هل ستتداول الأحزاب السلطة مستقبلا؟
ان الدور الأهم للأحزاب الوطنية هو تعميق الثقافة الوطنية وبناء المجتمع ، وانخراطها في الفعل اليومي بشكل مؤثر وفعال في كل مناحي الحياة ؛ لأن الحياة الحزبية يمكن ان يبنى عليها الحياة البرلمانية خصوصا اذا كان منسوب الوعي في المجتمع الاردني اصبح مستواه متقدما علميا وثقافيا. لكن هذه الأحزاب لم تستطع استثمار هذه الميزات للمواطن الأردني في عملية استقطاب للأفراد والانضمام الى هذه الاحزاب بشكل كبير مقارنة مع عدد السكان في الأردن.
تطالب الأحزاب الاردنية بتعديل قانون الانتخاب بحيث يتضمن القوائم الحزبية على قاعدة التمثيل النسبي ؛ لأن هذه الاحزاب تؤمن بأن قانون الصوت الواحد يتعارض مع تكريس النهج الديمقراطي وتنشيط الحياة الحزبية في الاردن ؛ لأن دور الاحزاب الاردنية مايزال محدودا في مجال تنشيط الرأي العام ، وانها لم تصل بعد الى ان تكون حلقة وصل بين المواطن والسلطة ، ولم يتم ممارسة الثقافة الحزبية حتى تكون رديفا للثقافة الوطنية لاستقطاب الافراد وجعلهم اكثر فكرا وثقافة وتطورا. ويجب ان يتضمن قانون الانتخاب وجود هيئة تشكل للاشراف على الانتخابات النيابية.
ولا ننكر ان الاحزاب قد مرت بفترة قمع من ناحية اعطائهم الحق في استخدام وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للتواصل مع الجماهير ، مما جعل النقابات المهنية تستولي على دور الاحزاب وانتشرت الصالونات السياسية ، فبقي دور الاحزاب في حالة ضعف وانحسار لقواعدها الشعبية ، مع ان الديمقراطية والتعددية الحزبية تتيحان المجال واسعا امام الاحزاب لطرح أفكارهم وبرامجهم ومقترحاتهم ازاء كل قضية في المجتمع لتساهم في صنع القرار.
ان عملية الاصلاح الشامل لابد ان يمر عبر العمل الحزبي ؛ بأن تشارك هذه الاحزاب الوطنية في هذا الاصلاح ويؤخذ رأيها بقانوني الاحزاب والانتخاب ؛ لأن هذا هو التحدي الحقيقي للعمل الحزبي وركيزة اساسية لتنمية الحزبية والانتماء الوطني ، بالاضافة الى مسألة هامة ، ألا وهي ان يتم توحيد بعض الاحزاب المتقاربة فكريا وايدولوجيا ويصبح لدينا احزاب قوية مؤثرة يمكن ان تدير دفة السلطة التنفيذية وتتسلم حكومة منتخبة وتمارس تداول السلطة فيما بينها أسوة بالدول المتقدمة ديمقراطيا.
بسام العوران