في سبيل الحصول على حسن سلوك دخل المتهم بلا تهمة إلى الدائرة من بوابة حديدية، كان هناك شرطي يقف بالباب ، أرشده إلى غرفة صغيرة، يجلس بها شاب بلباس مدني، أمامه سجل كبير، رمق المراجع بنظرة خاطفة وطلب هويته، سجل المعلومات التي على الهوية كاملة وقال:"إطفي خلويك... وانته طالع بتوخذه مع الهوية"؛ اقتاده شرطي آخر ودخل به إلى غرفة التفتيش سأله المسئول عن التفتيش " معك إشي..؟" رد هو "إشي مثل شو؟"... موس مشرط ناسيه بالغلط، شفره رايحه جايه، يا عمي شو هالحكي أنا دكتور مش فني تركيب موكيت، وما معي إشي طيب فتشوه..!، بما انك بدك تفتش ليش سألت؟...عشان تسأل، يرتفع مستوى التوتر لدى الدكتور، يأخذه شاب آخر لغرفة أخرى "بضم الألف" بعد أن صعد درجات قليلة ثم مرورا بكردور ضيق تشعر معه أن جدرانه ستطبق عليك، ثم بدءوا بنزول درجات إلى أن وصلوا إلى غرفة فيها تقريبا عشرون شابا، ذاك ملتحي وبلا شوارب، شاب آخر لابس "ومش لابس"، جميعهم يئن من بين ثنايا وجوههم ملل الانتظار، يدخل شرطي ينادي على اسم أحدهم ، يصطحبه إلى "المجهول"، جلس قرب شاب همس في أذنه : صار لي شهر رايح جاي كل يوم بلطعوني من الصبح للساعة ثنتين، وبقولوا تعال بكره، والله لو يقولوا انته بعت فلسطين لقول آه بس أخلص...بالمناسبة أنا فلان الفلاني عرفنا بحضرتك، التفت إليه والريبة تعتلي ملامح وجهه وفي قلبه يقول "والله شكلك واحد منهم".
القصة أعلاه ربما حدثت معنا جميعا أو مع ابن عم أو صديق لنا، عندما نراجع الدوائر الأمنية، نحن مذنبون حتى نثبت عكس ذلك، ومن هم مثل "شكلي" يشعرون عند التحقيق أن اسمهم "تهمة"، قبل أيام قرأت عن قصة حصلت مع كاتب أعرفه "من بعيد...بلاش نتورط" اسمه رائد عمايره، كتب مقال بعنوان "إنما أشكو من ظلمني إلى ربي" يتحدث عن الطريقة الوحشية التي تم التحقيق معه فيها وبدون توجيه تهمة وعلى ما أذكر فقد كتب أنه تم توقيفه لمدة شهر دون ذنب...طبعا.
دولة رئيس الوزراء...في انتظار الاستماع إلى أقوالك عند مكافحة الفساد، الشخص الذي سيجلس إلى جانبك هو منهم، نصيحة لوجه الله لا تحكي معه...وحاول تختصر!!!