زاد الاردن الاخباري -
قال الوزير السابق والعين الحالي الدكتور محمد المومني إن خطاب الحكومة السياسي يجب أن يكون خطاب دولة، يركز بالبناء على ما سبقها ولا تقدحه وتتصرف انها قادمة لإصلاح الخراب الذي عم وساد، وهذا أخطر أخطاء حكومة عمر الرزاز السابقة في بداياتها غذّى الشعور بالاحباط والسوداوية لدى الناس.
تاليا نص مقالة المومني على صحيفة الغد:
سيترك للتاريخ الحكم على اداء الحكومة المغادرة. اغلب الظن ستذكر انها ذات سجل مختلط بين الانجاز والاخفاق، نجحت في تمرير مرحلة صعبة وحاولت الاشتباك مع الناس، ولكنها بذات الوقت غرقت في التنظير والشعارات ولم تكن مقنعة او منجزة بعديد من وعودها.
تأتي حكومة جديدة لتبني على ما انجز قبلها وتصلح ما كان اخفاقا. طغت الحسابات الجغرافية والديمغرافية على تشكيلة الحكومة الجديدة استجابة للواقع السياسي لبلدنا، ومع ذلك لم تسلم من النقد، وان كان بدرجة اقل بكثير من سابقتها. بكل الاحوال، نحن اليوم امام نخبة من ابناء الاردن من خيرة كفاءاتها، عهد اليها قيادة السلطة التنفيذية، والحكم يجب ان يكون على الانجاز والعمل، وليس على اي اعتبارات اخرى كان معيبا تناول الابعاد الشخصية منها.
أمام الحكومة مهام كبيرة وسريعة، وسيبدأ الراي العام بتشكيل انطباعاته التي ستظهر لاحقا في تقييم المائة يوم الاولى. نحن الآن في مرحلة النصح وتسليط الضوء على هواجس الرأي العام كي تنتبه لها الحكومة. الحكومة معنية بالرصد والمتابعة والاشتباك بإقناع وواقعية مع الرأي العام.
خطاب الحكومة السياسي يجب ان يكون خطاب دولة، يركز بالبناء على ما سبقها ولا تقدحه وتتصرف انها قادمة لإصلاح الخراب الذي عم وساد. هذا اخطر اخطاء الحكومة السابقة في بداياتها غذّى الشعور بالاحباط والسوداوية لدى الناس، وهو ادعاء غير صحيح وغير موضوعي. الانجاز بالاردن تراكمي وتلكم من ابجديات السياسة في الاردن.
على الحكومة الجديدة ان تبتعد عن الشعبوية وتتخذ القرار الذي يحقق مصالح الدولة وتشرحه للناس، وقد كان مما اثلج صدور كثيرين تأكيد رئيس الوزراء في أول تصريحاته انه لن يكون شعبويا. هذه ايضا من ابجديات السياسة في الاردن. تخيلوا لو ان القرار في الاردن عبر تاريخه كان شعبويا! لقد هتف الناس بالشوارع ضد هزاع ووصفي لأنهم اتخذوا القرارات الصحيحة غير الشعبوية، وها نحن الآن نرى صواب قراراتهم ووطنيتها ونهتف بحياتهم. تخيلوا لو ان قرار اتفاقنا مع صندوق النقد خضع للشعبوية! لكان الاردن مثل لبنان لا قدر الله.
الحكومة في بداية عهدها معنية ايضا بالانتباه لسقف التوقعات واطلاق الوعود. خطاب الرد كتاب التكليف جاء بعديد من الوعود، لذا وجب الانتباه لعقلنة وترشيد ما يمكن تنفيذه منها عندما يبدأ العمل بالخطة التنفيذية للحكومة. والاهم من كل ما سبق، ان يكون هناك اشتباك جماعي اتصالي وليس إعلاميا فقط مع الناس والقطاعات، لشرح واقع الحال وتشخيص الصورة الوطنية بموضوعية بما لها وما عليها. أعلم تماما ان وزراء ورئيس هذه الحكومة قادرون على الاشتباك والاقناع، يتفهمون النقد ويقبلونه، ولا يقلبهم بوست على فيسبوك رأسا على عقب! من دلالات ادراك الحكومة لضرورات الاشتباك وصياغة رواية حكومية مقنعة، تشكيلها للجنة وزارية اعلامية فيها المعنيون من الوزراء بالإعلام، وهذه سابقة تؤشر إلى اننا سنكون امام خطاب رسمي مختلف.
معنيون ان نتمنى للحكومة الجديدة النجاح والسداد، والاهم، ان نشتبك معها على اسس موضوعية، فذاك اكرم لنا وما سيحقق لبلدنا التقدم.