زاد الاردن الاخباري -
أثارت عملية قيام مسلحين ملثمين بخطف اثنين من المصلين فجر الأربعاء من أحد مساجد مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة جدلا وانتقادات واسعة للعملية التي تخللها إطلاق نار أمام المسجد لتفريق مصلين خرجوا لنجدة المختطفين.
وقد وقعت الحادثة عقب نشر تسجيل لأحد المختطفين، وهو يوجه انتقادات لعدد من مسؤولي حركة الجهاد الإسلامي، بينهم مسؤول عسكري في الحركة، حيث تخلل التسجيل قيام ذلك الشاب بحرق مقتنيات منزله البالية من الفقر، وقال إن الفقر لحق به لوقف مخصصاته، وبدا الشاب وهو يتحدث بالتسجيل أنه من ناشطي الحركة، وله خلاف مع قادتها.
وتلا ذلك أن أعلن عن قيام مسلحين بخطفه وشقيقه بجانب شاب آخر، من مسجد “الأنصار” بمدينة خانيونس جنوب القطاع، ووثق مصلون تلك اللحظة بكاميرات هواتفهم النقالة.
وأصدرت وزارة الداخلية في قطاع غزة بيانا أعلنت فيه أنها تابعت ما وقع من اعتداء مجموعة مسلحة على المصلين في مسجد “الأنصار” أثناء صلاة فجر الأربعاء، وقد فتحت الأجهزة المختصة تحقيقاً في الحادث.
وأكدت أن لا أحد فوق القانون، وأنها لن تسمح بتهديد أمن واستقرار المواطنين، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين.
كذلك استنكرت وزارة الأوقاف في غزة اقتحام واعتداء مجموعة من المسلحين على المصلين بالمسجد، وأكدت أن للمساجد حرمة لا يجوز لإنسان أيا كان، أن ينتهكها لأي سبب من الأسباب، مطالبةً النائب العام بفتح تحقيق فوري في الواقعة ومحاسبة الفاعلين، كما طالبت الجهة المسؤولة عن هؤلاء المسلحين برفع الغطاء عنهم ومحاسبتهم، ورد الاعتبار لوزارة الأوقاف ولرواد مسجد الأنصار.
وقالت إن الحادثة وقعت “بينما كان المصلون يؤدون صلاتهم، وفي الركعة الثانية تحديداً، إذ فوجئوا بما يزيد عن 15 مسلحاً يقتحمون المسجد عليهم، ويقومون باختطاف بعض المصلين، دون مراعاة لحرمة بيت الله، ولا لشعيرة صلاة الفجر المعظمة المشهودة”.
وقد دانت أيضا عائلة الرقب التي ينتمي لها المخطوفون العملية، وقالت في بيان لها: “نحذر ونحمل الخاطفين المسؤولية الكاملة عن سلامة أبنائنا، وهم معروفون لدينا وسنحاسبهم وسنلاحقهم أمام القانون والعرف”.
من جهتها عبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن أسفها ورفضها الشديدين للحادث الذي وقع، وأعربت في بيان لها عن “اعتذارها وأسفها” للمصلين في المسجد وأهالي الحي ولعموم الرأي العام.
وأكدت أن ما حدث هو “تصرف غير مسؤول، وأن الحدث برمته قيد المتابعة والمعالجة داخل الأطر الحركية والتنظيمية ومع الجهات ذات العلاقة”، وقالت: “سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة كل من تسبب في الحادث وأسبابه”.
وقالت: “ستقوم الحركة في محافظة خانيونس بمتابعة الأمر وعمل كل ما يلزم إحقاقا للحق وإرضاءً لأهلنا”، وأضافت في نهاية بيانها: “إننا في حركة الجهاد الإسلامي سنبقى دوماً كما عهدنا أبناء شعبنا صمام أمان للسلم الأهلي والمجتمعي، وسنحمي طهارة السلاح الذي يحمله مجاهدونا لمقاومة العدو والرد على جرائمه وعدوانه”.