نريد إصلاح الإخوان والدولة كمان
لم تختلف صورة الإخوان فكرا وطرائقأً وتفكيرا منذ تأسيسها عام 1928 على يد الإمام حسن ألبنا رحمه الله عنها اليوم،فالجماعة أخطأت بالأساس عندما قامت على قواعد الانتشار العددي الكمي،وتركت الانتشار النوعي الكيفي.فخرج من رحمها أفرادا كثر،لا قادة. الصورة النمطية الشمولية لم تتغير،بالرغم من رياح التي هبت على المنطقة العربية ماضيا،واشتدت حاضرا فأسقطت عروش وهزت أخرى. الأردن لم تختلف صورته في ظل وجود الإخوان المسلمين،سيما في هذه المرحلة.
ومع هذا،نجدهم يرفضون المشاركة في رسم العملية السياسية باعتبارهم جزء من المعارضة الوطنية "انتخابات بلدية،انتخابات مجلس نواب،لجنة الحوار الوطني" لأسباب ليست في بطنهم،قادت صوب السير الدؤوب في البحث عن مخارج إصلاحية بدونهم.
المعارضة لا تكون بالاسم فقط،بل لابد لها من عمل،يمكن أن نكون معارضين شرسين شرسا دون الانفصال عن إطاري التنظيمي،فالمشاركة تعطي حافزا قويا وشرعية كبيرة،تقوي من الحجة.فلما يا ترى يأخذ الاخوان المعارضة فقط باعتبارها أسلوبا للرفض،ومنهجا للضغط،القائم على المشاركة؟؟
في عين الوقت،يطالب الأخوان بالإصلاح والاعتراف بالأخطاء والولوج في عملية بناء جديد لمواكبة الواقع،كما يطالبون الاعتماد على الداخل،وعدم السير في دهاليز أجندة الخارج،هذه المطالب مشروعة. الأمر جد جميل،يسير في تيار المطالب الشعبية الواعية،القائمة والمستندة على للحق والشرعية والإصلاح.
الا أن الشعب يطالب الإخوان بإصلاح أنفسهم من الداخل،خاصة بعد الشرخ الذي أصابهم، وأنتج تيارات متعارضة،تخوض حروبا باردةً في الباطن تنم عن تناقض عضوي في التركيب اليوم،حتى وأن تم إنكار ذلك.
هذه الحرب يمكن حصر ملامحها في تيارات أربع :
1- تيار أخواني ملكي يقوده عبد اللطيف عربيات وإسحاق فرحان.
2- تيار اخواني حمساوي يقوده سعود أبو محفوظ وزكي بني رشيد.
3- تيار وطني أردني إصلاحي يقوده أرحيل الغرايبة وسالم الفلاحات.
4- تيار سلفي متشدد يقوده همام سعيد.
لذا،لا أعلم كيف يطالب الإخوان بالإصلاح(الأخر الدولة)وهم يرفضون إصلاح(أنا الإخوان)يطالبون الاعتراف بالأخطاء من قبل الدولة،في حين يرفضون الاعتراف بأخطائهم.قصة الإخوان والدولة لم ولن تنتهي عند القبول والرفض،جراء وقوعها بين حبائل الشد والجذب اليوم التي تقود إلى الابتعاد لا الاقتراب.
الجهات الرسمية التي أوجدت الإخوان في الأردن ماضيا، لوقف المد الشيوعي،الذي غزا المنطقة،وهدد أركانها.هذه الجهات هي اليوم مصابة بعري تام أمامهم خوفها من هيمنة الإخوان على مفاصل المعارضة والرأي العام،بحيث تكون عوامل ضغط علينه أم سرية،قد يسهم في إرضاخها لمشيئتهم،فيجعلها تسير وفق نظرتها الممتدة إلى خارج الحدود الوطنية.
عين الخوف،امتد ليشمل الحاضن الحقيقي للإخوان،اقصد الشعب،الذي بدا مؤخرا انه اصطف ضدهم وضد وتحركاتهم،وما أحداث جمعة ميدان جمال عبد الناصر،الا دليل على ذلك.
ومع هذا،من لأهمية بمكان،عدم إنكار دور الإخوان،وأثرهم في الرأي العام،خاصة أن نشاط الإخوان الحقيقي،لم يظهر بعد
يا ترى كيف تستقيم مطالب الإخوان،وكيف يُراد للدولة العمل وفقها،مع أن أنهم مطالبون كما الدولة بإصلاح،تلبية لرغبة الشعب متفق على ذلك؟؟
الجواب نتركه للقارئ الكريم
الله يرحمنا برحمته ...وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com