أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
‏بلسانٍ أردني مُبين: نرفض هذه التيّارات فيديو - الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية في متابعة للحادث الامني قرب السفارة الاسرائيلية في عمان .. قوات الامن العام تسيطر على الوضع والتعزيزات تبدأ بمغادرة المكان الأحد: الطقس سيتغير بشكل سريع وجذري ما بين الصباح وبقية النهار الاردن : اصوات اطلاق نار قرب سفارة الاحتلال في الرابية والامن يبحث عن الفاعل- فيديو مدير مستشفى كمال عدوان وعدّة كوادر طبية يصابون بطائرة مسيرة للاحتلال شمال غزة هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟ منتدون: المشروع الصهيوني يستهدف الاردن .. والعدوّ بدأ بتنفيذ مخططاته آل خطاب: التنبؤات الفصلية تشير لانخفاض معدلات الهطولات على الاردن العثور على سيارة الحاخام المفقود في الإمارات وشبهات حول مقتله الاردن .. طلب ضعيف على الذهب وسط ترقب الأسعار 15 شهيدا في قصف إسرائيلي على بعلبك .. وحزب الله يصد محاولات توغل %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين للاردن في 10 أشهر الاردن .. 3 طلبات تصل لمروج مخدرات اثناء وجوده في قسم المكافحة الاحتلال يطلب إخلاء مناطق في حي الشجاعية شرق غزة .. "منطقة قتال خطيرة" التوجيهي المحوسب .. أسئلة برسم الاجابة إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن
الصفحة الرئيسية آدم و حواء قلق الماضي أم ألقه؟

قلق الماضي أم ألقه؟

01-02-2010 10:58 PM

زاد الاردن الاخباري -

كريمان الكيالي - يتفق الناس في الحنين الى الماضي ، فهو الامس الجميل و الجذورالطيبة...ايام الطفولة ، جيرة زمان والاصدقاء الاوفياء ، حكايا الجدات ودفء الحارات ،الاسواق القديمة والازقة الضيقة، وذكريات الحب الاول في حياة كثيرين .
 الاحتفاظ بالدفاتر العتيقة والبومات الصور وتصفح مدونات الاوتوغرافات ، اقتناء مذياع قديم ربما لايعمل، جرامافون لانجيد تشغيله، هاتف من المعدن يصعب حمله، بساط بنسج اليد، جرار من الفخار او النحاس ومقتنيات كثيرة تعرف ب «الأنتيك» تزدحم بها ردهات البيوت حتى الفارهة صور مختلفة للتعلق بالماضي.

 كثيرون يعشقون الماضي ، يرون فيه اجمل سنوات العمر ، من خلاله بدأت رحلتنا في الحياة ، وبدونه ينتفي التواصل مع حاضر نعيشه ومستقبل نسعى اليه بكل طاقتنا وقدراتنا وتفاؤلنا، غير ان التعلق به يصبح قيدا وقد يتطور الى قلق يصعب علاجه بحسب مختصين .
 لعل اكثر ما يميزالشعوب المتقدمة انها استطاعت ان تخلق من خلال الماضي منظومة ومفاهيم حديثة ، او انها ابقت على ماهو ايجابي منه وقابل للتواصل مع مفردات العصر، فيما غيرها بقيت تتذمرمن الحاضر الموهوم .

 لايمكن لاي امة ان تعيش بلا ماض، فلا لاحاضر ولامستقبل بدونه يقول رئيس قسم الاجتماع بجامعة عمان الاهلية « د.عزمي منصور» ، فهو التاريخ والارث الكبير ، والامم التي تعلن قطيعة مع الماضي او تتنكر له ، تصبح مثل شجرة اجتثت من جذورها ، او كمن بقي معلقا في الهواء ، فالماضي مرحلة هامة من حياتنا بحلوها ومرها فيه الخبرة والتجربة حتى لو حمل بعض الالم ، وهوالاساس للتقدم والتطور الذي نعيشه وكل الاختراعات التي توصل اليها العلم الحديث بنيت على اساس متين هو»الماضي»الذي يشكل جذور حاضر نعيشه الآن سيصبح فيما بعد ماض هو الآخر.

 اما الحنين الشديد الذي يشعر به كثيرون الى الماضي كما يقول « د.منصور» فبسبب الحياة المعاصرة التي كلما ازدادت تعقيداتها ومشاكلها وهمومها كلما اشتعل الشوق الى ايام زمان حيث الهدوء وراحة البال ، ودائما نسمع كثيرين يرددون « الله يرحم ايام زمان او ساق الله على تلك الايام «، كلها عبارات تحمل حنين الى ماضي الاجداد ، الى حياة ابسط بكثيرمن هذه التي نعيشها ، في المقابل ماضينا نحن سيكون بسيطا بالنسبة لجيل ابنائنا ، كل جيل يصبح حاضره ماض بعيد في دورة الحياة والزمن.

 الاستفادة من دروس الماضي وجهة نظر يطرحها الفيلسوف الفرنسي «جان جاك روسو» في كتابه العقد الاجتماعي ، حيث يعتبره تراثا غنيا لبشر آخرين ولدوا بظروف مختلفة تعاملوا مع واقعهم ، والا لماذا تم استبدال الثور بالجرار الميكانيكي او العربة بالسيارة والطائرة مثلا ، والانسان لم يولد ليظل طفلا.. ويتفق معه في ذلك ايضا الشاعر البريطاني»ت.س اليوت « ففي قصيدته»اليباب « يعتبر الماضي الينابيع المتدفقة والخضرة والسهول والسهوب ، ويرى الحاضرعصرا خاليا حتى من العواطف ، ضئيل وجاف .

 الماضي في حياة البعض قصصا حملت كثيرا من الدموع والالم ، احلاما هاربة وطفولة شقية كما تحكي «نهى « فهناك الكثيرالمؤلم في حياتها،رحلت والدتها وهي طفلة ، تزوج ابيها من اخرى، وفقدت برحيل الام معنى الحياة، الاب كان ضعيفا امام سطوة الزوجة ، فتركت المدرسة وأدت احلامها في كنف زوج يكبرها بأكثر من عشرين عاما ، لكن الحاضر لم يكن افضل بكثير.!
 لايزال الماضي يعيش فينا ،كثيرون يتمنون ان يعودوا صغارا يلهون في الحارات . مايزال «ابو فارس 45عاما « يحن لايام الطفولة ، ويقول كلما شاهدت اطفالي يلعبون مع ابناء الجيران كرة القدم ، اتمنى لو اشاركهم اللعب ، لكني اخاف من تعليقاتهم التي لاترحم ، يضيف بان ايام زمان كانت احلى بكثير برغم بساطتها. يكفي انها تميزت براحة البال .

 ازدواجية النظرة للماضي ما تزال ضمن موروث اجتماعي يرى ماضي الرجل مغفورا وماضي المرأة مذموما ،وصورة قديمة تجمعها مع ابن عمها وكان خطيبها السابق قبل ان يرحل كانت ادانة لاتغتفر ل»رنا 34عاما» ، وكاد الامر بينها وبين زوجها يصل لابغض الحلال لولا ان قامت هي بتمزيق صورة المرحوم امام الزوج .
 بكل مافيه من ذكريات حلوة او مرة ، يبقى الماضي اياما عزيزة من الصعب شطبها من ذاكرة الزمان والمكان والانسان، فهو الحاضر والمستقبل ومرحلة من اهم مراحل العمرشئنا ام ابينا..!!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع