زاد الاردن الاخباري -
كشف تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن الفظائع والممارسات الوحشية التي تتعرضن لها المسلمات الحوامل من أقلية الإيغور على يد الحكومة الصينية، خلال عمليات الإجهاض القسري.
وتناول التقرير معاناة "غولزيا موغدين" التي داهمت الشرطة بيتها أواخر عام 2017 في شينجيانغ بغرب الصين، قبل أن ينقلها إلى المستشفى لإجبارها على الإجهاض، بحسب قناة الحرة الاميركية.
كانت موغدين، البالغة من العمر 39 عاما، انتقلت إلى كازاخستان لتعيش مع زوجها، وهو مواطن كازاخستاني، وهي أم لطفلين من زواج سابق، طلبت منها السلطات الصينية العودة، وعندما عادت وكانت حامل تم اعتقالها.
وقالت إن السلطات بدأت في اليوم التالي بالضغط عليها لإجراء عملية الإجهاض، قاومت وقالت لهم إنها لا تستطيع فعل ذلك دون موافقة زوجها.
وبعد شهر تم استدعاؤها وإخبارها أنها إذا رفضت الإجهاض، فسيتم محاسبة شقيقها، وخوفا من أن يتم حبس شقيقها بسببها، رضخت موغدين للأمر وأجرت عملية الإجهاض.
وتعاني الأقليات في شينجيانغ وخاصة النساء من عمليات الاعتقال والإجبار على الإجهاض والانفصال عن الأسرة، ومن قيود على اللغة وممارسة العبادات.
وأظهرت وثائق حكومية أنه يتم إجبار العائلات على الانفصال، وأن هناك الآلاف من أطفال الإيغور يتركون بدون آباء، وفقا للباحث البارز في شينجيانغ أدريان زينز.
** انخفاض المواليد
ويقول زينز إنه يتم حبس النساء مع أزواجهن وإخوانهن وآبائهن وأبنائهن في معسكرات الاعتقال، وقد أبلغ الناجون عن تعرضهم للضرب والإيذاء والإكراه على إجراء عمليات تتسبب بالعقم.
ووفقا لتقرير نشره زينز، تهدف الحكومة لخفض معدلات المواليد في الإقليم، وتقوم بالتشجيع على زرع اللوالب داخل الرحم لمنع الحمل، وإجراء عمليات تتسبب بالعقم لدى الرجال على نطاق واسع.
إقليم شينجيانغ غربي الصين غني بالموارد الطبيعية، ومساحته تعادل مساحة إيران تقريبا، وهو موطن لحوالي 11 مليون من الإيغور المسلمين وهم أقلية ناطقة بالتركية، إضافة لأقليات أخرى مثل الكازاخيين والهويس والتتار وغيرهم من الأقليات ذات الغالبية المسلمة.
وبدأت السلطات الصينية حملة عام 2016 ضد تلك الأقليات، بحجة أنهم يقومون بمحاولات انفصالية عبر هجمات متفرقة نسبت إلى الإيغور، وتتذرع الصين بمحاربة الإرهاب والتطرف ومحاولات الانفصال.
الوقائع على الأرض تشير إلى عكس ذلك، ويقول ناجون من معسكرات الاعتقال ومتحدثون من جمعيات حقوقية وحكومات أجنبية إن عمليات الاعتقال تعسفية، وتعود لأسباب مثل الصلاة أو السفر إلى الخارج.
وتقول السلطات الصينية إن معسكرات التلقين السياسي في شينجيانغ هي مراكز تعليم مهنية، فيما يؤكد ناجون أنهم يوضعون في زنزانات ضيقة، ويدرسون لغة الماندرين الصينية أثناء جلوسهم على أرضية خرسانية باردة.
** هل يوجد الله؟
بينما ذكرت زومرت داوت، أنه تم وضعها في زنزانة ضيقة مع 27 امرأة أخرى، وكل يوم، كان يتم اصطحابهن إلى "فصل دراسي"، حيث يدرسن لغة الماندرين الصينية وأيديولوجية الرئيس الصيني شي جين بينغ، أثناء جلوسهم على أرضية خرسانية باردة.
وقالت : "كل يوم عندما نغادر الزنزانة يسألوننا هل يوجد الله؟"، وأضافت "في اليوم الأول سكت ولم أجيب، إلا أن الحارس استخدم هراوة بلاستيكية وضربني وسألني لماذا لا أجيب؟ وكنت خائفة من الضرب فقلت لا، لكن الله بقي في قلبي".
وأشارت إلى أنها ذات ليلة شاركت حصتها من الخبز مع سجين مسن كان يعاني من مرض السكري، وعندما شاهدها حارسان تفعل ذلك، قاما بضربها وتعذبيها، وقالت " عندما صرخت: "الله!" قال لي أحد الحراس: إن كان إلهك عظيمًا فادعه فيخلصك".
تم الإفراج عن داوت بعد أن ناشد زوجها الباكستاني مرارًا وتكرارًا سفارته ومكتب الأمن العام في أورومتشي وهدد بالتحدث إلى صحفيين أجانب. غادر الزوجان وأطفالهما الثلاثة البلاد واستقروا في نهاية المطاف في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة.
** إدانة دولية
وأدلت داوت بشهادتها في سبتمبر الماضي خلال كلمة لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لأنها كما تقول أرادت مساعدة نساء شينجيانغ الأخريات اللواتي عانين مثلها.
ويقدر خبراء أن أكثر من مليون شخص من الأقليات العرقية وضعوا في معسكرات الاعتقال منذ بدء الحملة، كما تقوم السلطات بعدة إجراءات لخنقهم، ومنها حظر تطبيقات على الهواتف مثل الواتساب.
وأدانت 39 دولة من بينها بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا الأسبوع الماضي الصين بسبب سياساتها في شينجيانغ، وأثارت هذه الخطوة انتكاسة سريعة لعلاقة بكين مع الخارج.
وتتهم الصين عدة دول أجنبية بنشر معلومات كاذبة وفيروس سياسي، إضافة إلى التدخل في الشؤون الداخلية لها.
وتؤدي هذه الخطوات القمعية لزعزعة صورة الصين الخارجية مما قد ينعكس سلبا على علاقاتها مع الدول الأخرى وعلى تجارتها واقتصادها، ويؤدي لفرض عقوبات عليها لردعها عن ممارساتها الوحشية.