رئيس الوزراء أردني من الطراز الأول اللهم زد وبارك
أعلن انتهاء المسيرات وهدوء الأوضاع بداية للنصر المؤزر لدولة رئيس الوزراء ومعاونيه, بانت معالمه في الوصول إلى هذا التناغم والانسجام والوفاق بين الأحزاب والمواطن والحكومة, مؤكدين جميعا على ضرورة المضي بمنتهى الجدية في تطبيق الإصلاح بروح جديدة لمصداقية المواطنة. تكاملت هذه الثوابت مع الإرادة الملكية من خلال الحكومة, التي تحسب وبدقة متناهية حجم المسؤوليات, فاختارت التركيز في مباركة هذا التناغم والانسجام على المواضيع الساخنة مثل العدالة الاجتماعية, وتصحيح أخطاء سياسات الخصخصة, والمضي بدفع عجلة الاقتصاد, وتطوير هيئة مكافحة الفساد وعليه يجب إسنادها بدعمنا جميعا وإعطائها الفرصة لتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه بالتخريب.
ولكني وبنفس الوقت, أدعو إلى تعزيز دور الأحزاب وممثلي المجتمعات المحلية على حد سواء في المساهمة بتوعية قواعدهم الشعبية. فالزيارات الملكية بأهدافها الوطنية السامية والعامة بداية من ترسيخ الوحدة الوطنية, مرورا بشحذ الهمم لشرائح المجتمع والتأكيد على قدرة الأردن على تخطي المرحلة الحالية, قابلها إلحاح البعض بالخصوصية وبنوع من الأنانية لمناطقهم وباللامبالاة بما يجري في ربوع الوطن تحت مسمى مطالب المجتمع المحلي والتي في بعضها تتستر خلف مطامع نيابية أو جهوية أو أخرى.
كنت أود أن اسمع عمقا في روح المواطنة وفي تقدير الواقع الاقتصادي الصعب فعلى سبيل المثال وجدت في خطابات ومطالب البعض كممثلي أهل الحسينية وجاراتها من المناطق ومطالب ممثلي مخيم الوحدات الشاقة ,والتي وصل بها المطاف لحد المطالبة في الإعفاء الضريبي على البضائع أو تخفيض الجمارك على التجار (كما ورد في مطالب البعض) بعدا عن هذا المحور فتركزت على خصوصية المناطق (وهو امر طبيعي في الظروف العادية), وأقصت الهم الوطني, ولم تترك للحكومة شرف مصداقية التقدير والعدالة في التوزيع.
ليس هذا فحسب فقد خلت كل مطالب الأردنيين بالرغم من علمهم بحجم المديونية من أي مقترحات ذات جدوى إنتاجية تشير إلى الحس ألتشاركي مع الحكومة في الهم الوطني في أي من المشاريع والخدمات المطلوبة. فلم يراعى المطالبين أهمية إقناع المسئولين باستقطاب الدعم الحكومي من خلال إدراكهم لمدى انسجام مطالبهم مع ما كرره دائما رئيس الوزراء بخصوص التركيز على المشاريع الصغيرة , وبالذات في القرى والأرياف ذات الطابع السياحي.
اعتقد إن الفرصة لا زالت مهيأة أمام الجميع لوضع الخطط والدراسات لمناطقهم لأنني اعتقد أن تنشيط دور المجتمعات المحلية في التنمية ستكون نواة السياسات التي سيرتكز عليها المسئولين عن إرساء قواعد التنمية لدعم الاقتصاد الوطني. لأنه بذلك فقط يصبح المواطن شريكا ببناء الوطن وشريكا برؤيا الملك والحكومة في حل هموم الوطن والارتقاء بالمواطن من درجة مسائِل إلى مَسئول وإبعاد الجميع عن المعتقد السائد بأن المليارات تنتظر والشاطر من يحصد أولا.
وأخيرا أرجو من كل المتحدثين عن الوطن, أن يعينوه وان يعطوه قبل أن يطلبوا منه, وان يدافعوا عنه قبل أن يطلبوا منه الحماية, فهو عظيم بعظم أخلاقنا ورديء بترديها, فلا وجود لفاسد لولا وجود الذين سكتوا عنه, ولا وجود للفقر لولا وجوده فينا, ولا وجود للظلم لولا ظلمنا لأنفسنا ولغيرنا, فكل ما نحن به اليوم في وطننا سببه إننا لم نحسن صونه والدفاع عنه في أيام مضت, فلتكن أسهم شعاراتنا اليوم موجهة نحو غد مشرق, ولغد كان عليه أبائنا وأجدادنا من الصدق والوفاء والإخلاص لأنفسهم ولأوطانهم كما ذكر في القصة التي رواها الأمير الحسن في مقابلة تلفزيونية, عن الجندي الطفيلي الذي حمل نبتة الشومر متحديا بها البريطانيين كآخر قوت له بدلا من الذل والهوان.