الثور الأبيض
يقول المثل العربي أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض وكان التاسع من نيسان ذكرى أكل الثور الأبيض ذكرى احتلال بغداد ومنها جميع العراق بلاد الرافدين وقضوا على رئيس سنًي منتخب في فجر يوم العيد الاضحى الكبير وكان هو أضحية العرب قربانا للغرب وكان شهيد معاداة التبعية الوضيعة للولايات المتحده الأمريكية وتابعها المملكة المتحدة .
وكما أن الحرب كانت واهية الأسباب ملفّقة المبرًرات كذلك المحاكمات كانت مسبقة النتائج مفبركة السيناريو وكل ذلك بإعتراف الغزاة والمتآمرين معهم .
وانا لا أدعي أنّ الحكم السابق كان ديموقراطيا وليس له خطايا ولكنّه كان كبقًية الأنظمة العربيّة التي تطيح بها الثورات الشبابية العربية حاليا وكما أن الأفعال تُقاس بنتائجها فهل يا ترى كانت نتائج العدوان الأمريكي يبرر القتلى بالملايين والتشريد ونهب الثروات والآثار والتراث وتقسيم البلاد وتعظيم الطائفية والقومية ومعاناة الناس وإرعابهم والفضائح الأخلاقية والجرائم العديدة .
أما كان أفضل للشعب العراقي أن تكون هبّته الآن كباقي الثورات العربية التي تنادي بالإصلاح والتغيير ومحاسبة الحكام وتنحيتهم وتغيير الظروف المعاشية والسياسية ومكافحة الفساد آما كانت الخسائر ستكون أقل على المستوى الإنساني والإقتصادي والإجتماعي اولم يكن بالإمكان أن تستغل الثروات العراقية المنهوبه لصالح العرب أولم يكن الإطاحة بالرئيس ومحاسبته على إحتلال الكويت بقرار عراقي وقضاة عراقيين بدلا من فبركة كل الأمور وإستخدام الكذب والخدع وأساليب المراوغة مع العالم أجمع والعرب ساكتون قبل الجرائم واثنائها وبعدها بل وبعد أن علموا بكذب الإدارة الأمريكية ونواياها المسبقة من سرقة النفط العراقي والأموال الخليجية وإدخال إسرائيل إلى قلب العالم العربي وفي أغنى بقعة منه وإلى زيادة التشتت العربي وخلافات البيت العربي .
وها هي دولة الظلم والشيطان تستخدم أساليب أخرى ليس أولها تقسيم السودان أو ما نراه من تقتيل وتمهيد للتقسيم في اليمن وليبيا وغيرها قادم وإستغلال ثورات الشباب النظيفة العفيفة والشهداء اللذين يسقطون من أجل حرية أوطانهم ومواطنيهم لإغراض إستعمارية بغيضة .
وبعد أن شعرت أمريكا أنها تمكنت من إدخال الثور الأبيض في المذبح وأنها أرست الخطوات اللازمة لإدخال بقية الثيران حسب المصلحة الأمريكية إلى الحظيرة أو المذبح وكأن كلّ شيئ مبرمج .
(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 11/4/2011