د. رعد مبيضين - أقول كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي : بالقدر الذي تبدو فيه الظروف المحيطة بالمنطقة صعبة ومعقدة وخطيرة إقليميا وعالميا ، فإنها بالقدر نفسه مواتبه وملائمة وتشكل فرصة كبيرة لإلتقاط اللحظة الإنسانية والأمنية في « زمن الفوضى والإرهاب » ، وعلى الجميع مسؤولية القبض على زمام « مبادرتنا الإنسانية » حرصا على المصير المشترك بين شعوب المنطقة ، وتجنبا لما هو أخطر أوسطيا وعالميا .
ولعل الإخفاق والفشل اللذان توجههما الإتفاقيات السلمية بين الثنائيات المتنازعة في عموم المنطقة لا ينحصران بالصعيد السياسي وحده وإنما يتعديانه إلى الصعيد النفسي والعقائدي والتصورات التاريخية التي تؤسس لعداء قادم يجعل من الحياة الإنسانية على وجه الأرض مجرد حلم وضرب في الرمل السياسي والخيال الذي يفتقر إلى أي أساس على أرض الواقع ، وفي ظل هذه الحقائق تأتي دعوتنا كإنسانيين نمتلك برامج حقيقية غير وهمية مزعومة تحول الشعوب إلى قنابل إرهابية قابلة للإنفجار الذي يولد إنفجارات متنوعة ومتعددة إقليميا وعالميا ، ما يعني ان هناك دول ستنهار ، واهداف إستراتيجية كانت تسهم في ترسيخ الأمن والسلم العالميين ستسقط لا محاله ، نتحدث لكم جميعا والعالم اكثر هشاشة وتعرضا لمجموعة كبيرة من الأخطار التي تتجاوز كل أشكال الحروب التقليدية ...!!
اما فيما يخص الرهانات التي تتحرك وفق اعتقادات غدت خارج سياق اللحظة الراهنة ، فإنها تبدلت تبعا لحقائق الواقع الذي يثير أسئلة في العديد من مسائل الحدود والمياة والطاقة إلخ ، بالتالي نحن كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي ، لسنا بصدد إستصدار نصائح ، لأن خطورة المرحلة الحالية تجاوزت كل الحسابات ، لهذا لا بد من إنحناءة إقليمية وعالمية أمام تيارات معاكسة تشتد حركتها باتجاه تغير معطيات كل شيء ، ولكن لصالح من ؟! للأسف الشديد جدا اللاشيء ...!!
وعلى هذا الأساس ثمة حاجة للسياسية الإنسانية تحت ضغط متتال يفرض حتمية تبني الأمن الإنساني عالميا ، وهنا قد يختلف معنا البعض في قراءة المشهد لتعويم الحقائق في المنطقة بهدف كسب الوقت ، والحصول على وظائف من شأنها ان تقدم لهذه الدولة أو تلك عمرا إضافيا ، ولكن كيف ؟! وبعض الدول غدت حقيقية خارج اللحظة السياسية الراهنة ، فضلا عن ذلك فإن هنالك مسألة غاية في الخطورة ولا يتنبه لها أحد ، ألا وهي مسألة تبدل المفاهيم في السياسة العالمية إلى درجة نستطيع القول فيها أننا أمام « مفاهيم متحركة » وغير ثابته ، وبعضها في طور التشكل ، بالتالي فإن الإستنتاج الأولي يدور حول فكرة واضحة مفادها : ( ان تسرع الدول لتكون تحت ظل الإنسانية والأمن الإنساني ) لضمانة القدرة على محاكاة المفاهيم المتحركة في السياسة العالمية ...!!
والسؤال الملح هنا في خضم الترنح الذي تعاني منه معظم الدول التي غدت حكوماتها بين واقعية الوعود واستحالتها ، هو إذا صحت نظرية المؤامرة في إنتشار فيروس كورونا فالسؤال هو : ما هي الإستراتيجيات لمواجهة إستحقاقات حرب الأوبئة ؟!! وهل تمتلك تلك الدول برامج مواجهة سواء صحية أو إقتصادية ، ام أننا امام هياكل دول تتلاشى أو تكاد ، والمحزن أنها ما زالت غارقة في جدلية البحث عن افتراضات لا معنى لها ، وسط حالة من الغليان المركب داخل وخارج الدول المأزومة ، في وقت نجد فيه من يسوق لعبثية المحاولات الفاشلة ...!!
والخلاصة ان الاتكاء على التحالفات القديمة دون الدخول الفعلي في إستراتيجيات « الإنسانية والأمن الإنساني » يعني التشبث في ظواهر عابرة تضاعف المشكلات المستفحلة إلى حد الفشل ، في ضوء سياسات مريرة لا تمتلك اية رؤية .. إنه الإفلاس السياسي الذي لا ولن ينقذه أي استجداء مهما بلغت درجته ، ليبقى الخيار الإنساني هو الحل والمدخل للحديث عن المستنقع الويائي الذي يغوص به العالم أجمع إلى حد المأزق الحقيقي ، والحصيلة موت جماعي لا يسمح بالاستفسار أو التساؤل عن حجم المخاطر الحالية والقادمة ، وإنما تجاهلها وإغفالها في ظل تطبيق ما يسمى « مناعة القطيع » وهذا ما يجرم الدول التي مارسته أو غضت النظر عن إنتقاده ، ولا يعفيها حتى من هامش المسؤولية ، لأنها تعترف ضمنيا بقانونية الموت الجماعي والمجاني الذي يحصد الأرواح ، وإلا كيف تتسارع ألية تبديل الحسابات ؟! وقلب الكثير من المعادلات ؟! ةالنتيجة فضائح تعمل على أزاحة القبول بفرضية الموت لحساب مافيوية شيطانية متعفنة تتجار بكل شيء حتى أرواح البشر ، وإذا استمر ذلك دون الدخول الفعلي في إستراتيجيات « الإنسانية والأمن الإنساني » القادرة ليس على المواجهة فحسب وإنما إعادة توجيه البوصلة للحياة بدل الغرق في أوبئة كمقدمة لمخاض لا يمكن تصور نواتجه ، لأنه يتجاوز حدة المأساة التي نعيش ، ويؤسس لكوارث لا احد يمتلك القدرة على محرد التوقف عند مفرداتها ، نعم ، إنها الفوضى والإرهاب ، والتي تقتضي الدخول الفعلي بالإنسانية والأمن الإنساني كحتمية لا مفر منها لكل من أراد الحياة ...!!-خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .