بقلم : محمد الوشاح - من نعم المولى علينا في الأردن أن وهب لنا قيادة هاشمية مباركة ، تمتلك الرؤية السليمة والإرادة الحكيمة للمضيّ بشعبنا ووطننا قُدماً الى الامام ، وقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة ، أن حياة المواطن هي أولوية استراتيجية للقيادة الاردنيه ، ويتجسد هذا القول باستنفار الدولة بكافة طاقاتها وجهودها وبقيادة مباركة من جلالته منذ اللحظات الأولى لانتشار جائحة كورونا لمواجهة هذا الوباء ومحاصرته .
إن متابعة جلالة الملك لأحوال الوطن والمواطنين ولكل صغيرة وكبيرة في البلاد ، تُعد مضرب مثل لنا كأردنيين أمام العالم ، وقلما يوجد قائد مثله يتابع أدق التفاصيل التي تهم المواطن ويواكب أمور شعبه وقضاياهم ويقلق على صحتهم وسلامتهم ، كما هو أبو الحسين ، وهذا نهج ملكي عوّدنا عليه جلالته منذ لحظة تسلمه دفّة الحكم في البلاد ، وهو ليس بغريب على العائلة الهاشمية طوال مسيرتها التاريخية .
ويؤكد جلالة الملك دائما أن سيادة القانون في المملكة مُصانة ولن يتم التهاون مع أي شخص يتطاول على الوطن أو يعتدي على رجال أمنه أو يسيء للمواطنين ويروعهم ، ولاحظنا بالأمس كيف اهتم جلالته بالجريمة البشعة التي ارتكبها أشخاص خارجون على القانون بحق فتىً مواطن في مدينة الزرقاء ، ومتابعته لتفاصيل العملية الأمنية الدقيقة التي نفذتها قيادة الشرطة الخاصة وقادت إلى القبض على الجناه ، وتوجيه المعنيين كذلك بتوفير العلاج اللازم لهذا الفتى ، مشدّدا جلالته على ضرورة اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروع الناس ، لافتا إلى أهمية أن ينعم المواطنون بالأمن والاستقرار والأمان .
ومثلما يهتم بالمواطن الأردني فلا يتوانى جلالة الملك بتقديم العون والمساعدة لأي مواطن عربي ، حيث أصدر مؤخرا توجيهاته بتوفير العناية الصحية لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات بعد اعلان اصابته بفيروس كورونا ، والذي بدوره وصف مواقف جلالته بأنه مثال للحكمة والعزة والرفعة والخلق الكريم ، داعيا الله أن يديم أبا الحسين منارة للحكم الرشيد والنزاهة والإنجاز ، كما وقف الاردن قبل ذلك وبتوجيه من جلالته مع الاشقاء في لبنان إثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وأودى بحياة العشرات وإصابة الآلاف ، حيث تم اقامة مستشفى ميداني هناك إضافة الى تسيير جسر جوي لنقل المساعدات للبنانيين المتضررين .
ومثلما قدّم الاردن للبنان فقد قدّم لكثير من الشعوب والدول الشقيقة والصديقة المساعدات الانسانية والطبية ، جراء ما واجهته من أزمات وحروب وكوارث وفيضانات وغيرها ، وها هي غزه وفلسطين شاهدة على ذلك ، وخلاصة القول فإن سيرة جلالة الملك حافلة بالمواقف الانسانية والوطنية العظيمة التي لم تنقطع يوما ، إذ تعزز النهج الهاشمي المتأصل في الدولة الأردنية منذ تأسيسها ، فجلالته يقدم دوماً أروع رسالة للعالم ، كونه القائد الذي يعيش نفس الاحاسيس التي يعيشها المواطن والمقيم على أرضه على حد سواء ، ولعل ذلك نهج مستمر سار عليه الهاشميون على مدى تاريخهم الوطني والقومي المُشرّف ، لأنهم بالأساس أصحاب رسالة انسانية خالدة ، هدفها الأول والأخير الإنسان وكرامته ، وختاما لا يسعنا الا أن نقول حمى الله الاردن وشعبه آمنا مستقرا مزدهرا ، بقيادة جلالة سيدنا ومولانا عبدالله الثاني ابن الحسين رعاه الله وأعز ملكه