... ان صحت الاخبار التي تتناقل بهدوء وتكتم بوجود حراك غير معلن يسير بخطى ثابته نحو تأسيس حزب يقوده باسم عوض الله وبمشاركة اسماء وشخصيات وطنية وعشائرية ذات حضور شعبي كبير قد تتلاشى شعبيتها حال تورطها بهذا التشكيل المشكوك بأهدافه و لا اعلم طبيعة القواسم المشتركة بين اولئك الرموز وشخص باسم عوض الله من حيث التوجه والبرنامج القائم على " تصفية الوطن " الذي تبناه لسنين عديده واوصل البلاد الى ما وصلت اليه ، والاكثر غرابة اعتبار هيئة شباب كل الاردن كنواة لهذا الحزب رغم نفي المعنيين بالامر وحضورهم الاجتماعات المتلاحقه !! ولا ادري هل تم تشكيل تلك الهيئة واعدادها لهذا الغرض وخاصة في ضل تساؤلات الناس والشباب الاردني عن غيابها الكلي تجاه الحراك الشعبي القائم في البلاد .
يبدو ان الرجل لم يكن مختفيا ومعتكفا كما فعل غيره ، ويبدو انه صاحب النفوذ الدائم حتى الساعة ولديه رموز وشخصيات لا زالت تدير معظم مؤسساتنا الرسمية وتتبنى برامجه التصفوية ، وان لدية القدرة حتى اللحظة على لملمة الشخصيات والرموز ( ان بقيت رموزا ) وتطويع هيئات شبابية اعتقد الناس انها تعمل وفقا لأجندة وطنية خالصة ، فعاد الرجل ولم تتغير او تخر عزيمته من اجل مواصلة النهج الاقتصادي الذي تبناه ولكن من خلال حكومة برلمانية يقودها ان تمت تلك التعديلات واعتمد نظام الحكومات البرلمانية في الانتخابات القادمة ، فان البلاد ستقع من جديد وان تمت العملية في براثن تيار الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي الليبرالي الذي فرغ الدولة الاردنية من مقوماتها الاقتصادية ونجح في تصفية كل المؤسسات الاقتصادية الكبرى بل وزاد من ارقام البطالة والاعباء الاجتماعية واتسعت معها قواعد الفساد والشللية والمحسوبية وكادت ان تتولد اعاصير تعرض البلاد لتغييرات ديوغرافية وجيوسياسية تهدد بقائه وتسمح لمشاريع الوطن البديل وتصفية القضية الفلسطينية لولا عناية الله بالناس وبالاردن .
لا احد يجهل طبيعة البرنامج والطموح الذي يحمله الرجل تجاه الوطن ، والكل يعلم حجم
الغضب الشعبي والبرلماني الذي لاقاه برنامج التصحيح الاقتصادي سيء الذكر والنتائج التي آلت اليها افكار الديجتال كما كان يطلق عليها في الوسط الاعلامي ، و تاريخ مؤامرات الرجل على حكومة الفايز والتخطيط المشترك مع الذهبي للتامر على الحكومات المتعاقبة واسقاطها حين تتعارض وبرامجه التصفوية وهو الأمر الذي ازعج الملك نفسه وادى الى تعكير اجواء البلاد والعلاقات مع النواب بسبب تلك المؤامرات وتصفية الحسابات بين الفرقاء ، اضافة لذلك فان مسلك الرجل والتحد غير الأخلاقي وغير المبرر في الصيف الماضي الذي وجهه لابناء الوطن حين شارك بعزاء قتلة الشهيبد وصفي التل رحمه الله والتي اعدها الناس صفعة ولا مبالاة لمشاعر الناس وكراماتهم ، وكذلك ما اشيع عن تورطه غير المكشوف بأزمة البورصات المحلية وتسلمه حوالة مالية بقيمة 6 ملايين و 224 الف دينار في البنك العربي خلال فترة التحقيق الاولية في قضية البورصة والصادرة من حساب شخص يدعى سعيد الجعبري و هو المتهم الاول في قضية البورصات التي توقف التحقيق بها واطلق سراح الرجل بعد تدخلات وضغوطات رافقت عمليات التحقيق !!
اي حزب واية مؤسسة وطنية ديمقراطية تلك التي سيقودها هذا الرجل الذي اتهم يوما وبقي صامتا حيال اتجاره بالبشر !! فهل من كان يمتلك راتبا لا يتعدى ال 600 دينار قبل سنين عدة ويمتلك الأن اكثر من نصف مليار دينار مؤهلا للعودة وخدمة الوطن او حتى مناسبا لحراك شعبي يدفع ثمنه احرار الوطن من اجل اردن خال من الفساد !!
والاجابة متروكة لابناء الشعب كافة وللمحلقين حول هالة الرجل و ناره خاصة .