كل صباح، حين أوصل زينة إلى مدرستها أقف أمام متجر بجانب منزلي من أجل تصفح (الرَّأي)... ويلفت انتباهي سيارة لتدريب القيادة.. تقف منتظرة (المهندسة).. لا أعرف اسمها ولكن هكذا يناديها المدرب.
اقف بجانبهم، وتصعد المهندسة وثمة رائحة شديدة للعطر تملأ الشارع، وابتسامة على المحيا.. وما يعجبني في الأمر هو ارشادات المدرب.. اسمعه دائماً يقول: (رجلك قيميها عن الدعسة)، ثم يقدم جملة أخرى :(ركزي زبّطي المرايا..) وأحياناً وإمعاناً في الارشادات والنصائح يقول: (لأ.. لأ.. لا تحني ظهرك) اشعر انه درس لياقة أكثر منه (سواقة).
البارحة قالت المهندسة للمدرب: (شوف هادا الشب بلبكني بظل يطلع عليّ).. وأنا على الفور اعدت نظري إلى الصحيفة كي أوهم المدرب بأني منشغل في قراءة مقالٍ ما.
يعجبني مدرب السواقة.. هو يقدم ارشادات ونصائح ايجابية.. والمهندسة تستمع بامعان، وأحياناً ومن قبيل الاصرار والتحدي، يطالب المدرب المهندسة بان تخفف رجلها عن البنزين وهي تفعل ذلك ومن أجل زيادة الثقة والحماسة يصرخ المدرب: (أحسنت، أحسنت ممتاز.. أعطي غماز).
وفي هذه اللحظة ولدى أول متر قيادة.. أصرخ بأعلى صوتي: (سليمان... اجاك مارلبورو أجنبي).. هنا ونتيجة للصراخ تقف السيارة وتبدأ المهندسة بالشكوى للمدرب قائلة: (هيو شايف عم بلبّك فيّ).
نحن الآن في الدرس الثامن وأكثر مسافة قطعتها المهندسة هي (10) أمتار والسبب أنها كما تدعي .
اليوم استطاعت المهندسة تحريك السيارة.. وارتطمت قليلاً بالحاوية.. وأنا وحسونة وسليمان صارَ صباحنا مرتبط بمتابعة المهندسة والمدرب.. ولكن للأسف لم تتخط المهندسة حاجز ال(8) أمتار.. والسبب اننا جميعاً صفقنا .. وصرخنا تشجيعاً لها... وهي الأخرى صرخت وشكت للمدرب قائلة: (عم بلبكوني.. مو ئادرة أكمل).
أحياناً أشعر اني مثل المهندسة تماماً... أضع قدمي على دواسة البنزين وانطلق في الكتابة أقول في داخلي المدى مفتوح ولا محدّدات للسرعة.. ولكن هناك عبد الوهاب (بلبكني...).
لحظة كتابتي المقال علمت أن هناك اجتماعاً مع رؤساء تحرير اليوميات يعقده رئيس الوزراء.. أريد أن أكتب في الموضوع ولكني (متلبك)..
.. بصراحة عم (بلبكوني).
hadimajali@hotmail.com