لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد الإقبال على المتاجر والمراكز والمجمعات التجارية التي تروج لعروضها وخصوماتها ،فما أن يقع نظرنا على إعلان أو يلقى على سمعنا من أحد الأصدقاء أو الزملاء أو الأقرباءأو الجيران خبر يتعلق بتلك العروض إلا وقصدنا بلهفة المكان عينه، متجاهلين بقية المتاجر وعروضها التى قد تكون أفضل، مغشى على أبصارنا عن السلع من حولنا وإن كانت ملحة وتترأس قائمة التسوق حتى نجد أنفسنا نتجه وجهة لافتات التنزيلات بمسمياتها المتعددة كخصمم أو عرض أو حتى تخفيض وغيرها ...
إن العروض وظاهرة الإنجذاب لها تستدعي التوقف ومسائلة النفس على دوافع ملاحقتها، سواء كانت إيجابية: كالسعي وراء التوفيرأو الرغبة في الإقتصاد والترشيد مما يوهم إن العرض القائم فرصة لا بد من النيل منها قبل نفاذ الكمية المحدودة ومضي مدة العرض المحددة ،أوقد تكون أسبابها سلبية: كالنمط الإستهلاكي السلبي الذي تتبعه بعض الأسر الأردنية ومن اقبح ملامح هذا النمط التبذير و شراء سلع كمالية والإنفاق المبالغ فيه لإظهار الذات أمام الأصدقاء والأقارب والزملاء في العمل اوالإدمان على التسوق لتفريغ الكبت والتوتر والضغط النفسي .
إلى جانب ذلك يضع الخبراء النفسيون والإقتصاديون بين أيدينا جملة من الخطط والنصائح للتصدي لتلك الظاهرة أذكر منها:
وضع أولويات للشراء والبدء باحتياجاتك الأساسية.
· التأكد من أن التخفيضات حقيقية بالنظر إلى الفارق بين السعر الأصلي والسعر المخفض .
· مراجعة تاريخ الصلاحية علي المنتج المخفض .
· لا تظن أن التخفيضات فرصة لن تعوض فالمتجر يكرر التخفيض علي معظم السلع بصورة دورية كما تشير الدراسات.
· لا تضع السلعة المخفضة السعر في عربة الشراء قبل مقارنتها بمثيلاتها فمن الممكن أن تجد سلعه ارخص منها دون ان تقل جودة عنها .
إذن من الضروري أن نعي حقيقة العروض كسياسة اقتصادية للإستيلاء على أكبر جزء من دخلك لتتفاجئ أخيرأً أن محفظتك أو جيبك فارغة من النقود أو كخدعة تجارية توهمك بالتوفير ،أو كإغراء لا يمكن مقاومته أو عدم الالتفات إليه في يومنا هذا الذي يعتبره البعض وقت الإنفتاح والاستهلاك و المظاهر والشكليات ويراه البعض الأخر وقت الترشيد و الأزمات وتزايد المسؤوليات .