زاد الاردن الاخباري -
دولة الرئيس الخصاونة ... أحسن صُنعاً حين افتتح زياراته التفقدية للاطلاع ورفع المعنوية وتقديم الدعم لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد،وأكد دعمه وتمكينه للهيئة للحفاظ على المال العام ولجم الاستنزاف والهدر وخاصة أننا نمر بضائقة غير مسبوقة لعدة ظروف محيطة وعلى رأسها جائحة الكورونا.
وأعقب هذه الزيارة بزيارة للأمن العام، أثلجت صدور الرأي العام كافة،خاصة بعد سلسلة الجرائم المروعة،والسطو وترويع المواطنين. وهنا جمع الخصاونة بين الحفاظ على الامن ومال الخزينة،وهي رسالة خاصة للمسؤولين وللشعب الأردني تأتي في هذه المرحلة الدقيقة أن لا حصانة لفاسد ولا حماية لمجرم وان الحكومة ستشهر سيف العدالة حتى يعود الامن إلى الشارع والمال المنهوبة إلى خزينة الدولة ،فالحق أحق أن يأخذ مجراه ومداه.فقد ولى عهد الشللية والتستر على المجرمين من لدنَّ المتنفذين.ففي هذا البلد الصابر المرابط لا احد فوق القانون.
في هذه العجالة ،ومن باب التذكير للرئيس الجديد الدبلوماسي العتيق والقانوني الضليع أن نضع بين يديه وعلى مرآي من عينيه قضية بالغة الخطورة ولها انعكاسات كثيرة ومتشعبة،وهي بالتالي تندرج تحت عنوان الفساد المقنع.الفساد لا يقتصر على سرقة المال العام بل يتعداه إلى الإهمال وسوء الإدارة والتراخي والترهل. الرشوة فساد كما الواسطة والمحسوبية واحتلال المواقع المتقدمة بلا حق أو انتزاع أحقية إنسان آخر لم يجد ظهراً يدعمه أو واسطة تسنده. والأمثلة كثيرة لا تكاد تخلو منها دائرة ولا مؤسسة او وزارة.
لو سألت أي مواطن مهما كان بسيطاً وساذجاً عن علم الإدارة ،لكان الجواب الفوري وضع الرجل المناسب في المكان المناسب،وان يكون المسؤول مشبعاً بالقيم النبيلة والسلوكيات الحسنة والكفاءة والخبرة.هذه هي البديهيات في كل بقاع الدنيا هي السائد والمتبعة.لذلك ارتقت وتطورت وبلغت ذروة القمة.من هذا السياق عندما تتساوى المؤهلات أن تلجأ الحكومة إلى سلم التنافس وقدرة المتنافسون على الصعود إلى أعلى الدرجات ثم يجري الاختيار بحق وحقيقة.وتنتفي بعد الحسد والحقد بين الموظفين لان المتفوق هو الأجدر بالترقي والرتبة الأعلى وتسلم دفة القيادة بجدارة.فأهل العلم والتفوق هم حملة مشروع الدولة الأردنية الحديثة التي يعمل جلالة الملك عبد الله عليها منذ عقدين.
ـ دولة الرئيس... الدولة الأردنية ما زالت تقطف الثمار المُرة والفاسدة،من تسلم غير ذوي الكفاءة الكثير من المناصب القيادية .وما نحن فيه سببه الأول والأخير الواسطة والمحسوبية والمحاصصة والمناطقية للمناصب في كل قطاعات الدولة مما عوقها واعاق تقدمها وحداثتها.
ـ مثالاً لا حصراً،نظرة فاحصة للأمناء العامين،المدراء العامين،عدد من أصحاب العطوفة والسعادة ، رؤساء ومدراء و أعضاء مجالس الإدارة في الشركات التي تساهم فيها الحكومة بنسبة عالية ، يركبون الكراسي منذ سنوات طويلة دون إفساح الفرصة لدماء جديدة خاصة الشباب الذين يحملون الدرجات العلمية العالية حتى ان بعضهم دخل في حالة كآبة جراء البطالة والفقر والفراغ.
ـ دخلت المملكة المئوية الذهبية من عمرها، ومازال القطاع الحكومي يراوح مكانه ويعاني من ترهل وأمراض مزمنة لان من يديره مجموعة من الأقدميات وليس الكفاءات وعندما يدير شخص غير مناسب ولا يملك أي كفاءة مؤسسة او دائرة أو وزارة،فإنه يحارب ويقتل الكفاءات حتى لا يظهر أحد بجواره يخطف منه الأضواء فيناصبه العداء ويهمشه واحيانا يتخلص منه بالفصل ،وهذا ظلم للموظف وتخريب للإدارة.
ـ كيف نتقدم ونحن نفكر بعقلية الماضي،العشائرية،المحاصصة،المحسوبية،الواسطة وانت جئت من أرقى جامعات العالم ـ الجامعات البريطانية. لذا يجب ان تدير الأمور بعقليتك الشبابية الخلاقة المتوثبة وتكسر القوالب القديمة حتى تسجل لك بصمة متفردة وفريدة بعكس من سبقوك حيث كسر المواطنون خلفهم الجرار الفخارية عنوان سعادة .
ـ ان وضع كفاءات محدودة،وأصحاب مواهب محدودة ولدّ البغضاء بين أبناء الوزارة /الدائرة / المؤسسة الواحدة ثم خلق النقمة على الحكومة لذا نرجو ان تستعمل منجل العدالة لقص الأعشاب اليابسة والضارة واستنبات نباتات مفيدة ونافعة.ونوقف الحرب المستعرة بين الجيل القديم الذي عفا عليه الزمن ولا يستطيع ان يستعمل الهاتف الذكي دون الاستعانة بحفيده وبين الجيل المتفتح والمنفتح.
ـ دولة الرئيس ان مهمتك صعبة وشاقة ولكنها تستحق المبادرة والتضحية،والقيام بعملية تطهير واسعة فسوء الإدارة يدمر الموارد والعكس صحيح المدير الكفؤ يستطيع ان يصنع من الموارد القليلة ثروة ان أحسن إدارتها.
ـ الروتين والبيروقراطية والعقليات المتزمتة،قتلت القطاع العام وقلما تجد فيها مبدعاً لأنه مكبل بالقوانين والأنظمة وتعليمات عطوفة المدير. ولتقدم دون القضاء على هذه الآفات المزمنة.
ـ كلنا يعرف قصة الجاسوس التي كانت مهمته وضع الرجل المناسب في المكان الخطأ،ما أدى إلى القضاء على كل بادرة وبناء.
ـ دولة الرئيس الجاسوس القاتل عندنا الروتين،المحسوبية،الواسطة لان هذه الفيروسات تقتل التقدم وتشل الإبداع وتبعث عدم الثقة عند الناس .
ـ الحقبة الماضية شهدت تعيينات " جائرة " لمدراء عامين ، ورؤساء مجالس إدارة ، ومدراء عامين ، ومستشارين وعقود خارج ديوان الخدمة المدنية رغم العهود بان لا يحدث ذلك وللأسف كانت بعيدة عن أسس التعيين المعتمدة .فمن يحاسب هؤلاء.واللافت كما عرف الناس كافة،ومجتمعنا الأردني صغير وحارتنا ضيقة فقد كان وراء هذه التعيينات استرضاء بعضهم وزراعة كما هائلاً من المحاسيب في القطاع الحكومي.
ـ مجتمعنا مجتمع شبابي،وهناك موظفون في الدولة عفا عليهم الزمن وقد واكبوا أكثر من ثلاث حكومات أو أربعة فهل بلغوا القداسة ان لا احد يستطيع الاقتراب منهم.كما ان هناك موظفون بعقود مديدة ورواتب خيالية.
ـ دولة الرئيس... العيون كلها مصوبة إليك وترصد كل حركة من حركاتك وتصغي إلى كل كلمة فهل ستسجل بصمة مختلفة وتعيد الثقة بالدوار الرابع وساكنيه ؟!. فهل ستقود ثورة بيضاء بتوجيهات جلالة الملك عبد الله حتى تصفق لك الأمة.
ـ الأردن العظيم بقيادته الهاشمية الحكيمة،وفرسانه الأشاوس عبرت الربيع العربي بأقل الخسائر الممكنة،بينما تدمرت دول عربية قوية..... والسؤال هل تعبر حكومة بشر هاني الخصاونة،مطبات جائحة الكورونا والأزمات العميقة الأخرى .... لا شيء يستعصي مع الارادة.... لا شيء مستحيل أمام الرجال الرجال.