مشهد يؤكد على عدم قدرة الجهات ذات العلاقة بتنفيذ تعليمات الهيئة المستقلة للإنتخابات الخاصة بالتعامل مع اماكن وضع لوحات المرشحين، وكعادة السلوك الاردني الحكومي يتم إلقاء الكرة في ملعب الجهة الأخرى ، وتصبح القضية كقصة دم يوسف .
المشهد الذي نتحدث عنه هو تعليق لوحات المرشحين على أعمدة الكهرباء في كل شارع وزاوية في الوطن ، وللحد الذي جعل وجوه المرشحين تستقبلنا صباح مساء؛ وهم مبتسمون وفي كامل أناقتهم، والشيء المثير للإهتمام أنهم يتسابقون على تسلق تلك الأعمدة ، والسعيد منهم من ترتفع صورته الى اعلى العامود بعيدا عن ايدي المخربين من أزلام المرشحين الأخرين.
ورغم أن التعليمات واضحة كالشمس إلا أن كسر تلك التعليمات أصبح جزءا رئيس من سلوك هؤلاء المرشحين ، ومن باب أنه يستمد قوته من حقه في أشهار أسمه وصورته في منطقته الانتخابية أي بين أهله وعشيرته، وفي حال تعدى أحدهم على تلك المنطقة فيصبح من حقه العشائري والمناطقي أن يقوم بنزع تلك اللوحة والقاءها أرضا.
إذا هي معركة تسلق العامود ، وفي نفس الوقت معركة الحفاظ على الحدود المناطقية والعشائرية لهذا المرشح أو ذاك، وفي هذه المعركة تسقط التعليمات ككرة في ملعب الحكومة والشاطر من هذه الحكومة يلقي بهذه الكرة في ملعب الأخر، ومع الحرص على عدم تسجيل هدف لأن كل من طرفي الحكومة يلعبون ضمن فريق واحد .