الوصول لمجلس النواب مغنم للكثيرين من حيث السلطة والحصانة والمحسوبية , ونتساءل هل حقيقة بأن النائب يحصل على 500 دينار عن كل جلسة ما عدا راتبه الشهري , وبغض النظر عن الأمور المادية فنحن بحاجة الى نواب من طبقة الشعب الكادحة التي ستشعر معنا , وبصراحة اكثر الشعب يريد نوابا جدد غير الذين كانوا نواباً خدموا مصالحهم ومصالح اصدقائهم والحق يقال خدمونا بكل إخلاص حيث مرروا جميع القرارات التي أفقرت الشعب الاردني من ضرائب جديدة وغيرها بحجة حبهم للوطن الذي اغرقوه بمستنقع عميق جداً , ونحن بحاجة الشباب الذين يهمهم الوطن قبل مصالحهم الخاصة .. ونتمنى من الحكومة بأن تختار وزراء بحجم الوطن وان لا تختار الوزراء بالوراثه مثل باقي رؤساء الوزراء وان لا تجلب الاصدقاء والنسايب والمصالح ..
هذا الوطن بني من دماؤنا ويجب ان نحافظ عليه , وعلى الحكومة الجديدة ان تساعدنا وخصوصاً بظل جائحة كورونا وضعف الاقتصاد وازدياد نسبة البطالة الى ارقام فلكية , حيث الحكومة تدرك خطورة البطالة والتي تعمل على التفكك المجتمعي .
بالطبع الجميع وخصوصا دولة الرزاز وحكومته طالبت قبل رحيلها بتأمين إجراء الانتخابات المقبلة بصورة حرة ونزيهة بعيدا عن كل إغراءات المالي السياسي بكافة أشكاله وكمواطن أتمنى أن يحصل لا ولن يحصل .
وطبعاً " ضمان حرية ونزاهة الانتخابات المقبلة هي من أجل تأسيس حالة سياسية متوازنة بعيداً عن المصالح الشخصية من أجل ضمان قوة سياسية برلمانية قادرة على تحمل المسؤولية .
لقد بدأت الحملات الانتخابية صباح يوم الخميس ومثلي مثل أي مواطن أردني وجدت بأن المشهد الانتخابي عند بعض المرشحين باستعراضات كرنفالية مبهرجة من اليافطات والإعلام المرفرفة في الشوارع والطرقات , وقد كتب على بعض اليافطات عبارات مبالغه , وأكثرها استعراضية واقصد بانوراما ولا يافطة تتكلم عن الفساد ومن سيقضي على الفساد الإداري والمالي وحفظناها عن ظهر قلب , حيث كل أربع سنين تتردد علينا هذه العبارات ولم نرى جديدا .
طبيعي جداً في الحملات الانتخابية بأن يكثر الكذب والمراوغة والمبالغة في برامجهم الانتخابية , وكل مرشح يريد أن يكون مميزاً عن الأخر او في سبيل تكوين فكرة أو موقف ومظهر من المظاهر التي تميز مرشحاً عن الأخر ونعرف بان كل قائمة هناك مرشح قوي و الباقي الله اعلم ماذا نسميهم وبطرق دراميتكية .
الناخبون وحدهم من يتملكهم الحنين إلى من سيقول الحقيقة والصدق في المشهد الانتخابي , بل يتعطشون لهذه الرغبة الدفينة في الشفافية والصراحة من المرشحين وللأسف لن يحصلوا عليها .
والناخب الأردني ذكي جداً حيث وصل لمرحلة لا يهمه الشعارات التسويقية الزائفة والفاقدة للمصداقية وليس لها مضمون واقعي , والغرض منها هي ابتزاز الناخب من غير الاكتراث بمنطق التوافق مع أبجديات العمل السياسي الوطني .
ومن هنا ومن هذا الموقع نقول على عقلاء القوم والمثقفين الانتباه والحذر من السير وراء الدعايات والشعارات والحلول الحزبية وغيرها والتي تفاقم وتعقد المسائل والقضايا السياسية , او معالجة الأمراض والأمراض السياسية والتشريعية بالأدوية المسكنة , حيث نريد أن تعالج هذه القضايا ديمقراطيا وعلى مستوى عالي لضمان حقوق الدولة والمواطن في نفس الوقت .
والشعارات الانتخابية ينبغي أن تتناسب مع معطيات المرحلة وتكون واضحة الأهداف , والنائب هو نائب تشريعي وليس نائب خدمات حيث الخدمات هي من واجب البلديات والمؤسسات المختصة بهذه الخدمات , وليتجنبوا هذه الوعود الزائفة .
لذا يجب أن تكون البرامج الانتخابية وفق رؤيا المواطن وتبحث عن همومه وأولوياته بالدرجة الأولى مثلا " قانون المستأجرين" بدلاً من برامج المناسف والحلويات وسندوتشات ماكدونالد السريعة بالبطاطس الساخنة التي تعني " طعمي الفم .. تستحي العين " والتي ستصل البيوت في ظل قانون الدفاع ..
وأنا برأي الشخصي والمتواضع أكثر من فنجان قهوة سادة أو كاسة شاي ببعض الأوقات هذا يعتبر شراء لذمم الناس ناهيك عن طمع الناخب المزيد ومنهم من يطلب مقابل الصوت حيث الأجواء السائدة توحي بذلك .
وإذا تابعنا متابعة دقيقة للإعلانات والدعايات الموجودة بالشوارع او التي ستغطي شوارع المملكة الآن توحي بحقيقة أن لا خطة عمل لأي مرشح سوى شعارات غائمة ومستهلكة بخطوط عريضة وعرض صورهم بالأحجام الكبيرة مع فوتوا شوب وكل مرشح وحسب ميزانيته , وبعض اليافطات ستغطي عمارة بأكملها وهذه اليافطة بثمنها بإمكانك أن تطعم عائلة فقيرة لمدة ثلاث أشهر كاملة , وتقدم لنا هذه اليافطات والشعارات انطباعا عن المرشح بأن همه الوحيد الشعب والفوز بمشاعر الناس المستهلكة أصلاٍ من الأنتخابات القديمة بأي شكل من الأشكال وكأن اليافطات والشعارات هي من توصله الى طريق البرلمان .
الانتخاب واجب وطني والتقصير فيه يعني أن المواطن قصر بواجبه تجاه وطنه , والانتخاب حق دستوري نص عليه القانون وعليه عدم التخلي عن هذا الحق لكي نفرز نخبة من النواب تكون صادقة مع أنفسهم ومع مجتمعهم , وان نلجأ ونجرب نواب جدد من صلب المجتمعات الفقيرة والتي تحس بمعاناة الشعب والناخب عندها صاحب حق بمحاسبتهم على أدائهم , فصوتك للوطن ولا تعيش بعالم الفزعات فأنت مثقف وابن وطن غالي على قلوبنا .
وأخيراً جلالة الملك عبدالله الثاني يريد برلماناً مميزاً وحكومة قوية لكي نصل لدرجة نستطيع من خلالها العودة للتوازن والذي فقدناه سابقاً بظل حكومة كانت الأضعف بتاريخ الدولة الأردنية ونواباً اهلكت الشعب الاردني بتمرير كل القوانين التي أصدرتها الحكومة وبالأخر الحكومة حملت الخزينة أربعة مليارات زيادة على المديونية بدون فوائدها وللأسف ..