زاد الاردن الاخباري -
بقلم عبدالله وجيه ابوخضير - تألمنا ..... أدمعت قلوبنا قبل أعيننا ... و أطلقنا (هاشتاجات ) و عبارات الم وحزن..... و تسارع الجميع ليبحث عن بريق امل و سبيل مصلحة و حشد التأييد ....نظرنا للقضية ...للمجتمع .. لنرسم أجمل كاريكاتور و نضع أجمل منشور مثير للشفقة و ناقد للواقع على مواقع التواصل الاجتماعي .... و نسينا ذلك الجسد نسينا شعور الحدث .. جميعنا حوله و كلنا نتألم و ببراءة يراها هو ويفرح قلبه و يهون عليه المصاب و لا يعلم أنها مجرد ثورة ساعات... أيام... ويختفي الشعاع و تنطفئ القضية و تتلاطم من ورقة لأخرى و هو عاجز في منزله يقطن لن تعاني تلك الحشود عندما يظمئ و ينتظر احدهم و لا يأتي ... عندما يشعر بالبرد في المساء و ينتظر من يمر من جوار سريره ليلبي النداء و ستمر السنين و يحلم بالبنين فكيف السبيل و أين المستنكرون ..... و يحين وقت العمل ولا يدين للعمل و لا عين للوصف أو البحث.... فماذا استفاد هذا الشاب من ثورة التواصل الاجتماعي ونحن في منازلنا دافئون .... نستنكر و نثور و نعود بعد شهور بجريمة أبشع و حشود جديدة... أترون حجم الهوان و حجم الخيبة نحن يدا واحدة من وراء الشاشات... من شرفة مزهرة و فنجان قهوة و نضغط (أحزنني ) لنلقي عليها كل تعابير الحزن لتحمل برقية الأسف ..... وفيات (أحزنني )... إصابات (أحزنني ) ... زوج فقع عين زوجته بعد قهوة الصباح و ارجيلة المساء (أحزنني ) .. و أخرى فوق جثتها نحتسي الشاي (أحزنني ) و أخرى ...واخرى (أحزنني)و (أحزنني) ألما نفهم بعد ؟ ... ألم تصلنا الإجابة ؟؟.... نثور.... نثور و نعود بعدها لشقاء يومنا و كأننا بتلك النقرة غيرنا واقع أو أوصلنا صوتنا و صرخنا لا نحن هنا نصرخ في فراغ كبير نصرخ و يعود لنا صوتنا فنظن أننا تحركنا و تحركت معنا حشود.... أي حشود تلك التي نبحث عنها و نتكئ عليها حشود إذا نشرنا الخبر أنبتنا و ادعت الخصوصية و رقة القلوب من قسوة المشهد و إن صمتنا خوفا على مشاعر الجميع القوا علينا أصابع الاتهام واللوم و قالوا قلوبنا ميتة وضمائر فاترة و لا يعلموا أن القلوب مثل الجمر أصبحت مشتعلة على دوام الحال فكل ما يجول حولنا مؤلم و قاسي في ظاهره الدفء و في باطنه الفتور حروفنا مستنفرة فقد أصبحت مصفوفة في السطور متأهبة بين حين و آخر لتعبر عن ذات الشعور لضحايا اختلفت فيها الوجوه وتسوء فيها القلوب و تتفنن فيها أساليب التنفيذ و كأننا في سباق نحو القبور و لكن بأزياء جديدة و تصاميم تراعي تغير الأيام ..... نبكي على مجتمع تفككت فيه ابتسامة الصباح و يمر فليها الأخوة بلا سلام و متحصن في منازلنا ننتظر ألم الأيام فقد أصبح أمرًا لا مفر منه فحاصرتنا الهموم و المآسي... عجبي على حروفي فقد تمردت على صياغاتي و نظمي و ارتصافي أبت أن تكمل فلو أكملت ستبكي و تسيل و تفسد النسق و الترتيب حزينة تكتم و خوفي عليها من بوحٍ رهيب يتسلل في صمت الحشود و برد تشرين ماذا حل بك يا تشرين و كأن أبناءك في الجحيم وأنت تعلن عليهم الحداد ما ذنبي و ذنب الأيام لان تنزف بصمت و تلقي علينا لعنة قسوة القلوب و كأننا في بلاد لا تعرف رحمة و لا دين .... لنعود لأقوال صبرا آل ياسر و نتلفت خوفا من ثأر الحروب.... جف قلمي و ارتجف قلقا و لم يعد للحروف صدا ولا دفء مطمئن ف حتى تلك السطور أصبحت تنزف و نزفها يجري في نهر ال لا تغيير