زاد الاردن الاخباري -
تيديان كامارا، مهاجر سنغالي شاب، تعرض لـ ”الجحيم“ في ليبيا.. الشاب يحمل بصمات سوء المعاملة التي تعرض لها هناك، بُترت ساقه، لكنه حرص على عدم الاستسلام وعلى الاحتفاظ بكرامته.
وقال تقرير نشره موقع ”بي بي سي“ البريطاني إنّه على الرغم من إعاقته فإن الأب، المقيم في ماليكوندا، على بعد 80 كيلومترا من العاصمة داكار، لم يستسلم، ولم يتخذ من إعاقته ذريعة ليكون خاملا، أو عبئا ثقيلا على غيره بل على العكس من ذلك بدأ تيديان حياته من جديد ويدير اليوم متجرا لرعاية زوجته وابنهما.
غالبا ما يشار إلى الفقر والبطالة على أنهما السببان الرئيسان وراء رحلات الشباب الأفارقة إلى أوروبا، مخاطرين بسلامتهم وحياتهم، لكن بالنسبة للعديد منهم يتحول الحلم إلى مأساة.
قصة تيديان كما رواها التقرير، هي حكاية شاب أفريقي يحلم بالرفاهية، لكن طموحاته اصطدمت بواقع الحياة في ليبيا، البلد الذي تسود فيه الفوضى.
وكغيره من مواطنيه، أراد الشاب السنغالي الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، فغادر منطقة زيغينشور في كازامانس جنوب السنغال وتوجه إلى النيجر قبل دخول ليبيا، وعمره 24 عاما، وكانت بداية محنته.
روي كامارا تفاصيل القصة التي انتهت بمأساة ”ذات يوم دخل اللصوص المنزل نحو الساعة الـ 9 مساء وكان هناك ثلاثة منهم وبدأوا يطرقون الباب.. أردت الهرب فبدأوا بإطلاق الرصاص وأصبت في رجلي“.
في البداية، بحسب تقرير ”بي بي سي“، لم يتمكن تيديان من الحصول على العلاج لأنه لم يكن لديه جواز سفر لذلك أصيب جرحه بالتعفن وبُترت ساقه.
وبعد أن أمضى أشهرا في المستشفى لم يستطع كامارا العثور على عمل أو البقاء في ليبيا فطلب إعادته إلى وطنه، وهو ما حدث.
عند وصوله إلى السنغال، رفض العودة إلى قريته، لإحساسه بالخجل من مجتمعه لفشله في الوصول إلى أوروبا، فاختار الاستقرار في ماليكوندا جنوب السنغال ليدير متجرا للمواد الغذائية، هو الوحيد في حيه.
”في سعيه للبقاء فقد تيديان كامارا ساقه لكنه استعاد كرامته“، هكذا ختم التقرير قصة الشاب السنغالي الذي سكنه حلم أوروبا.