أحمد عريقات - عندما يكون الحوار التالي هو المسيطر على العلاقة بين أفراد المجتمع ؛ نكون ما زلنا في دائرة البحث عن مفهوم المواطنة والدولة المدنية، وبالتالي تكون كل محاولات الدولة من الخروج من دائرة المناطقية والعشائرية والمصالحية؛ هي محاولات فاشلة ، وذلك بسبب ضياع الحدود بين أن تكون موظف في الدولة أو تكون موظف لدى مناطقيتك أو عشيرتك أو من يرتبطون معا بمصلحة مشتركة .
هذه المقدمة السريعة كانت نتيجة لمخرج حوار بين أثنين من المواطنين حول محاولة أحدهم أن يثبت حقه في مطلب شرعي أوجبه له القانون الذي مصدره مادة الدستور التي تنص على المساواة ، وعند احتدام الحوار " النقاش" يواجهه الطرف الآخر بجملة تقول : أنا أبي أو أخي أو ابن عمي أو قرابتي أو من له صلة مناطقية أو مصلحة مع أحد الاشخاص الذين يخدمون في الدولة ؛ وخصوصا الأجهزة الأمنية ، وعندما يوجه له الطرف الأول اجابة واضحة المعنى بأن يقول له : هل من ذكرت هو موظف لدى الدولة أم هو يقوم بدور " البعبع" الذي يخيف فيه الأخرين عند مطالبتهم بحقوقهم؟ ، عندها يصبح الحوار قائما على لغط لغوي وفوضى مفاهيمية تؤدي في النهاية إلى ضياع حق من يطالب بحقه ، واستقواء الطرف الأخر "بالبعبع" الذي يرتبط معه بصلات قرابة أو مناطقية أو مصلحية .
هذا هو حال واقع تفاصيل الحياة اليومية للمواطن الأردني البسيط، والذي يحاول أن يقنع نفسه أن دولته هي دولة قانون ومؤسسات ، ورغم ما يواجهه من صعوبات عند ممارسة هذا الحق ، وبالنهاية يبقى سؤال هذا المواطن مطروح ؛ هل هذا الشخص " البعبع" موظف لدى الدولة ويقوم بواجبه الذي يأخذ عليه راتبه؛ أم هو مجرد " بعبع" يستخدم من قبل من لهم صلة قرابة أو مناطقية أو مصلحة لإخافة الأخر عند مطالبته بحق له أوجبه له الدستور والقوانين التي انبثق عنه !.