خلال الايام الفاصلة ما بين أخر مؤتمر صحفي وهذا المؤتمر ، ولكن هناك شيء قاله دولة الرئيس أصاب به مقتل وربما عن غير قصد وبكل حسن نية ، ولكني كمواطن دائما أفترض سوء النية في حديث الحكومة أخذت هذه الجملة ومنها وجدت التالي : تحدث دولة الرئيس على أن الحكومات الأردنية تقوم بتسليم الراية لبعضها البعض كما يتم في سباقات التتابع ، وإلى هنا يكون الحديث لي ، فعلا هي حكومات تسلم عصا التتابع للحكومات التي تليها وتقف تنتظر هل تصل الحكومة التالية الى خط النهاية وهي ممسكة بالعصا بعد أن تسلمتها من سابقتها؟ ، وهنا يظهر الموروث الاردني في الحياة السياسية وهو أنه لايوجد خط نهاية في هذا السباق بل حلبة السباق دائرية الشكل ولا نهاية لها ، وأن المسافة التي تقطعها الحكومة التي تحمل العصا لاتتجاوز عشرات الامتار لتسلمها للحكومة التالية ، التي تجلس على مقاعد الانتظار متوهمة أنها من ضمن الجمهور الذي يشاهد هذا السباق المراثوني ،وفي اسفل هذه الحكومات التي تركض في المضمارهناك مواطن هو الذي يقوم بالفعل الحقيقي وهو أن المواطن هو الذي يحمل هذه الحكومات على أكتافه ويركض بها لعلها تصل لخط نهاية ويستريح ، ولكن تبقى الحلبة دائرية الشكل وبدون نهاية والجمهور هم أنفسهم ينتظرون تسلم الراية ، والمواطن هو الوحيد الذي يقطع نفسه من كثرة الركض ؟؟