ونحن نخوض معركتنا المريرة في مواجهة هذه الجائحة التي أوجعت كوكبنا والتي كنا نلاحظ ستغير الكثير من مجريات حياتنا، جاءت لنا وفاجأتنا بفكيها المشرعتين، لم نكن نعلم بحضورها المكروه إلا انها حصلت، وبدأ العالم يشمر عن سواعده مستعرضا إمكانياته وحلوله في كافة الإتجاهات،
وبدأت تعرض البدائل والحلول لمعضلات تواجه البشر على كافة الأصعدة منها الإقتصادية ومنها الإجتماعية ومنها السلوكية ومنها الوقائية لكن أهمها برأيي هو معضلة كيف نكمل مسيرة التعليم دون الوقوع في فجوات تعيدنا نحو امية مستحدثة تلبس ثوب المدنية والتكنولوجيا المبهرة لكنها لا تليق بكل الأجساد !
ربما العالم المتقدم يسايرها ولو أنني على يقين بعدم اكتمالها فهي تبقى تعليمها جامدا يخلق مزيدا من التوحد والإنعزال ، لكنهم يبقون الأفضل في استخدامها كون آلية التعلم لديهم تتبع استراتيجيات تختلف عما هو في عالمنا الثالث الذي بدأ باستخدام بعضا منها لكن على قصور لم يرقى لما نطمح إليه، فعندما اتخذت وزارة التربية والتعليم قرار تعليق الدراسة لتكون عن بعد ، لم يخطر ببالها الكثير من الحقائق والتي ربما هي حاضرة لكنهم انصاعوا لمتطلبات قست على الجميع وليس علينا فقط إلا أنه لا بد من الإشارة لها، فالتعليم عن بعد في بلادنا برأيي يمؤسس لتعميق الطبقية والهوة بين الميسوري الحال وبين الطبقة الوسطى والفقيرة بشكل لا يرضى عنه ضمير، فالأغنياء في بلدي يمكنهم توفير كل سبل الراحة وكل متطلبات التكنولوجيا المنشودة والذين غالبا لا تكون أسرهم كبيرة العدد فالوضع يبقى لديهم مقبولا ولا يشكل عائقا حياتيا لهم ،
اما السواد الأعظم في بلدي فهم من متوسطي الحال وربما يجوز أن نقول الطبقة المعوزة الفقيرة ذات الحجم العددي الكبير وذات المقدرات المتواضعة جدا فكيف سيواجهون هذا الوضع المربك المحزن الذي لا يناسب أوضاعهم المعيشة والمادة ابدا ؟
ولا ننسى من هم على أطراف الوطن وفي المناطق النائية التي ربما لم تسمع بهذه التقنيات والتي تعاني شظف العيش وقسوة الظروف، فهل نتركها لمصيرها ولأمية عائدة لأبناءهم رغم أشكال معاناتهم الحياتية المتنوعة التي يواجهونعا ، هذا إضافة إلى أن الأهل في تلك المناطق ليسوا على معرفة وإدراك غالبا لمتطلبات هذا التعليم والأمهات المشغولات برعاية أسرهن الممتدة ومصاعب الحياة التي لا تسمح لهن بمتابعة أبناءه وبأدنى المستويات ، ولا ننسى أيضا ان معظم طلابنا يصعب ضبطهم في الصفوف فكيف سيكون عن بعد ودون تفاعل مباشر مع معلميهم وقدواتهم في التربية والسلوك فاي قيم سيحصدون من خلال هذا التعليم سوي المعرفة العلمية الصماء!! ،
لذلك ما نرجوه وبلسان الاغلبية الصامتة أعيدوا فتح المدارس لتستقبل أبناءنا فهم ثروتنا واملنا ومستقبلا الذي نرجوه، فهناك سيتعلمون حقيقة التعامل مع متطلبات المرحلة وهناك سيتفاعلون افضل بكثير فالمدرسة هي حاضنة الاجيال وليس جهاز الكمبيوتر المبرمج، والتلميذ في مدرسته يشعر بأنه إنسان لا روبوت يستمع فقط ولا يندمج بكافة أحاسيسه، وفي مدرسته سيتعلم كيف يواجه كورونا بسلاح الوعي والإدراك والإنتماء لمؤسسته التعليمية التي هي اللبنة الأولى في بناء المجتمعات الراقية والحداثية المتقدمة وليس بلغة البعد والتأشير..
لك السلام يا وطني ولأبناءك الطلبة سلاح الغد وأمل المستقبل كل أمنيات النجاح والتوفيق في مسيرتهم التعليمية البناءة الشمولية،