زاد الاردن الاخباري -
تتحفظ وزارة الصحة على توزيعة وفيات فايروس كورونا واماكنها ، لاسباب مبهمة ، ويتهرب كبار مسؤوليها من الاجابة ، حتى ان السؤال ان وجه لوزيرها د. نذير عبيدات، أثناء مشاركاته بمجموعات تواصلية اعلامية فيها مسؤولين كفيلة ان تلزمه الصمت.
بالسياق الاحصائي للموجز اليومي الذي يفصّل عدد عدد الاصابات وقفزاتها الهائلة والمرعبة قياسا للبدايات ، واماكنها على صعيد المحافظة واللواء والقضاء، وحتى القرى والتجمعات الصغيرة ، المنطق لا يستسيغ التحفظ على اماكن الوفيات ، والهروب من الاجابات ، على العكس تماما ، فاخفاء المعلومة لابد وان يفرخ المزيد من الشكوك، وارضية خصبة للشائعات والتقولات ، بتنا نسمعها، ونناقشها، ومهما سقنا من مبررات لها ، لكن قفلة الاحاديث تنتهي بالسؤال .. لماذا الاخفاء؟؟
وفق جدول رقمي تمكنا من الحصول عليه ففي دائرة للاحوال المدنية سجلا للوفيات يضم احصائية سنوية للاعوام من 2014- 2018 ، والسجل محدد فيه وفيات كل محافظة ويظهر تناميا في عدد الوفيات بحدود ألف وفاة تزيد قليلا او تقل سنويا.
الجدول بحصيلته الأخيرة يبين ان عدد وفيات عام 2018 تجاوز 29 ألف وفاة بقليل، ما يعني ان متوسط عدد الوفيات التي يشهدها الاردن يوميا بما فيها المغتربين ، يصل الى 80 وفاة يوميا، بالمقابل كان الرقم عام 2014 قرابة 27 الف حالة وفاة أي بمتوسط 74 حالة يوميا.
لغة الارقام وقد اوشكنا على نهاية الشهر العاشر من العام ، تقول أننا سجلنا حتى أمس 540 حالة وفاة بالفايروس ، لكن التحفظ على توزيعها غير مريح ، وان كان لايبعث على طمأنينة ، في جانب الانتشار المجتمعي للوباء ، وفتح الباب على مصراعيه تجاه توقعات اكثر من صادمة، خلال الايام او الاسابيع القادمة ، فالقلق من التمنع عن الاجابة لاماكنها مبعث قلق أكبر ، ومدعاة تشبث فريق ان الوباء مؤامرة بظنونة ، بل التعاطي معها كحقائق مؤكدة لا مجرد ظنون..
المرات القليلة التي ظهر بها رئيس الوزراء مخاطبا الجمهور لم يخلُ خطابه فيها، من تاكيده على الشفافية ، والانفتاح على الناس في المعلومة ، طالما منشد الحكومة كسب ثقتهم ، لكن الاصرار في جانب اخفاء توزيعة الوفيات لايضعف الحكومة وحدها ، ويهز الثقة بها ، وانما الفريق المساند لها سواء الصحي او الاقتصادي، وعموم الناس أيضا الذين نخشى ان نحشر اعداد منهم في زاوية التشكيك بالوباء ، والانضمام لفريق المؤامرة ، أيا كان شكلها دوليا او محليا.
الرئيس وفريقه مدعوين لممارسة الشفافية قولا ، لا شعارا ، واشهار الحقيقة التي يتحدث عنها في مجالسه، ضرورة اكثر من أي وقت مضى ، اما ان يبقى وفريقه اسرى اخفائها، لاعتبارات علمها حكر على دائرة ضيقة ، فمؤكد انه تصرف لايخدم الوضع الذي نحن عليه، والامرّ القادم ..